| منال محمد يوسف
إنَّ الحديث عن الثقافة وسموّ هويتها الفكريّة وذاكرة الألق التي تختصر نباهة العنوان والشعار الذي يبرق في اللفظ والمعنى إذ يُسمّى «هويتي ثقافتي»، فهذا العنوان يحمل مضامين الثقافة العُليا التي ترسم أفق الواقع الثقافي، وتعكس تجليات واقع أمره المهم، وتُشكّل هويّة الألق المعرفيّ واختصارات مكنون الفكر الإنسانيّ، بوصلة الفكر الثقافي الذي يُصيغ هويّة الديمومة الفكريّة الجادة المستجدّة، هذه الديمومة الثقافيّة التي تُكتب بين قابي «ثقافتي وهويتي» أي هويّة الألق المعرفيّ، حيث يجب أن تسمو الثقافة في أبهى معانيها الجماليّة وتُشكّل «ذاكرة وطن».
وهذا العنوان الناصع تسمو به الاحتفالية الثقافيّة لهذا العام، وتُشكّل أبهى صورها، إذ تتحدث عن مفاهيم الرقيّ والسموّ الثقافيّ بمعناه الوطني الأشمل، فالثقافة هي الهويّة الحضاريّة والجماليّة لكل شعبٍ من الشعوب، وهي ذاكرة الفكر المتقدّة عند أصحاب العقول النيّرة، ومن هنا يجب الاحتفاء الثقافيّ شكلاً ومضموناً.
يجب الاحتفاء بما يُشكل جمال هويتنا الثقافيّة، هوية الانبعاث الفكري الوجوديّ، ولهذا يجب دعم الثقافة بكل اتجاهاتها، وتبني المواهب الواعدة ودعم الحركة الجادّة المستجدّة، وهنا نقصد «الحركات الثقافية» التي تنتج أدباً مبدعاً خلاقاً.
وفي خضم هذه التظاهرة الثقافيّة تتزاحم الأسئلة الجادة، الأسئلة الملحة التي تسألُ كيف ترفد الإبداع؟
ومن يوقدُ شعلته الحقيقية؟ وبالتالي كيف يُقيّم العمل الإبداعي؟ وما المعايير الجادة لهذا التقويم أو ذاك، وكيف يُكرم الإبداع الحقيقي؟ ومن يوثق عراه؟
كلّ هذه الأسئلة قد تُطرح على شكل «شجون ثقافية» شجون المبدع الحرّ الذي لا يُريد إلا إبداعاً حقيقياً، وبالتالي يريدُ مناخاً ثقافياً يليقُ بمن يحملون لواء الإبداع العظيم.
وهذا ما نتمناه ونصرُّ عليه في كلّ احتفالية، فالثقافة هي مرآة حقيقة تعكس وجه المجتمعات الحضاري، وبالتالي تمنحها هوية التجذّر التاريخيّ والإنسانيّ.
ومن هنا يجب أن تبقى الثقافة بين قابي الألق العظيم، ويجب ألا تكون فقط عناوين برّاقة المعنى، بل يجب أن تمثل الجذوة الخلّاقة، وبالتالي تكون وضّاءة الهدف الفكريّ والإنسانيّ، فالثقافة هي ذلك المنجز الفكريّ الإنسانيّ الذي يجب أن يتمحور دوره الفعال بشكل إيجابي وعلى كلّ الصعد، ويجب أن يتمحور دورها الرئيسي في إتمام النواقص المجتمعية، وبالتالي أن تمتلك ما يُسمّى «روحانية الفكر والتنظيم العقلاني الأدبي» وهذا بحد ذاته يجب أن يضعنا أمام عنوان عريض يُسمّى «المسؤولية الثقافية» مسؤولية نشر الوعي المعرفيّ بالشكل الإنساني النبيل، إذ يجب أن تمتثل الثقافة وكأنها «الهويّة الفكريّة والحضاريّة» الهوية التي تروي لنا الشيء العظيم، وتتجلّى وكأنّها ذاك الخبر الذي يوثّق عُرى ودساتير الأشياء الجميلة، أي «دساتير التمايز الفكريّ» وعلائم بوح الشيء الثقافيّ الحالم، علائم الهويّة الثقافيّة التي يجب أن تُبلور في كلّ ما يكتب، ويجدر الوقوف على ضفاف الرؤى التابعة لها، الرؤى الحالمة التي تعطف على انسيابية الحركات الثقافيّة، وتمايز حالها الفكريّ، وبالتالي تُجدّد جماليّات وصفها الزّمانيّ والمكانيّ، وتجوهر هويّتها الفكريّة بشيء جماليّ يُمثّل «أمثولة الهوية الثقافيّة» وفنّها الباقي أو حقيقتها النيّرة المستنيرة التي قد تُختصر بكلمة ثقافتي.
سيرياهوم نيوز١_الوطن