أعلنت وزارة الخارجية السودانية، الأحد، استدعاء سفيرها لدى إثيوبيا جمال الشيخ للتشاور، احتجاجا على تصريحات “مسؤولين إثيوبيين كبار” حول رفض الخرطوم المساعدة في إنهاء النزاع بإقليم تيغراي.
وقالت الخارجية في بيان إن “الايحاء بلعب السودان دورا في النزاع (بتيغراي) وادعاء الاحتلال هو استمرار لما درجت عليه إثيوبيا من تجاوز الحقائق في علاقتها بالسودان، وترويج مزاعم لا تملك لها سندا، ولا تقوم إلا على أطماع دوائر في الحكومة الإثيوبية لا تتورع عن الفعل الضار لتحقيقها”.
وأضافت: “رصدت وزارة الخارجية التصريحات التي صدرت مؤخرا عن مسؤولين اثيوبيين كبار برفض مساعدة السودان في إنهاء النزاع الدموي المحتدم بإقليم تيغراي، بدواعي عدم حياده واحتلاله لأراض إثيوبية”.
وتابعت أن “التحلي بالمسؤولية واستبشاع المعاناة الإنسانية الكبيرة في إقليم تيغراي يسوغان للسودان ولكل قادر على الفعل الايجابي أن يبذل ما في الوسع من مساعدة، ناهيك عن رئاسة السودان لإيغاد وواجباته المستحقة، وعن كونه جارا يتعدى إليه الكثير من آثار النزاع سيما اللاجئين”.
وتمكنت قوات “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي” في يونيو/حزيران الماضي من استعادة السيطرة على عاصمة إقليم تيغراي (شمال)، مدينة مقلي، ما وجه ضربة موجعة إلى الحكومة الإثيوبية التي أجرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حملة عسكرية في الإقليم.
وأكمل البيان: “ستحسن إثيوبيا موقفا إن هي نظرت فيما يمكن أن يقوم به السودان على أساس قدرته على توفير الحل المطلوب”.
وزاد: “ومن أجل تحديد خياراته في هذا الشأن، فقد استدعى السودان سفيره لدى إثيوبيا للتشاور”.
وأشار البيان إلى أن “اهتمام السودان بحل نزاع إقليم تيغراي هو جزء من التزامه بالسلام والاستقرار الإقليمي، وتعبير عن حرصه على استتباب الأوضاع في إثيوبيا، وللتضامن فيما تواجهه من تحديات”.
وأضاف: “يظل تواصل البلدين الأساس لتخطي ما يطرأ من تعقيدات، كما هو أساس لترقية العلاقات بينهما، ولم تتوقف جهود السودان بحكم مسؤوليته وسيواصل الدفع باتجاه إيجاد حل للنزاع في إثيوبيا”.
والأربعاء، بحث حمدوك، مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، سبل تشجيع الأطراف المعنية في إثيوبيا على وقف إطلاق النار.
وقال مجلس الوزراء السوداني في بيان آنذاك إن “الطرفين اتفقا على أهمية تشجيع الأطراف الإثيوبية على التوصل لاتفاق شامل لوقف إطلاق النار”، وكذلك “الدخول في حوار شامل، بهدف الحفاظ على وحدة واستقرار الدولة، مع أولوية ضمان وصول المساعدات الإنسانية للسكان بمناطق النزاع وبصورة عاجلة”.
والخميس، رفضت الحكومة الإثيوبية، لعب السودان دور الوساطة في أزمتها مع “جبهة تحرير تيغراي”، واصفة الخرطوم بأنها “ليست طرفا ذا مصداقية” بحسب السكرتيرة الصحفية بمكتب رئيس الوزراء الإثيوبي بليني سيوم، وفق وسائل إعلام محلية.
وتشهد العلاقات بين البلدين خلافات حول الحدود في الآونة الأخيرة. وكذلك بشأن سد النهضة الإثيوبي.
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم