سمير حماد
تنابلة العصر والبلد , هم أحفاد( تنابلة السلطان ، وحكايتهم المشهورة ١ ) , بل أخطر منهم , تراهم اينما نظرت , في كل مكان ….عاجزون عن ادراك ما يحيط بهم , وبالامة من اخطار , وما يتهددهم , ويتهدد ذريتهم , من اقتلاع وطرد من الارض والتاريخ ….
هؤلاء تلامذة جحا النجباء , الذين صدقوا وما زالوا يصدقون , ان الدنيا بالف الف خير , طالما كان الخطر خارج غرف نومهم …..
كم سيفاجئهم غباؤهم , وكم سيلطمون خدودهم , حينما يتأكدون ان غرف نومهم هذه , ليست اكثر من وكر للافاعي , وصندوق ممتلئ بالشرور والمصائب …….وحينما يكتشفون, ان من لايبالي بموت الابرياء , ودمار البلد , سوف يلقى مصير الكلاب الضالة , ومن لا يهمه فقر الاخرين وعذابهم وبؤسهم , سوف يجد نفسه يوماً متسولاً على قارعة طريق , اوعلى باب مسجد ……فالايام دول ….يوم لك ويوم عليك …وأن من سره زمن ساءته أزمان ……..
تنابلة العصر وهذا الزمان , وجدوا لكل سوء وفساد مبرراً , وعرفوا كيف يتحينون الفرص , واتقنوا كيف ينحنون بذل ومهانة , حتى تلامس جباههم الاقدام …..
اتقن هؤلاء التنابلة عبارات يتحفونا بها بين وقت واخر , وبين مذبحة وأخرى , وهم يطلبون الينا أن ننظر الى (النصف الممتلئ من الكأس) وكيف لمنكوب بوطنه وولده ان يرى كأساً …غير ذاك المملوء بالدم والدموع ….لابالماء …؟؟؟
تنابلة عصرنا الذين الفوا الذل والهوان , واستمرؤا طعم الفجائع والدم والدمار …ليسوا افضل حالا من ذالك القرد الذي لحس المبرد , واستمرأ مذاق دم لسانه …. …
١(تنابلة السلطان)
مصطلح قديم كان شائعا في عصر السلاطين الأتراك وله حكاية مشهورة ومعروفة
(موقع سيرياهوم نيوز-2)