ثلاثة عشر عاما من الصمود السوري في وجه المؤامرة الدولية

الاردن:فؤاد دبور

تعرضت سورية العربية، ولا تزال، إلى مؤامرة استهدفت أمنها واستقرارها قام بها أعداؤها وفي مقدمتهم العدو الصهيوني ومعه الشريك الأمريكي حيث استغل الطرفان الأحداث التي تمر بها بعض الأقطار العربية لتصور حراك العصابات الارهابية وكأنه مطالبات شعبية للإصلاح السياسي والحريات العامة في هذا القطر العربي المناضل الذي واجه مشاريع الأعداء المتمثلة بالحصار السياسي والاقتصادي الذي فرضه هؤلاء ومعهم الدائرون في فلكهم في المنطقة، لمدة طويلة دون جدوى لهم حيث أن شعب سورية العربي وقيادته لم يقدما أية تنازلات بل مضيا بالإصرار على التمسك بالثوابت الوطنية والقومية المبدئية ولم يتوقفا عن تقديم الدعم الذي يتطلبه الالتزام بالواجب القومي للمقاومة في فلسطين ولبنان من منطلق السياسة السورية التي تقوم على اعتبار أن معركتها الأساسية هي مع العدو الصهيوني والقوي الامبريالية التي توفر له الحماية السياسية وتمده بكل أشكال الدعم المادي والعسكري الذي يمكنه من الاستمرار بالعدوان والتمسك باحتلال الأرض العربية في فلسطين والجولان ولبنان، وردا على هذه السياسية السورية قام العدو الصهيوني ومعه الشركاء في الإدارة الأمريكية بتحريك عصابات مسلحة لزعزعة الأمن والاستقرار بمدينة درعا بشكل خاص في محاولة يائسة للنيل من وحدة شعب سورية وتشويه صورتها عبر افتعال الأحداث التي استهدفت الممتلكات العامة والخاصة ونشر الفوضى وترويع المدنين وإلحاق كل الضرر بهم حتى وصل الأمر بهؤلاء إلى استهداف المؤسسات المدنية والمصانع وكل ادوات الانتاج وثروات الوطن .
نحن لسنا بصدد تعداد الانجازات التي حققتها سورية في ظل ثورة البعث في الثامن من آذار عام 1963م فهي كثيرة وما زالت سورية تضع الأسس لتحقيق انجازات أخرى قريبة تتعلق بالإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
نؤكد، ومن خلال قناعاتنا ومعرفتنا بسورية وقيادتها بأن المؤامرات التي تستهدفها سوف تتكسر على صخرة الصمود والوحدة الوطنية والتي تشكل القاعدة الأساسية الصلبة التي يقوم عليها النظام سياسيا واقتصاديا واجتماعيا مثلما نؤكد، بأن سورية ستبقى، كما كانت دائما عبر تاريخها، محافظة على دورها في النضال الوطني والقومي وستظل، تقدم التضحيات رخيصة في سبيل قضايا الأمة ولن يثنيها العدوان مهما ارتكب من اجرام عن المضي في مواجهة الأعداء الصهاينة والامبرياليين ومشاريعهم التي تستهدف أقطار الأمة العربية في كياناتها واستقلالها ولن تنال المؤامرات مهما بلغت من سورية الصمود وسوف تفشل كل هذه المؤامرات مثلما فشلت مؤامرة الحصار التي صنعها الكونجرس الأمريكي وأعداء سورية في القرن الماضي، فسورية ستبقى عصية على الأعداء مهما اشتد العدوان والحصار الظالم حاضنة للمقاومين العرب المناضلين دفاعا عن أرضهم وحقوقهم المشروعة.
كما نؤكد الى الجميع بأن صمود سورية في مواجهة العدوان المتعدد الجهات بعامة والعصابات الارهابية والاحتلال الصهيوني والامريكي والتركي بخاصة اسهم ويسهم في مواجهة العدوان الصهيوني على المقاومة في فلسطين العربية بعامة وقطاع غزة بخاصة وفي جنوب لبنان حيث الدعم المتواصل من سورية العربية تسليحا وتدريبا بشكل خاص.
ورغم العدوان القائم والمستمر على سورية فقد اسهمت سورية بصمودها وثباتها على المبدأ في بلورة النظام العالمي الجديد المتمثل بفقدان الولايات المتحدة الامريكية السيطرة المنفردة على العالم، الذي يتجه وبسرعة وقوة الى عالم متعدد الاطراف.
(سيرياهوم نيوز ٣-منتدى الفكر السياسي والادبي)