آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » تولستوي ومسرحي سوري وجائزة في بولندا!

تولستوي ومسرحي سوري وجائزة في بولندا!

د. راتب سكر

 

شارك الممثل المسرحي السوري، الفنان «دانيال زهير سلمان»، في المهرجان البولندي لمسرح «المونودراما» المقام على مستوى بولندا، لعام 2023، وقد قدمت العروض المشاركة في مدينة سوبوت السياحية على بحر البلطيق، في الشمال البولندي، قرب مدينة غدانسك، وحاز عرض الفنان سلمان: إعداداً، وإخراجاً، وتمثيلاً، الجائزة الأولى للمهرجان على مستوى بولندا.

 

ومن الجدير ذكره أن هذا الفنان المثابر قد حاز غير جائزة مسرحية، بعد تميزه الدراسي، وتخرجه في المعاهد المسرحية البولونية.

 

اقتبس الفنان دانيال زهير سلمان عمله المسرحي الفائز، عن رواية مهمة للكاتب الروسي العالمي ليون تولستوي (1828-1910) هي «سوناتا كرويزر» (1889).

 

من المرجح أن اختيار الفنان هذه الرواية مصدراً لعمل مسرحي، يعده ويقدمه: مخرجاً وممثلاً في مدينة «سوبوت» ضمن مهرجان مسرحي كبير، لم يكن بريئاً من القصدية المسبقة المضمرة، فالرواية تستلهم معزوفة موسيقية شهيرة للموسيقار الألماني بيتهوفن (1770-1827)، حملت الرواية عنوان تلك المعزوفة نفسه: «سوناتا كرويزر»، وقد منحها تولستوي هذا الاسم؛ منطلقاً من بنائه موضوع نصها فنيا على وجود سيدة متزوجة مأخوذة عن عالمها المنزلي، بهيامها الموسيقي بهذه المعزوفة، التي لا يملُّ عازف كمان موهوب من عزفها.

 

وتضمر هذه الرواية خبرات نفسية عالية، وهي تتابع الاضطرابات النفسية العاصفة بالزوجة- شخصيتها الرئيسة المأخوذة بعالم الموسيقا عن واجباتها المنزلية، واصلة ذراها في الصفحة الأخيرة من الرواية، مصورة مشهداً في عربة قطار، يسرد فيها السارد بصوت الشخصية ما حدث، والمشاعر الحزينة عالية الاضطراب، يلون حزنها كل شيء: «ابتسامته هذه، كان من شدة تأثيرها في النفس، أنني وددت لو أبكي».

 

وفي عود على بدء، يمكن الإشارة إلى الأهمية القصدية، الظاهرة أو المضمرة، لاستلهام الفنان المسرحي «دانيال زهير سلمان» هذه الرواية موضوعاً لنصه المسرحي، فهي مناسبة لفن المونودراما بطبيعة شخصياتها القليلة وحواراتها الشاعرية، من جهة، ومضمونها الموسيقي الفاتن الذي ينسجم مع عرضها في مدينة «سوبوت» البولندية الشهيرة باحتضانها سنوياً: مهرجاناً موسيقياً دولياً، فضلاً عن مهرجانها المسرحي السنوي الذي فاز عرض هذه المسرحية بجائزته مؤخراً.

 

من المناسب التذكير أن رواية تولستوي التي استلهمها هذا العرض: عنواناً ونصاً، كانت قد صدرت في دمشق في ست عشرة ومئة صفحة، عام 1959، عن دار «اليقظة العربية» العريقة في دمشق، بترجمة د. سامي الدروبي.

 

سيرياهوم نيوز1-الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المؤسسة العامة للسينما تعيد تأهيل صالات الكندي

تماشياً مع رغبة المؤسسة العامة للسينما في تقديم أفضل ما يمكن من أساليب العمل السينمائي، وتأكيداً لضرورة تأمين حالة عرض متقدمة ومتميزة لجمهورها، فإنها عملت ...