آخر الأخبار
الرئيسية » إدارة وأبحاث ومبادرات » تكريم في مكانه لرجل من أعلام زمانه: وقائع تكريم القامة الأخلاقية والتربوية والاجتماعية والثقافية “محمد علي يونس” من قبل الملتقى الوطني للثقافة والاعلام

تكريم في مكانه لرجل من أعلام زمانه: وقائع تكريم القامة الأخلاقية والتربوية والاجتماعية والثقافية “محمد علي يونس” من قبل الملتقى الوطني للثقافة والاعلام

 

عبد اللطيف عباس شعبان

سبق أن قررت واعتمدت ادارة الملتقى الوطني للثقافة والاعلام ممثلة برئيسها الكاتب الأديب نزار على غانم / عضو اتحاد الصحفيين – رئيس تحرير جريدة العربي الديمقراطي / تكريم عددا من الأعلام في ميادين الأدب والثقافة والعلوم المعرفية والخدمات الاجتماعية والوطنية، وباشرت ذلك لعدد منهم ضمن أكثر من مناسبة في مكان وآخر، وبالأمس القريب كان التكريم للعلامة الأديب فضيلة الشيخ محمد علي يونس في منزله بالذات، تقديرا لشيخوخته الموقرة في عمره الذي تجاوز التسعين من العمر.

تم التكريم المقرر بحضور رئيس الملتقى والعشرات من أعضائه، ومن رافقهم من أصدقاء الملتقى وأصدقاء فضيلة الشيخ، ويسرُّني أنني كنت من بينهم، وقد استقبل فضيلته القادمين لتكريمه ببشاشة وترحاب، والأديب نزار غانم ومن معه خاطبوا سيادته بصوت واحد قائلين له:

سيادتك الكريمة أجل من التكريم ونحن قادمون لنتكرم بوجودنا عندك يا فضيلة الشيخ أيها الباحث المدقق المحترم الوقور، ونحن فخورون بوجودنا عندك فأنت قامة وطنية كبيرة ومحط اعتزاز أبناء وطنك.

تضمن التكريم تقديم درع الملتقى لفضيلة الشيخ، وعليه عبارة ” يتقدم الملتقى الوطتي للثقافة والاعلام بالشكر والتقدير للعلامة الشيخ محمد علي يونس لأعماله الجليلة في خدمة الوطن والمجتمع، إلى جانب العديد من باقات الزهور العطرة التي حملها بعض من حضروا، وعباءة ألبسه إياها السيد علي عباس، في جوّ ملئء بالتقدير الكبير والمودة الصادقة لسيادته، وتكلَّل اللقاء بكلمات المكرَّم الأدبية اللطيفة الجميلة المقدّرة لهذا التكريم، والتي تضمنت نبذات من حياته المليئة بالعطاء الفكري والأدبي، وأكثر من مرة التقطت يداه كتابا من مكتبته الكبيرة ليفتح على الصفحة التي تظهر الشاهد الموثَّق الذي اشتشهد به في حديثه، إذ أنعم الله عليه بذاكرة ذاخرة بالمعارف، وبصر دقيق الرؤيا دون نظارة، وبصيرة تجعل مستمعيه معجبين أشد الإعجاب بدقيق عباراته معنى ومبنى،

هذا التكريم لفضيلة الشيخ محمد علي يونس ليس الأول من نوعه فقد سبقه الكثير من مثيله في السنوات السابقة، ورفوف منزله وجدرانه تحمل عشرات الدروع ولوحات التكريم، ومنها الدرع الذي تم تكريم سيادته به بمناسبة المهرجان الأدبي المركزي السادس عشر لطلبة سورية في شهر شباط الماضي / 2024 / و درع مهرجان المجاهد الشيخ صالح العلي لعام / 2021 ودرع وزارة التربية عام / 2016 / و درع النجمة المحمدية / السيدة زينب / عام 2008 ….

تحوي قاعة استقبال ضيوفه وغرف منزله العديد من لوحات القصائد الشعرية والكلمات الموجَّهة لسيادته من أصدقاء أجلَّاء، ومنها قصيدة للشاعر الشيخ محمد عباس علي يخاطبه فيها ( منوها عن شرح سيادته للقرآن الكريم ) قائلا:

الشَّارحُ الشَّيخ الجليلُ محمَّد النَّدب الشهيـرْ

من آل يونس. صفوة الفُقهاء في العصر الأخيرْ

إذ فسَّر الذّكـر الحكيم .. بـواضح . ثرّ . منيـرْ

وقصيدة للشاعر الدكتور المهندس منذر أحمد عمران الزاوي يخاطبه قائلا:

شَكري إليكَ من الأعماق أُهديه مشـاعـري كلّها مكنونـة فيـه

أبا فراس و قلبي سابقٌ شفتي فما أقول سوى ما القلبُ يوحيه

حضنْت سفرك حبًّا صرتُ ألثمهُ كُرمـى لكـاتبه. كُرمى لما فيه

وقصيدة للباحث الشاعر الشيخ تمام أحمد يخاطبه قائلا:

لو أنصفوه لكانَ سيّد عصـره وأميــرُ منبـره . و واحـدُ دهـره

رجلٌ إذا .. حدَّقت عن صبر له شـاهدت.. أيـُّوب النبيَّ .. بصبره

متجـدّدٌ في فكـره وكـأنـَّما .. تمشي الحضارةُ في جوانب فكره

ومن هذه اللوحات لوحة لصورة العلامة – عضو مجمع اللغة العربية – فضيلة المغفور له العلامة الشيخ سليمان الأحمد، وعليها بيت من شعره:

ما المرء إلا سيرةً فاحرصْ على ذكر جميل في الأنام حميد

وكان الشيخ محمد يتمثل هذا البيت من الشعر ويعتبر الشيخ سليمان قدوة له.

