سعدالله بركات
،، ثلاث حصيّات ،، عنوان العمل الروائي الأول للدكتور روضان عبداللطيف ، صدر مع فاتحة العام عن دار العرّاب بدمشق .
على مدى 130 صفحة من القطع العادي، يطالعنا الكاتب بحكاية مجتمعية مؤثرة ، أرادها درسا للناشئة ، في تعاملهم مع الأهل ،وقد حبك خيوطها وربط أحداثها بمهنيّة متمكّن ، وأنطق شخوصها ، بلغة ثرّة ،محمولة على فكر تنويري ،تثقيفي تربوي .
* ملخص الحكاية :
((أراد أبو سليم أن يوزّع ، أملاكه على أولاده الثلاثة ، فأعطى الصغير أكبر الحصص ، ولكنّ الإبن فارق الحياة مبكّرا ، لما حلّ به من مصائب ، وأولها مصيبة ابنه العاق .
عدم المساواة في التوزيع ، أثار ضغينة الأخوين ، فاختلفا مع ابن أخيهم ، وتحمّل الوالد نتيجة خلافهم ، بأن قاطعوه وأهملوه كلّهم، رغم توسّط أحد كبار القرية بينهم .
لكن حضور صديق الوالد القديم أبو عبدالله ، أنقذه حيث أعانه على العيش بكرامة بقيّة حياته ،وساعده كذلك بتنفيذ حيلة على أبنائه ، بأن أوهمهم والدهم بأن لديه جرّة مليئة بالذهب ، وعمد إلى أن تعاينها نساؤهم ، وهي مليئة بليرات ذهبية كان قد استعارها قصدا ، ووعدهم أنّها ستكون لهم – بعد وفاته – من نصيبهم مع كبير القرية .
تغيرّت معاملتهم له وتحسّنت كثيرا ، فعاش آخر حياته مرتاحا ، محاطا بعناية أولاده الفائقة ،
ليفاجؤوا بعد الوفاة ، بأنّ الجرّة مليئة بروث حيوانات ، وقد تم كسرها على رأس أكبر الأبناء ، ليقتسموها مع كبير القرية ، وذلك حسب وصيّته التي كتبها قبل وفاته ، وأعلم صديقه أبا عبدالله بمكانها.
انتبه الأبناء بعدها إلى جسامة ما فعلوا بأبيهم ، وطلبوا من روحه أن تسامحهم ، وقرّروا نشر قصتهم بلا خجل لتكون عبرة للأبناء ..والأجيال القادمة )).ليتها تتعظ وتتقي خطايا موجعة .
ليس هذا العمل الإبداعي الأول للدكتور روضان ، عام 2019 فازت قصّته ،،حدث في عيادة ،، بجائزة نقابة أطباء الأسنان العرب ، في الوقت ذاته صدر له الكتاب البحثي الأول ،، الضوابط القانونيّة الأخلاقية للمهن الطبية ،، مزاوجا بين خبرته الأكاديمية في طب الأسنان والحقوق والقانون ، قبل أن يصدر له الصيف الماضي كتاب ،، تطوير المنشآت الصحيّة وترويجها ،، .
(سيرياهوم نيوز4 -خاص بالموقع )