آخر الأخبار
الرئيسية » منوعات » تنّور على الطريق… نار لا تخمد وجيب لا يمتلئ

تنّور على الطريق… نار لا تخمد وجيب لا يمتلئ

ينصب العم أبو محمد تنوره عند أول قرية قصابين على الأوتوستراد الواصل بين رأس العين وبيت ياشوط في ريف جبلة بمحافظة اللاذقية منذ أكثر من ثلاثين عاماً.
يُشعل الحطب مع ساعات الفجر الأولى، ولا تخمد ناره حتى منتصف الليل، غير أن النفقات تبقى أكبر من الإيراد، ولا يكفي هذا الجهد المضني لتأمين حياة كريمة.
العم أبو محمد أكد أنّه لا يعمل بمفرده، بل تسانده زوجته في إعداد العجين وتحضير المحمرات والقريشة والجبنة والزعتر إلى جانب الخبز، مبيناً أنّ التنور رغم وقوعه خارج نطاق التجمعات السكنية، أصبح مقصداً يومياً لعابري الطريق، بعضهم من خارج المحافظة، ممن يتوقفون لتذوق منتوجات بسيطة لكنها صادقة في طعمها.
وأشار أبو محمد لصحيفتنا “الحرية” إلى أنّه أقام بجانب التنور جلسة خشبية بكراسي وطاولة، فتحوّل المكان إلى محطة صغيرة على الطريق، تستقبل الغرباء والأقرباء وأهالي القرى المجاورة، لافتاً إلى أنه على الرغم من تدفّق الزبائن، يظل مردود العمل متواضعاً لا يتناسب مع عدد ساعات العمل الطويل ولا مع تكاليف الحطب والطحين والمواد الأخرى.
وبيّن العم أبو محمد أنّه يعمل بصمت ولا يشتكي، غير أنّ الدخل لا يسد حاجة عائلته التي تعيش في ظل ظروف اقتصادية صعبة. مشيراً إلى أن ما يبقيه في هذا العمل هو محبة الناس وتقديرهم لا أكثر.
رغم التحديات يبقى التنور موقداً بلا انقطاع، رمزاً لصبر وجهد لا ينضبان في وجه أعباء الحياة، حيث لا يزال العم أبو محمد يُصرّ على مواصلة العمل، مستمدّاً قوته من التقدير الذي يحظى به بين زائري المكان. في هذا الركن البعيد على الطريق، يلتقي الكدح بالأمل، ليشكلا حياةً بسيطة لا تعرف الاستسلام. وبين نيران التنور يكتب الرجل قصة كفاح صامتة تستحق التقدير.

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مع ازدياد حرائق الغابات عالمياً.. تطوير جهاز كشف بحجم ثمرة الصنوبر

مع خسائرها المكلفة التي تقدر بمليارات الدولارات, تعد مسألة الكشف المبكر عن حرائق الغابات أمراً بالغ الأهمية, لكن وسائل مثل الأقمار الصناعية والدرونات والكاميرات الحرارية ...