| مصعب أيوب
من الجميل الاحتفاء بالأدباء والشعراء والمبدعين لأن لهم دوراً حيوياً وفاعلاً في المشهد الثقافي فهم طلائع التنوير ويستطيعون برؤيتهم الناضجة أن يوقظوا الوعي والفكر القويم، فقد سطع نور الثقافة من بين ركام الحرب والزلزال، وفي إطار متابعتها المستمرة ومواكبتها لكل التجارب الإبداعية منذ بدايتها ومد يد العون لها والمضي قدماً نحو ارتقائها وسموها أخذت على عاتقها وزارة الثقافة مهمة تكريم أصحاب الشأن الثقافي في مختلف قطاعات الفن التي تشمل المسرح والسينما والموسيقا والفنون التشكيلية والتطبيقية وفي مجال الآداب باختصاصات الشعر والرواية والقصة القصيرة والمسرحية وأدب الأطفال وفي النقد الأدبي والفني والدراسات الأدبية واللغوية والترجمة والعلوم الإنسانية وتقديراً لهم على عطائهم الإبداعي والفكري والفني أقامت الوزارة أمس حفل توزيع جوائز الدولة التشجيعية لعام 2022.
عربون محبة ووفاء
من جانبها وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح أوضحت أن مهام الوزارة احتضان الإبداع في حقول الفنون والآداب على اختلافها وهذه الجوائز هي أفضل تعبير وترجمة عن تقدير إبداعهم وبيان أهمية إنجازاتهم الفكرية لأنها تشجع الشباب على الإبداع وتعد حافزاً لهم لتقديم أفضل ما يمكن.
ونوهت إلى أن التكريم يأتي عربون وفاء ومحبة لهؤلاء الأشخاص الذين التي يسهمون بفكر نير لنشر الثقافة والوعي بين الناس، فالفائزون قناديل تضيء المسيرة الإبداعية بمجموعة من القيم والمواقف الوطنية والإنسانية.
ورحبت مشوح بالفائزين وأثنت عليهما مشيرة إلى أنها لم تكن تتوقع أن الفائزة مرام النسر بجائزة الشعر لم يتعد عمرها الثلاثين متمنية لها المزيد من التألق فهي تجسد بأشعارها صوت الناس ومشاعرهم.
وأفادت أن الفائزة أثبتت وجودها على الساحة الشعرية والأدبية وشاركت في الكثير من المهرجانات الشعرية والمسابقات ونالت الكثير من الجوائز.
وأضافت أيضاً: «المايسترو أندريه معلولي له باع طويل وهذه الجائزة هي حق له علينا ولاسيما بعد إنجازاته الكثيرة ولأن له أيادي بيضاء على أجيال كثيرة من الشباب ممن أصبحوا أعضاء في الفرقة الوطنية للسيمفونية».
حصاد مثمر
الدكتور فاروق سليم بين أن هذه الجائزة استمرارية لنهج وزارة الثقافة على الرغم مما تعانيه سورية، فمختلف الجوائز لدى الوزارة تشهد إقبالاً من المثقفين والمفكرين والمهتمين وتعبر عن حالة صحية لطيفة جداً في المشهد الثقافي السوري، فالناس رغم المتاعب يميلون للعمل في ميدان الثقافة وهذا يمثل جوهر الحضور السوري الحضاري الذي يسعى لمداواة الجراح بالكلمة والفكرة والصورة الجميلة والإيقاع الموسيقي اللطيف حتى يستعيد الإنسان السوري توازنه ويكون أفضل من خلال رفع مستوى الشعر والفن والموسيقا.
وبين أن هذه الجائزة ذات هدف واضح وجلي وهو تكريم المبدعين وتشجيع أصحاب الإبداع من أجل الاستمرار والارتقاء بإبداعهم ليرتقي بهم الفكر والمجتمع على حد سواء.
وأضاف: إن هؤلاء الأشخاص زرعوا بذور أفكارهم وخيالاتهم وتصوراتهم أشهراً وعندما نضجت هذه البذور قدموها للجهة التي غايتها وهمها الأساسي تشجيع الثقافة، وهذه الجوائز تشكل دعماً للمبدعين السوريين من خلال تسليط الضوء على أعمالهم ونشرها والترويج لها.
مثابرة واجتهاد
الفائز بجائزة الدولة عن الموسيقا المايسترو أندريه معلولي قال: «عندما يكرم الفرد في بلده هو أهم تكريم يمكن أن يحصل عليه أي إنسان، لأن طعم التكريم داخل الوطن مختلف ومميز»، وأفاد أن هذه الجائزة تضيف لمسيرته الفنية الكثير، والقيمة المعنوية لهذه الجائزة تجعل منه شخصاً لديه أثقال أخرى على عاتقه بأن يقوم بالمضي قدماً نحو الأفضل للوصول إلى العالم بشكل جميل فنحن أصحاب أول رقم موسيقي وأول أبجدية فيجب علينا أن نكون منبراً يطلق للعالمية بطريقة تليق بالإرث الحضاري لسورية.
وختم إن هذه الجائزة بالنسبة له بمنزلة دعم من أجل تقديم الأفضل وهذا التكريم على الرغم من كونه خاص إلا أنه معني به كل الموسيقيين والفنانين.
الفائزة بجائزة الشعر الدكتورة مرام النسر اعتبرت أن التكريم بداية جديدة وتحمل مسؤولية كبيرة ولاسيما أنها في طريقها للتخرج من قسم التمريض وأمراض النساء فهذه الجائزة بمنزلة دفعة إيجابية للأمام والقمة لا يمكن الوصول إليها بسهولة ولا بد من البقاء على أهبة الاستعداد لتقديم ما هو جديد ومفيد للمجتمع.
وأشارت إلى أن هذه الجائزة تحملها المسؤولية الكبيرة وتفتح أمامها الأفق للمشاركة بمسابقات أخرى ربما عالمية وعربية، فالجائزة تدفعها للأمام، كما بينت أن ولادة الإبداع لا تختلف كثيراً عن الولادة البشرية فكلتاهما لهما مخاض وبعض المؤلفات ذات مخاض عسير وبعضها الآخر تكون هينة ويسيرة.
يذكر أن الجائزة تأتي بناء على أحكام المرسوم التشريعي 11 لعام 2012 القاضي بإحداث جائزتي الدولة التشجيعية والتقديرية في مجال الأدب والفنون للمبدعين والمفكرين والفنانين.
سيرياهوم نيوز1-الوطن