آخر الأخبار
الرئيسية » إدارة وأبحاث ومبادرات » ثقة الناس وثقة القيادة…..

ثقة الناس وثقة القيادة…..

 

 

باسل علي الخطيب

 

ذات يوم قبل سنوات أقيمت محاضرة بعنوان ( قراءة في خطاب السيد الرئيس…)، المحاضرة أقيمت على ما أذكر على مدرج المسرح القومي في طرطوس، و المحاصر كان أحد أعضاء القيادة القطرية آنذاك، التي تسمى حالياً القيادة المركزية، و لأن المحاضر على هذا المستوى، تداعى كل الكادر الحزبي لحضور المحاضرة من مختلف الشعب و الفرق الحزبية، من مختلف مناطق المحافظة…

 

نحن هنا لسنا بوارد تلك النفقات اللامبررة لحضور هكذا محاضرة من وقود و غيرها، و نحن في ظرف نحتاج أن نوفر فيه ولو ليرة واحدة، و لسنا بوارد كل الكلام الذي قيل في المحاضرة، فهو لا يقدم و لا يؤخر و لا يسمن من جوع…

 

نحن بوارد ما هو أكبر و أهم، نحن بوارد تلك العقلية إياها التي تتعاطى مع توجيهات السيد الرئيس التي تتضمنها خطاباته، تلك العقلية تتعاطى مع خطابات السيد الرئيس (كنص أدبي) يحتاج تفسيراً و شرحاً و أحياناً تأويلاً، و ليس (كخطة عمل) يجب أن تحال على الأرض خطوات عملية تنفذ حرفياً و ليس تفسيراً و تأويلاً….

 

السيد الرئيس لا يريد منا شرحاً لما قاله، السيد الرئيس يستعمل لغة عربية سهلة و مفهومة، و مفرداتها و تراكيبها في متناول إدراك أي شخص، لا يريد منا (القراءة) في ما قاله، يريد منا أن نحيل تلك الكلمات واقعاً عملياً على الأرض…

 

عندما يقول السيد الرئيس أننا يجب أن نختار الأفضل و الأكفأ و الأفضل لمواقع المسؤولية، فعل نحتاج

هذه المفردات (المعايير) لتفسير او شرح؟…

 

حسناً، ما هي آلية الاختيار السائدة غالباً لمواقع المسؤولية في الحزب و الدولة؟….

 

قولوا لي أنها ليست (المحسوبيات) أو (الواسطات) أو (الإستعلام) و غيرها من الأساليب الملتوية أو العوجاء؟…

وذلك في أغلب الحالات وليست كلها…..

 

قولوا لي، كم من مسؤولين أو قيادات حزبية ينطبق عليهم تعريف السيد الرئيس للمسؤول في الدولة أو الحزب؟….

بل كم من واحد منهم يشبه السيد الرئيس في تعاطيه مع القضايا؟ أو تعاطيه مع الناس؟….

 

(ثقة القيادة)، هذا التعبير الذي صار يستند عليه هذا أو ذاك في مساره، و النتيجة أن أغلبهم عاث فساداً أو خراباً، و الحصيلة كل هذه الهوة الهائلة بين الناس من جهة، و بين الحزب و ( الدولة) من جهة أخرى…

 

ثم عن أي (قيادة) تلك التي نالوا ثقتها، يتحدث هذا أو ذاك ممن نالوا الثقة؟…

 

كلمة (القيادة) هنا كلمة (ملغومة) جداً و فضفاضة و حمالة أوجه، و كأنها تحيل الرأي إلى (الهوى)، تحيل الحكم إلى (أشخاص) بعينهم، و ليس إلى معايير أهم و أوجب أن تحضر في انتقاء المسؤولين، أهمها النزاهة و الكفاءة و الشخصية و الوطنية و الكاريزما…

 

عدا عن ذلك، أجيبوا على سؤالي هذا، أي (ثقة) نالها السيد الرئيس؟ أليست (ثقة الناس)؟… وبناءً عليه، السيد الرئيس هو الوحيد الذي يحق له أن يمنح (الثقة) لشخص ما انتقاه لموقع المسؤولية….

 

نعم، ثقافة (ثقة الناس) يحب أن تحل مكان ثقافة (ثقة القيادة) في آلية اختيار المسؤولين، وخذوا علماً (ثقة الناس) لا تكون فعلاً عارضاً، ليست وليدة لحظتها، إنما هي نتاج عمل دروب على مدى سنوات، عمل عنوانه الإخلاص و الصدق و النزاهة و الكفاءة و الشجاعة و الشخصية و الوطنية…

 

نردد كلمات السيد الرئيس من على المنابر و حسب، أما على الأرض، فلا شيء حقاً و فعلاً، تتعاطى مع تلك التوجيهات كأنها (حبة دواء) تؤخذ عند أي عارض صحي…

مابنا حالياً أيها السادة أبعد من أن يكون مجرد (زكام) أو رشح بسيط، مابنا مرض صعب جداً، وعلاجه يحتاج عملاً جراحياً، وخطوات ذاك العمل الجراحي هي توجيهات السيد الرئيس، وحان الوقت لاحالتها واقعاً…..

 

(موقع سيرياهوم نيوز-٣)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عصر السيلكون….(الجزء الثالث )

  باسل علي الخطيب…. قلنا في الاجزاء السابقة من هذا المقال ان التغيير قادم لا محالة، وهذا التغيير ليس نتيجة قرار أو أنه خيار، إنما ...