رنا بغدان:
يكرّم مركز “دون بوسكو” اليوم السبت في دير الآباء السالزيان بدمشق, الفائزين والمشاركين في مسابقة ومعرض “قيامة الشرق المسيحي” للتصوير الضوئي الذي استضافته “كاتدرائية السيدة العذراء مريم” في موسكو في أيار الماضي ونظمه السيد “سيرجي برون” وذلك بالتعاون مع “فريق ملح ونور” للإعلام المسيحي وبالشراكة مع “أبرشية والدة الإله – موسكو”، والمركز الثقافي “بوكروفسكي جيتس” و”البوابة الكاثوليكية”.
وهدفت هذه المسابقة التي تقام لأول مرة وشارك فيها 140 مشاركاً من مختلف المحافظات السوريّة إلى لفت انتباه المصوّرين في سورية وروسيا والعالم إلى حقيقة أنّ الإيمان على قيد الحياة في سورية هي مهد الديانات، وأن الكنائس المدمرة خلال الحرب على سورية يتمّ إحياؤها وترميمها وإعادة إحياء الطقوس الدينية التي توقفت بسبب الحرب.. فترميم المعابد وإعادة إحياء حياة المجتمعات الجريحة والحج والمشروعات الاجتماعية والأحداث الثقافية هي من رموز قوة الإيمان الراسخة ومن هنا دعت هذه المسابقة المصورين إلى عكس هذه القيامة للشرق المسيحي والشهادة بتوثيقهم على هذه الحياة أمام العالم بأسره.
عن مشاركته في هذه المسابقة وتكريمه يقول الفنان غيث العبد الله: جاءت مشاركتي في معرض “مسابقة قيامة الشرق المسيحي” بثلاث صور إضافة إلى عدد آخر منها تمّ عرضها عبر شاشة مرافقة للمعرض, وعبرت الصور التي شاركت بها عن واقع الحياة اليومية على اختلافها وتنوعها في مدينتي “السقيلبية” خاصة تلك التي عاشها أبناؤها خلال سنوات الحرب وتصديهم لها وكيف واجهوا قذائف المجموعات المسلحة التي استهدفتهم في منازلهم وحقولهم وحتى في دور عبادتهم، وكيف صمدوا وأبوا الخروج من بيوتهم وأبدوا تمسكهم بكل قوة وعزيمة بأرضهم والثبات فيها. أما الصور الثلاث فصوّرت الأولى حمائم السلام تحلق فوق سماء مدينة “السقيلبية” في ريف حماة وتبدو في مقدمة الصورة جرسية كنيسة القديس جاورحيوس التي يعود بناؤها الحجري إلى العام 1891 وفي الخلف تبدو كنيسة القديسين بطرس وبولس التي تم تكريسها وافتتاحها في السادس من شهر أيار 2022. أما الثانية فتصوّر السيدة “أم بطرس” من السقيلبية في لباسها الفولكلوري التقليدي “الذي بدأ ينقرض نهائياً” وهي تجلس أمام بيتها مبتسمة تقوم باطعام الحمام صبيحة اليوم الذي تلا سقوط قذائف المجموعات المسلحة التي استهدفت مدينتها. في حين تصوّر الثالثة “صلاة سبت النور” الذي يسبق عيد القيامة في كنيسة القديس جاورجيوس في السقيلبية- ريف حماة.
يذكر أن الفنان غيث العبدالله من مواليد السقيلبية- حماة وقد أقام العديد من المعارض الفردية وشارك في معارض جماعية داخل وخارج سورية وهو يعمل منذ الثمانينيات الماضية على جمع وأرشفة التاريخ الشفوي لمدينته “السقيلبية” وتوثيق يومياتها بالكلمة المدونة واللوحة والصورة الضوئية والمرئية وقدم في هذا المضمار عدة معارض ومحاضرات هامة ونال العديد من الجوائز وشهادات التقدير.
سيرياهوم نيوز 6 – تشرين