فضيلة الشيخ المكرَّم من مواليد قرية رويسة الحايك / منطقة صافيتا / عام / 1933 / ويفخر سيادته بأنه تعلَّم القرآن الكريم في بداية طفولته على يد الشيح حسن عبد الهادي شعبان ( من قرية الجروية المجاورة لقريته رويسة الحايك )، وقد حفظ ربع ياسين من القرآن الكريم وكثيرا من القصائد قبل دخوله المدرسة، ونال الشهادة الثانوية عام / 1951 / بتفوق على مستوى القطر، والإجازة في الآداب قسم اللغة العربية عام /1955 / وأهلية التعليم الثانوي عام /1956 /، وعمل مدرسا للغة العربية في مدارس محافظة طرطوس إلى أن أوفد إلى الجزائر عام / 1967 / لمدة خمس سنوات، وتم اختياره هناك عضوا متفرغا في لجنة البحث والتأليف، بعد أن تبين ثبوت كفاءته العالية في اللغة العربية، وقد ألف وشارك في تأليف عدة كتب للمرحلتين الاعدادية والثانوية، وبعد عودته عمل في تدريس اللغة العربية والإدارة في ثانويات محافظة طرطوس إلى أن تم تعيينه موجها اختصاصيا لمادة اللغة العربية عام / 1975 /، وخلال عمله في التوجيه أسهم في وضع المناهج الجديدة، كما أسهم في تأليف الكتب المبنية على تلك المناهج حتى أحيل إلى التقاعد عام / 1998 /، وبعدئذ تم استدعائه من عام / 2000 – 2003 / مع بعض زملائه المتقاعدين للاشتراك في وضع مناهج جديدة للغة العربية.

اغتنم سيادته فرصة تقاعده في متابعة الدراسات الاسلامية والقرآنية، وإلقاء خطب الجمعة والعيدين في مساجد محافظة طرطوس والقراءة والبحث والتأليف، ما أسس لاختياره وتعيينه عضوا في المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف، وكان مؤلفه الهام المتميز ” التفسير الواضح للقرآن الكريم ” الذي اكمل انجازه مساء الاثنين المصادف للحادي عشر من شهر شوال عام / 1438 / هـ الموافق للثالث عشر من شهر تموز عام / 2017 /، وقد عكف سيادته على مراجعته مرارا وتكرارا لتحقيق المزيد من تصويبه وتحضيره للطباعة متخطيا كل العقبات التي فرضتها الحرب الدولية الظالمة على بلادنا منذ منتصف آذار عام / 2011 /، وقد حظي تفسيره الكريم بموافقة وزارة الاعلام في الجمهورية العربية السورية برقم / 119780 / تاريخ 22 / 1 / 2019 ، وموافقة وزارة الأوقاف في الجمهورية العربية السورية على النشر والتداول برقم 305 / 4 / 4 / د / م تاريخ 22 / 1 / 2019 ، وتمت طباعة النموذج الأول منه للمرة الأولى يوم الجمعة 14 جمادي الآخرة 1441هـ الموافق 7 شباط عام 2020م بمساعدة نفر قليل من أقربائه الأعزاء وأصدقائه الأوفياء. وقد منَّ الله عليه لاحقا بطباعة ثلاثة نماذج أخرى أكبر حجما، وأيضا تمت طباعة نموذج متميّز منه في القطر اللبناني الشقيق، وبألف نسخة من كل نموذج، وقد أصبحت آحاد هذه النماذج في بيوت آلاف المقدّرين لهذا التفسير المتميّز باعتماده ترسيخ الأخوة الاسلامية الإيمانية الجامعة، بعيدا عن التطرف المجحف الذي ظهر يمنة ويسرى في بعض التفاسير، وامتاز تفسيره بسهولة العبارة وبما تقضي به قواعد اللغة العربية التي أنزل بها القرآن والبعد عن كل ما ينفّر القارئ من الحشو المملْ والايجاز المخلْ.

ويقول فضيلته عن هذا التكريم :

إنه وسام أعتز به وأعدّه دليلا كبيرا على وفاء المثقفين لمن ترك آثارا إيجابية في العملية التربوية والحركة الثقافية في سورية وخارجها، وأوجه شكري الكبير للذين قاموا بهذا النكريم من رئيس وأعضاء الملتقى الوطني للثقافة والاعلام ومن رافقهم من أصدقاء، وأسأل الله أن يجعلهم ممَّن يستحقون التكريم في هذه الأيام وفي المستقبل.

بارك الله بالمكرَّم والمكرّمين …إنه تكريمٌ في مكانهْ، لرجل من أعلام زمانه

 

 

(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عودة خدمة الإنترنت إلى دير الزور والحسكة بعد إصلاح عطل في كابل ضوئي

أعادت الشركة السورية للاتصالات خدمات الإنترنت فجر اليوم إلى ‏محافظتي دير الزور والحسكة، بعد إصلاح العطل الذي وقع ‏ظهر أمس على أحد الكوابل الضوئية الرئيسية المغذية ...