تراجعت أسعار النفط أمس بعدما أظهر تقرير أن مخزونات البنزين الأميركية انخفضت بأكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، ما قد يكثف الضغوط على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للسحب من احتياطيات الطوارئ النفطية من أجل وضع حد لارتفاع أسعار الوقود.
وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 57 سنتاً بما يعادل 0.7 في المئة إلى 80.19 دولار للبرميل.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 50 سنتاً أو 0.6 في المئة إلى 81.93 دولاراً للبرميل، مبدداً مكاسب بلغت 38 سنتاً أمس، وفقاً لـ«رويترز».
وأكد محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك»، أن سوق النفط العالمية ستنتقل من عجز إلى فائض في العرض في كانون الأول المقبل، ولهذا السبب يتعين على المنظمة وحلفائها المضي قدماً في قرارات سياسة قيود الإنتاج.
وأوضح باركيندو في تصريحات له على هامش مؤتمر أديبك، أن الفائض في العرض متوقع بقوة في الشهر المقبل مستشهداً ببيانات من الولايات المتحدة أظهرت ارتفاع مخزونات النفط في الأسابيع القليلة الماضية.
وقال باركيندو: إن هذه مجرد إشارات وعلينا أن نكون حذرين للغاية، موضحاً أن التوقعات على مدار العام المقبل تشير إلى أنه قد يكون هناك فائض في العرض في السوق، معتبراً أن هذا كاف كسبب لوجوب توخي الحذر الشديد عند بلورة القرارات التي تتخذها «أوبك +» كل شهر.
وأشار باركيندو إلى أن «أوبك» وعشرة من حلفائها يعملون على زيادة حصص الإنتاج تدريجياً بمقدار 400 ألف برميل يومياً كل شهر لتقليص تخفيضات الإنتاج القياسية التي بدأت خلال انهيار السوق الناجم عن الوباء في عام 2020، مشيراً إلى قناعة المنتجين بعدم الاستجابة لضغوط من عديد من الدول المستهلكة الرئيسية بما في ذلك الولايات المتحدة واليابان والهند لإطلاق كميات أكبر من أجل تهدئة ارتفاع أسعار النفط. و«لدينا مصلحة راسخة في التأكد من استمرار التعافي الاقتصادي العالمي، على الرغم من الشكوك الراهنة، وأننا نسير على مسار التعافي وبالنسبة إلينا في «أوبك»، سنواصل القيام بكل ما هو ضروري حتى لا يتعثر هذا التعافي».
وأكد باركيندو، أن وزراء الطاقة في مجموعة «أوبك +» سيلتقون مطلع الشهر المقبل لتحديد مستوى الإمدادات لكانون الثاني، قائلاً: «عندما نلتقي.. ننظر ونراجع بيانات السوق وستكون قراراتنا مدفوعة بالبيانات».
وأشار إلى أنه يعود الفضل في تخفيضات «أوبك +» إلى حد كبير، إلى إنقاذ أسعار النفط الخام مع انتقال خام برنت من أدنى مستوى في 21 عاماً عند نحو 13 دولاراً للبرميل في نيسان 2020، إلى أكثر من 80 دولاراً للبرميل الآن.
ولفت باركيندو إلى اتفاق وزراء الطاقة في السعودية والإمارات والكويت في مؤتمر أديبك، على أنهم لا يرون حاجة لتحالف «أوبك +» لتغيير خطط مواصلة زيادات الإنتاج 400 ألف برميل في يومياً.
ومن المعروف أن «أوبك» في أحدث توقعاتها الشهرية لسوق النفط لتشرين الثاني، خفضت توقعاتها للطلب العالمي على النفط لعام 2021 بمقدار 160 ألف برميل يومياً، مستشهدة بالعوامل الاقتصادية الأضعف في الصين والهند، لكنها أشارت إلى أن السوق ستظل ضيقة حتى نهاية العام.
وقدرت «أوبك»، أن الطلب على خامها سيبلغ متوسطه 29.57 مليون برميل يومياً خلال الربع الرابع، ثم ينخفض إلى 26.81 مليون برميل يومياً في الربع الأول 2022، مقارنة بـ27.45 مليون برميل يومياً التي ضختها في تشرين الأول.
من جانب آخر، خفضت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الإثنين الماضي من تقديرها لطلب النفط الخام من «أوبك» إلى 28.3 مليون برميل يومياً في الربع الرابع، و27.5 مليون برميل يومياً في الربع الأول 2022، موضحة أن هذا يرجع جزئياً إلى تجدد نشاط النفط الصخري الأميركي.
وأشار تقرير وكالة الطاقة، إلى تخفيف محتمل لضيق سوق النفط، حيث توقع أن يرتفع العرض العالمي بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً في تشرين الثاني وكانون الأول، على خلفية انتعاش الإنتاج الأميركي، كما سلط الضوء على التعافي من صيانة المصافي.
وفي قطاع التكرير أشار تقرير وكالة الطاقة الدولية، إلى عودة تأثيرات الصيانة الرئيسة، موضحاً أن الإنتاجية على مستوى العالم سترتفع بنحو ثلاثة ملايين برميل يومياً بين تشرين الأول وكانون الأول، قبل «التوقف المؤقت» في النصف الأول 2022.
(سيرياهوم نيوز-وكالات-الوطن)