آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » تَداعِياتٌ بِلا سَبَبْ!.

تَداعِياتٌ بِلا سَبَبْ!.

 

 

أحمد يوسف داود

 

فجأةً تَجدُ أنّهُ لابدَّ لكَ منْ أَنْ تَستَيقِظَ، ولَوْ مُبكِّراً جدّاً لأنَّ شَيئاً ما، أو وَضعاً ما، صارَ يُناديكَ وحدَكْ، ولامَجالَ لأنْ تَتهرَّبَ من الرّدِّ، أَوْ منْ أنْ تُنْصتَ – ولَو قَليلاً – إلى ماقد أثارَ القَلقَ فيكَ منْ دونِ مَوعِدٍ ومن غيرِ سبَبْ!.. وقد تَسألُ نَفسَكَ: – هلْ أَنتَ مِمّنْ يَسعَونَ إلى خَرابِ البِلادِ، أَوْ التّشهيرِ بِما لَم يُقَلْ مِثلُهُ عنْ أَحْوالِ العِبادْ؟!.

ورُبَّما تَكتَشِفُ حَقيقَةَ أَحوالِكَ إذْ إنّكَ لم تَكنْ يَوماً طَرَفاً في (أَيّةِ إِساءَةٍ مُتَعمَّدةٍ إلى البَلَدِ أَو إِلى أَحدْ)، ورَغمَ ذلكَ فأنتَ مَلومٌ، أَوْ حتّى مُدانٌ بِما لم تَسمَعْ بِهِ إلّا بَعدَ تَفشّي مايُزعَمُ عَنكَ: أَنّكَ أَحدُ أَسبابِ حُدوثِهِ، أَوْ رُبّما سَببُ حُدوثِهِ الأَوّلِ أوِ الوَحيدْ!.

وبالطَّبعِ، لاجَدْوى لكَ منْ أنْ تَنفيَ ذَلكَ، أو حَتّى أَنْ تَسأَلَ عَمَّنْ هُم مُرَوِّجوهْ.. فما يَهُمُّ سِواكَ هوَ أَنَّ (تُهمَتَكَ) قد تَبيَّنَ للجَميعِ أنّها ثابِتَةٌ ومُؤَكَّدةٌ ولامَفَرَّ لكَ مِن أَنْ تُوافِقَ – بشجاعةٍ طَبْعاً! – على أَنّكَ أَنتَ فاعِلُها!.

أَمَّا: كيفَ ومتى وأَخَواتُهما.. فهَذهِ تَساؤلاتٌ غَبِيَّةٌ ومُتَأَخِّرةْ، ولاحاجةَ لكَ في مَعرِفَتِها، أَو حتّى في أنْ تُدافِعَ عَنْ نَفسِكَ، أَو في أنْ تَتَهرَّبَ منَ (الحَقيقَةْ!)، نَعمْ، الحَقيقَةِ! – الّتي صِرْتَ أنتَ وَحدَكَ صاحِبَها: أَوَّلاً وأَخيراً!.

وفي النِّهايَةِ: نَحنُ لَنْ نَفرضَ عَلَيكَ ابْتِلاعَ لِسانِكْ، بلْ سنَقولُ لكَ، معَ كلِّ مَنْ هم مِنْ أَشْباهِكْ:

– جَحيمُنا واسِعٌ و(مَلائِكتُنا!) جاهِزونَ لِحَلِّ كُلِّ المُشكِلاتِ التي يُثيرُها ضِدَّنا الحالِمونَ المُتَشَيطِنونْ: فَلْيَستَعِدَّ إذاً كلُّ من يَرْغَبونَ في (التَّشَيطُنِ عَلَيْنا) إلى مالَنْ يُمكِنَ أَنْ يَفوتَهُم مِنْ عِقابٍنا إِطلاقاً!.

وَحينَ يَنتَهي هذا الوَعيدُ المُقدَّسُ الصّادرُ عَمَّنْ لاتَعرِفُهم، أو إنّكَ لن تعرِفَ مَن هُمْ في أَيِّ يَومٍ منْ عُمرِكَ الذي لم تَكنْ يَوماً شَريكاً في صُنعِ مآسيهِ، فَلابدَّ لكَ منْ أنْ تَرتَجِفَ باحِثاً عَمَّنْ يُمكِنُهُ أنْ يُفسِّرَ لَكَ – ولو بِلا عِلْمٍ بِشَيْءٍ مِمّا حَدثْ – بَعضاً من مُستَقبَلِكَ بِما هوَ أَشدَّ غُموضاً مِمّا قد أُنْذِرتَ بِهْ، وسَيَكونُ خِتامُ مَقالِهِ بِما هوَ خيرُ خِتامْ: (لاحَولَ ولاقُوّةَ إلّا باللهِ العَليِّ العَظيمْ)!.

 

(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

حولَ الثّقافةِ وفاعليّتِها..!!

  أحمد يوسف داود   أعتقد أن الفعاليّةَ الثَّقافيَّةَ الحَقَّةَ هي فَعاليّةُ (صِناعةِ وَعيٍ عامٍّ) يستجيبُ للتّحدّياتِ الحَيويّةِ المَطروحةِ على مُجتمعٍ ما، في (شروطِ وجودِهِ) ...