تتسارع وتيرة جني وتسويق محصول البندورة في محافظة درعا، وذلك مع دخول كافة المساحات المزروعة بالعروة الرئيسية تقريباً حيز الإنتاج، وسط توقعات بأن يكون الإنتاج وافراً وذا عائدية مجزية للمزارعين هذا الموسم، وخصوصاً مع التحسن الذي شهدته أسعار المحصول موخراً.
ووفقاً لأرقام مديرية الزراعة في درعا، فقد تجاوز مزارعو البندورة الخطة المقررة هذا الموسم بمئات الهكتارات، ما يزيد من تقديرات الإنتاج مقارنة بالمواسم السابقة.
وبيّن رئيس دائرة الإنتاج النباتي في المديرية المهندس وائل الأحمد، أن المساحات المزروعة بالعروة الرئيسية خلال الموسم الزراعي الحالي، بلغت ٢٧١٦ هكتاراً، بزيادة نحو ٧١٦ هكتاراً عن الخطة المقررة والبالغة ٢٠٠٠ هكتار، وبنسبة تنفيذ بلغت ١٣٥٪، فيما لا تزال زراعة العروة التكثيفية في بدايتها، ومن المتوقع أن تصل إلى ما يقارب ١٠٠٠ هكتار.
وحول تقديرات الإنتاج في هذا الموسم للعروتين الرئيسي والتكثيفية، أشار الأحمد إلى أنها تصل لما يقرب من ٤٠٠ ألف طن، إذ يصل إنتاج العروة الرئيسي إلى ١٢٠ طناً للهكتار الواحد، و٧٠ طناً للهكتار الواحد في العروة التكثيفية.
وبالتزامن مع بدء طرح العروة الرئيسي في الأسواق، سجلت أسعار البندورة تحسناً نسبياً مقارنة مع ما كانت عليه قبل شهر، إذ ارتفع سعر الكيلو في أسواق المحافظة من ٣٠٠٠ إلى ٤٠٠٠ ليرة مؤخراً، بمعدل زيادة بلغ ٢٥٪، ما أثار جملة من التساؤلات حيال أسباب هذه الزيادة، في وقت كان فيه المفروض أن تتراجع فيه الأسعار بالتزامن مع زيادة المعروض في الأسواق.
مزارعون أوضحوا في حديثهم لـ”تشرين” أنّ الكميات التي يجري تسويقها يومياً جيدة، وهي في تحسن مستمر وصولاً إلى ذروة الإنتاج، حيث سيتم خلال هذه الفترة إغراق الأسواق بالمادة، ما لم تتحسن فرص التصدير المتعثرة، على حدّ وصفهم.
بدوره، كشف أحد المزارعين أن ارتفاع الأسعار ليس معناه أن المزارع هو المستفيد الأكبر من هذه الزيادة، فالنصيب الأكبر من السعر يذهب للتكاليف، على حدِّ رأيه، فعبوة الفلين على سبيل المثال تجاوز ثمنها ١٢ ألف ليرة، أي بمعدل ٥٠٠ ليرة للكيلو، وكذلك أجور النقل من مواقع الإنتاج إلى سوق الهال، حيث تبلغ تكلفة الكيلو الواحد حوالي ٤٠٠ ليرة، ويضاف إليها أيضاً أجور اليد العاملة (القطاف والتعبئة والتحميل والتنزيل) وعمولات تجار سوق الهال، لتصل تكلفة الكيلو غرام الواحد إلى ما يقارب ١٥٠٠ ليرة، هذا عدا التكاليف الرئيسي، كالري والأسمدة والمحروقات والمبيدات، لافتاً إلى أن الأسعار ترتفع كلما زادت حلقات الوساطة، فالتاجر أيّاً كانت صفته (جملة أو مفرق)، باتت مرابحه أكبر من المزارع، وهي معادلة ظالمة وبحاجة إلى تصحيح وفيها ظلم للمزارع صاحب التعب والجهد، حسب وصفه.
بدوره، أعرب أحد التجار عن اعتقاده بحدوث انخفاض بأسعار البندورة خلال الفترة القادمة بالتزامن مع تزايد الكميات الواردة إلى الأسواق، فضلاً عما أشار إليه من حدوث تعثر في تصدير المحصول مؤخراً، ويضاف إلى ذلك تقلص الطلب على البندورة من قبل معامل الكونسروة التي لم يقلع بعضها حتى الآن سوى بطاقة جزئية فقط، لافتاً إلى أنّ كل هذه الأسباب مجتمعة تجعل من السوق المحلية قناة التصريف الرئيسية للبندورة، وهو ما سيؤدي بطبيعة الحال إلى تزايد المعروض وانخفاض الأسعار.
تبقى الإشارة إلى ما نقلته “تشرين” في وقت سابق عن رئيس غرفة زراعة درعا المهندس جمال المسالمة، تأكيده أن مزارعي البندورة يتكبدون خسائر كبيرة نتيجة انخفاض سعر المادة، فالسعر الذي يدفعه التجار للمزارعين لا يؤمن ولو الحد الأدنى من تكاليف إنتاج المحصول، كاشفاً أن انخفاض سعر البندورة سببه توقف استيرادها من إحدى دول الخليج العربي، التي توقفت فجأة عن استيراد المادة، فضلاً عن توقف معامل الكونسروة عن استلام البندورة من المزارعين، إذ ينتظر أصحابها انخفاضاً أكثر في السعر لكي يقوموا بشرائها من المزارعين.
سيرياهوم نيوز 2_تشرين