سعاد سليمان
تختلف البدايات , والنهايات , وتبقى القصص المنثورة التي نسيها الزمن بكثرة أعدادها , على اختلاف أصحابها , لتبوح بالأسرار , وتروي الحكايات , وتذكر التفاصيل , وترسم الصورة الكاملة , ومعها آلاف الضحكات , والدمعات , والجلسات , والأصوات في كتاب الذكريات .
هكذا انتقى الكاتب قيس مصطفى صورته , وذكراه , بقلمه , وجوه الخاص , بكل تفاصيلها عبر تاريخ القصص المنثورة , وبالتحديد عبر روايته الأولى ” شغف البداية ” التي احتفل , ومحبوه بولادتها ظهر الاثنين 5 شباط الحالي في المركز الثقافي العربي بطرطوس , وبحضور المحبين , والمتابعين للنشاطات الثقافية والولادات الابداعية بالمحافظة .
شغف البداية .. الرواية الصادرة عن دار أعراف بطرطوس يتحدث كاتبها في بدايتها بالقول :
هو وحده من سلم من كل هذا السرطان المنتشر حوله .. يكافح باسمه ليعيش فينا , ونكافح به لنحيا .
وفي الاهداء يقدم نتاجه الأول هذا الى والده مصطفى الذي علمه أول الكلمات , وأسبغ بمعرفته الحكمة بين حروف لغته , وإلى والدته أميمة التي لم يجد في معاجم اللغات وصفا يعبر فيه عن عطفها , ومحبتها ..
وإلى أخيه غيث الذي رحل باكرا , وترك له مفتاحا ثمينا لأعظم كنوز الدنيا , وإلى أخواته ميس , وحنان , وزوجته شذى , وإلى كل الأحبة ..
في حفل التوقيع , وحيث كانت البداية مع الأستاذ علام عبد الهادي الباحث , والناقد , والاعلامي , والناشر الذي تحدث عن ” شغف البداية ” وثنائية الحب , والقدر , حيث يرسم للحب ملكوتا , وجوهرا لمسألة الوجود في التأثر , والتأثير , وعن الحدس , والادراك في إعادة صياغة الحياة , وعن ترميم ما يتهالك بعد خائب التجارب ..
ويقول الأستاذ علام عبد الهادي : أن الحب بوصف الكاتب هو سر الفرح , والحزن , واللغز , والترياق .. وهو القوة الفاعلة في كل قلب حي يتحرك ضمن مسارات القدر .
عن الرواية يؤكد : أن الكاتب مهد الطريق أمام القارئ بعبارات مفتاحية , ويتابع , وبالتفاصيل , فيرسم خرائط الشعور المتشابكة في نفس البطل , عن قصة حب عاصف , عن جمالية الصور التي تغني العمل , وتثريه , ويتحدث عن الأسلوب والبناء القصصي حيث الرؤى الفكرية تنطقها شخوص الرواية , ما يدفع للسؤال : هل كانت الشخصيات أداة , أم غاية أسقط الكاتب عبرها رؤاه , أم مجرد سرد طبيعي فرضته حركة الأحداث على واقعية تسجيلية , أم وصف أتى كما يراه المؤلف , أو أن الوصف جاء كما ارتسم في عيون شخصياته ..
مؤكدا أن الراوي , وخلال الرواية قد أزال حواجز التخاطب بينه , وبين المتلقي تاركا للحوار أن يبقى على جدار وهمي , و أن متعة القراءة للرواية في لذة الاكتشاف حيث الحب والقدر ..
وحيث ” شغف البداية ” في رصد المسارات ..
ويبارك للكاتب بإنجازه الرائع , والمشوق , والمفيد , ويشير إلى استخدام الكاتب تعليقات من أغاني فيروز , واستعارات تعبيرية من رواية باولو كويلو ..
ويؤكد وجود شخصيات عديدة في الرواية , ويتحدث عن لغة السرد التي كانت تعتمد على البوح , والاعتراف دون الاستناد إلى راو واحد .. بل إلى الكثير من الرواة .
بدوره تحدث المؤلف الكاتب قيس مصطفى عن روايته هذه الأولى مؤكدا أن التصميم , والارادة القوية , والعزيمة الصلبة مفتاح رئيسي لتحقيق النجاح في الحياة ومستعينا بكلمات لعظماء عبر التاريخ دفعته لتحقيق أحلامه , وأهدافه , ومنها قول أفلاطون : لا تثبط عزيمة أحد يحقق تقدما متواصلا وإن كان بطيئا .
وقول محمد علي كلاي : لست الأفضل , ولكن لي أسلوبي .. سأظل أتقبل رأي الناقد , والحاسد , فالأول يصحح مساري , والثاني يزيد من إصراري .
أما والت ديزني فيقول : كل العقبات التي واجهتها في حياتي زادت من عزيمتي .
مؤكدا أن للفرح ألوان كثيرة تخرج فينا أجمل ما فينا .
بقي أن أذكر أن الكاتب قيس مصطفى من مواليد طرطوس 1988 , يحمل شهادة الهندسة التقنية منذ عام 2014 , وهو المهندس في دائرة التشجير المثمر – قسم الاصلاحات – بمديرية زراعة طرطوس , وقد عمل سابقا في دائرة الهندسة والنقل , ورئيسا لقسم الاصلاحات , ومدرسا للغة الألمانية لثلاث سنوات , وقد قام بإعداد كتب للغة الألمانية لمساعدة الطلاب على تجاوز امتحان غوته .
مؤكدا هوايته للقراءة والكتابة منذ الطفولة , والعزف على آلة الكلارينيت , ولديه بعض المعزوفات الخاصة به , وأنه كتب عددا من القصائد الشعرية .. أما روايته الأولى هذه فقد أكد أنها حصيلة تعب , وجهد أخذ منه الكثير من الوقت والجهد , وأن أجمل ما فيها أنها البداية لذلك كان عنوانها : شغف البداية .
(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز)