ميس العاني
يجمع العرض المسرحي (تماس) الذي يقدم حالياً على خشبة القباني من تأليف وإخراج محمد سمير طحان خيوطاً متشابكة من الهم الوطني والإنساني المنسوجة عبر حوارية بين شخصيتين تضيئان على جوانب (العتمة) التي خلفتها الحرب على سورية على الإنسان أولاً وأخيراً.
ويوظف طحان الصدفة ليجمع بين غريبين في محل على نقطة تماس فكانت نقطة الانطلاق أيضاً لأحداث مسرحيته حيث يدور حوار بينهما يكشف دواخل موغلة في كل منهما عبر جلسة بوح تخللتها صراعات نفسية ووجدانية واعترافات صادمة.
ويكشف كل من الشخصيتين حكاياهما الخاصة من (فرح) الشابة الجميلة خريجة الأدب العربي التي تعمل سكرتيرة بسبب ظروف الحرب و(حسان) الفنان التشكيلي الذي دفعه الحب ليترك شغفه ويصبح مصمم أزياء ويؤسس عملاً خاصاً به ولكن يخسره بفعل الحرب لتتركه بعدها زوجته وتسافر مع أطفاله.
ويضيء المخرج والكاتب الشاب على التشوهات الروحية في الشخصيتين والتي اصطدمت ببعضها البعض وتبادل كل منهما دور الجاني والضحية وألبس كل منهما الآخر تراكمات الألم وأصدر أحكاماً عامة مستقاة من تجربته الأليمة.
ويبدو العزف على وتر الخذلان والبكاء هو الماضي وهو القاسم المشترك بين حسان وفرح فهما يشتركان في فقدانهما الثقة بكل شيء من الحب والحياة والمستقبل.
ويجمع طحان في مسرحيته بين نقاط عديدة بدأت بالحرب وانتهت بالمشكلات الاجتماعية التي أفرزتها والمصائب الإنسانية والكارثية التي خلفتها فقدمها عبر توليفة واحدة لخصت معاناة الإنسان السوري.
ويضفي طحان بعداً آخر للعرض بجمعه بين تقنيات المسرح والسينما وتوظيفها لتحريك الحدث داخل العمل.
يذكر أن العرض من إنتاج المسرح التجريبي في مديرية المسارح والموسيقا وهو من تمثيل محمد شما وعبير بيطار.
وتضم البطاقة الفنية للعرض، تصميم الإضاءة والتقنيات لبسام حميدي وتأليف موسيقي رامي الضللي ومساعد مخرج سمير مصطفى وتنفيذ المادة الفيلمية فراس جرار وتصميم ملابس ليلى مقصود وأداء وتصميم رقصة العروس سمية بلول ولوحة الزوجة للفنانة التشكيلية راميا حامد ولوحة فرح للفنان التشكيلي بسام الحجلي ومنفذ الإضاءة راكان عضيمي ومدير المنصة عبد المنعم المصطفى ومنفذ الأزياء علي النوري وتصميم البوستر محمد وسام طحان.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا