من جهتها، كانت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وخصوصاً حركة «حماس»، بدأت منذ مدّة مساعي سياسية وميدانية لوضع ملفّ الغاز الفلسطيني على الطاولة، سواءً من خلال مباحثاتها مع الجانب المصري، أو من طريق تنفيذها مناورات بطائرات مسيّرة لإفهام العدو قدرتها وإرادتها استهداف منشآته في حال استمرار تعطيله استخراج الغاز من بحر القطاع (راجع ملفّ: غزة على طريق لبنان: هذا الغاز لنا!، «الأخبار»، 21 أيلول 2022)، واستفادة الأخير منه في تأمين احتياجاته، وتحديداً من أجل تشغيل محطّة توليد الطاقة الكهربائية الوحيدة فيه. وفي ظلّ الحديث اليوم عن اتفاقية مصرية – إسرائيلية – فلسطينية لبدء الاستخراج (أكدته «هيئة البثّ الإسرائيلية أمس)، والذي يبدو مدفوعاً في جزء منه بتلك التهديدات، تعتزم المقاومة في غزة «في حال تجاوُزها في هذا الملفّ، وعدم استشارتها، وعدم جعْل جزء من العائدات لصالح المواطنين في القطاع، العمل على إعاقة الاستخراج»، وفق ما تَكشفه مصادر فلسطينية مطّلعة لـ«الأخبار». وتتّهم الفصائل الفلسطينية، «صندوق الاستثمار الفلسطيني»، ومِن خلْفه السلطة الفلسطينية، بإحاطة قضية الغاز بالغموض، وسط شبهات فساد قديمة – جديدة تحوم حول هذا الملفّ، ومخاوف مستجدّة من بنود غير معلَنة في الاتفاق الأخير، من شأنها الإضرار بحقوق الفلسطينيين.