يقدم الأديب سامر منصور ثلاثة نصوص مسرحية في كتابه الصادر عن اتحاد الكتاب العرب، حملت عناوين زيوس بيننا واللوحة الناقصة والفرح السام، التي جاءت متنوعة بأفكارها ومواضيعها وشخوصها.
ودارت أحداث المسرحية الأولى (زيوس بيننا) في أزمنة القديمة، حيث أوجد زيوس البشر وانصرف إلى بعث الحياة في كواكب أخرى، ثم عاد ليجد بروميثيوس متهماً بسرقة اللهب المقدس وهو (شعلة المعرفة) ليضيء بها ما أظلم في عالم البشر.
وتذهب المسرحية إلى إسقاطات كثيرة على حالات اجتماعية وإنسانية، مبينة أن أزمة البشرية ليست أزمة معرفية كما كان يحسبها بروميثيوس الذي خان ثقة الآلهة وشرع بسرقة شعلة المعرفة.
وتدور أحداث المسرحية الثانية (اللوحة الناقصة) في الزمن الحاضر وفي أمكنة متنوعة، حيث تسلط الضوء على قضايا معاناة المرأة والطفل ومسائل أخرى، كالطمع ومعاناة الأيتام والحب الذي يركز على المظهر إضافة إلى مسائل أخرى عديدة.
تكونت المسرحية من عدة حكايات امتازت كل منها بالتشويق عبر الحبكة المنسوجة بعناية، وبتنوع الموضوعات لتطرح رؤية بانورامية لما نعيشه في واقعنا الصعب، حيث تجلت رهافة الكاتب من حيث تنوع الفئات العمرية من كهول وأطفال والتي عبر من خلالها عن معاناة كل منها بما يرتقي لحجم تلك المعاناة.
وطرح منصور في نصه الأخير بعنوان (الفرح السام) الذي تجري أحداثه في دولة أجنبية يهيمن عليها النظام الرأسمالي رؤية استشرافية حول تطور وسائل التأثير في العقول، مبيناً أن هناك ثورة من نوع غير مألوف تجري ضد الأدلجة التي تهدف إلى النيل من الإنسان والقضاء على كل منظومات القيم والمثل، ليصبح الإنسان عبداً للمال.
وقال مؤلف النصوص في تصريح لمراسل سانا: “لم يكن وجود هذه المسرحيات في مجلد واحد مصادفة، فهي تعرض نماذج متنوعة من البشر عبر العصور وتبين إشكاليات التطور الذي ذهب باتجاه المظهر مهملاً الجوهر الحضاري”، مبيناً أن معظم فصول تلك المسرحيات ذات نهايات تراجيدية باستثناء مسرحية الفرح السام التي تجري أحداثها في المستقبل.
يشار إلى أن للأديب سامر منصور مساهمات دائمة في مجالات القصة والشعر والنقد الأدبي والسينمائي التي تنشر في معظم الدوريات السورية والعربية المعنية بالثقافة، إضافة إلى عدة زوايا أسبوعية في عدد من الصحف.
سيرياهوم نيوز 1-سانا