توقعوا وصول الطماطم ..!؟

سلمان عيسى

يبدو، انه مطلوب من الفلاح أن يقدم إنتاجه وغلاله مجانا لأسواق الهال .. خيار وبندورة وفاصولياء .. خس وبقدونس .. والبطاطا .. وغيرها، بحيث يقوم هذا التاجر الحنون بتقديمها على طبق من فضة .. ومجانا للمستهلكين الذين ينتظمون أمامه مع جزيل الدعاء له بطول العمر وزيادة الرزق .. ويبدو أيضا أنه مطلوب من مربي الدجاج البياض و دجاج اللحم، ومربي الأبقار والأغنام والماعز أن يقدموا الحليب والبيض والفراريج مجانا للراغبين حتى يرضون، على اعتبار أن رضاهم من رضى الله .. وبذات الوقت ليس مطلوبا من الحكومة إلا الاستمتاع (بزعيق ) الناس .. منتجين ومستهلكين، فهي تقدم لهم كل المواد المطلوبة بالسعر الحر .. هذه البدعة التي باتت موردا مهما للخزينة العامة في ظل نضوب الموارد .. لقد تشابه المستهلك والحكومة في التنمر على المزارعين، خاصة أصحاب الزراعات المحمية .. ولا يعلمون هم والحكومة أن الطقس العاصف والبرد والصقيع قد أخرج مئات البيوت الزراعية من الخدمة .. وأخّر إنتاج بقية البيوت وقلل الإنتاج فيها بنحو الثلث على أقل تقدير .. دون أن تقدم لهم الحكومة والجهات المختصة اية معونات .. بل إن الذين خرجت بيوتهم من الخدمة ينتظرون بفارغ الصبر القليل من ( الدراهم ) التي سيقدمها صندوق التخفيف من الكوارث الطبيعية.. إذا كانت الحكومة غير قادرة على توفير البذور والمبيدات والأسمدة وشرائح النايلون ومازوت السقاية .. وهي غير قادرة أيضا على ضبط أسعار عبوات الفلين .. ومطلوب من الفلاح تأمينها مرة بالتوسل. . وأخرى تهريبا بأسعار تفوق الخيال .. فهل عليه أن يبيع كيلو البندورة ب 1500 ليرة ..!؟ وذا كانت الحكومة غير معنية بتأمين الأعلاف والأدوية البيطرية، فهل ستتوقعون أن يقوم المنتج بتقديم إنتاجه هبة للمستهلكين .. عندما ( نفضت ) الحكومة يدها من تأمين الكهرباء والمازوت والعلف .. وصل سعر كيلو العلف إلى 4000 ليرة .. أي سعر الطن 4 ملايين .. وحبة مسك .. لقد أظهرت التعليقات الكثيرة على صفحات التواصل الاجتماعي الفلاح السوري والمربي .. دواجن وإبقار وغيرها، على أنهم شركاء الحكومة في أفقار الناس وهذا ما أصابهم في مقتل .. رغم تعبهم وسهرهم ومجاذفتهم. . وخسارتهم .. يتساوون بعيون المستهلكين مع التاجر والمستورد والمحتكر .. لا بأس طالما أن موائدكم عامرة بالبطاطا المصرية .. توقعوا أيضا وصول وجبات الطماطم .. !؟

(سيرياهوم نيوز3-8-4-2022)