تتوقع المصارف الكبرى أن يستمر ارتفاع أسعار الذهب القياسي حتى عام 2025، مدفوعًا بعودة التدفقات الكبيرة إلى صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) وتوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية الرئيسية حول العالم، بما في ذلك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
توصيات “غولدمان ساكس”
وفي مذكرة حديثة، أكد “غولدمان ساكس” توصيته بالشراء على المدى الطويل للذهب، مشيرًا إلى الدعم المستمر من انخفاض أسعار الفائدة العالمية، وزيادة الطلب الهيكلي من المصارف المركزية. ولفتت المذكرة إلى أن الذهب يوفر فوائد التحوط ضد المخاطر الجيوسياسية والمالية والركود.
كما ذكر المحللون أن عمليات الشراء المعتدلة من المصارف المركزية في السوق غير المباشرة في لندن يمكن أن تسهم في دفع سعر الذهب نحو 2900 دولار للأونصة بحلول أوائل عام 2025، بينما يُتوقع أن تساهم تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة بعد خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في الارتفاع المتبقي في السعر.
أداء الذهب في السوق
حقق الذهب، الذي لا يحمل فائدة، ارتفاعًا قدره 577 دولارًا للأونصة، أو أكثر من 28% منذ بداية العام، مما يجعله في طريقه لتحقيق أكبر ارتفاع سنوي له منذ عام 2010. وصل المعدن الثمين إلى مستوى قياسي عند 2685.42 دولار للأونصة الأسبوع الماضي، حيث سجل مستويات قياسية متعددة هذا العام.
تأثير الطلب الصيني والمركزي
أشار محللو “جيه بي مورغان” إلى أن الطلب القوي من الصين والمصارف المركزية دعم أسعار الذهب على مدى العامين الماضيين. ورغم ذلك، فإن تدفق المستثمرين وبناء صناديق الاستثمار المتداولة التي تركز على البيع بالتجزئة يُعتبران مفتاح الارتفاع المستدام خلال دورة خفض أسعار الفائدة القادمة.
بدأ الاحتياطي الفيدرالي الأميركي دورة التيسير النقدي في 18 سبتمبر، مع توقعات بخفض آخر بمقدار 50 نقطة أساس بنهاية العام، بالإضافة إلى خفض محتمل قدره نقطة مئوية كاملة العام المقبل. وعادةً ما تُعتبر السبائك التي لا تحمل فائدة استثمارًا مفضلًا في بيئات أسعار الفائدة المنخفضة وأثناء الاضطرابات الجيوسياسية. كما قد تعزز الانتخابات الرئاسية الأميركية في 5 نوفمبر المقبل أسعار الذهب، حيث يمكن أن يدفع التقلب المحتمل في السوق المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.
توقعات أسعار الذهب من المؤسسات المالية
تتنوع توقعات المؤسسات المالية العالمية بشأن سعر الذهب خلال العامين المقبلين، حيث تتراوح بين ارتفاعات معتدلة وارتفاعات قياسية. وفيما يلي ملخص لأبرز التوقعات (بالدولار للأونصة):
كوميرز بنك: يتوقع استقرار سعر الذهب عند 2600 دولار للأونصة لعام 2024، مع استمرار ذلك حتى منتصف عام 2025.
أنز: يتوقع ارتفاعًا إلى 2394 دولارًا في نهاية 2024، ومن ثم ارتفاعًا ملحوظًا إلى 2900 دولار بحلول نهاية العام التالي.
ماكوين: تتوقع أن يصل الذهب إلى 2339 دولارًا في نهاية العام، ومن ثم إلى 2463 دولارًا في الربع الأول من عام 2025، مع إمكانية تجاوزه 3000 دولار.
غولدمان ساكس: يتوقع أن يصل السعر إلى 2973 دولارًا خلال العام الحالي، ثم يستقر عند 2900 دولار في أوائل عام 2025.
يو بي إس: يرى أن السعر سيصل إلى 2700 دولار بحلول منتصف عام 2025.
بنك أوف أميركا: يتوقع ارتفاعًا إلى 2365 دولارًا بنهاية عام 2024، ثم إلى 2750 دولارًا في عام 2025، مع إمكانية بلوغه 3000 دولار.
جيه بي مورغان: يتوقع 2398 دولارًا في عام 2024، ثم 2775 دولارًا، مع إمكانية الوصول إلى 2850 دولارًا في عام 2025.
سيتي ريسيرش: يتوقع 2360 دولارًا بنهاية 2024، مع توقع أن يتراوح متوسط سعره بين 2800 و3000 دولار للأونصة في عام 2025.
بناءً على هذه التوقعات، يبدو أن الذهب سيظل أحد الأصول البارزة في السوق، مع دعم قوي من عوامل اقتصادية وجيوسياسية تدفع المستثمرين نحو هذا المعدن الثمين كخيار آمن.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم