في خطوة واعدة قد تُحدث تحولاً جذريًا في علاجات السمنة، كشف باحثون خلال مؤتمر السمنة الأوروبي عن دواء جديد يأتي على هيئة حبة قادرة على كبح الشهية وإنقاص الوزن، دون الحاجة إلى دخول مجرى الدم أو الاعتماد على المركبات الكيميائية التقليدية.
آلية فريدة وأمان أعلى
الدواء الجديد، الذي تطوره شركة “سينتيس بيو”، يتميز بآلية عمل “ميكانيكية” لا “كيميائية”، إذ يغلف بطانة الجزء العلوي من الأمعاء بطبقة مؤقتة تعمل على منع امتصاص الطعام في هذه المنطقة، مما يدفعه إلى الانتقال سريعًا إلى الأمعاء السفلية. هذه العملية تحفّز الجسم لإفراز هرمونات طبيعية مثل GLP-1 التي تعزز الشعور بالشبع، وتقلل في المقابل من إفراز هرمون الجريلين المسؤول عن تحفيز الجوع.
وقال راهول داندا، الرئيس التنفيذي للشركة المنتجة:
“المرضى يبحثون عن حلول آمنة وفعالة على المدى الطويل، وهذه الحبة لا تدخل إلى مجرى الدم، ما يقلل من الآثار الجانبية بشكل كبير، ويجعلها واعدة بشكل استثنائي”.
بديل أكثر أمانًا من الحقن
وعلى عكس أدوية إنقاص الوزن الشهيرة مثل “ويجوفي” و”مونجارو”، التي تُحقن وتدخل مجرى الدم مباشرة، فإن هذه الحبة توفر طريقة غير جراحية وآمنة عبر تأثيرها الموضعي على الأمعاء. ويذوب الغلاف المؤقت الذي يغلف الأمعاء بشكل طبيعي بعد مرور 24 ساعة، دون أن يترك أي أثر داخل الجسم.
نتائج أولية مبشّرة
رغم أن التجارب البشرية لا تزال في مراحلها الأولية ولم تركّز بعد على نسب خسارة الوزن بالتحديد، إلا أن الدراسات على الحيوانات أظهرت نتائج مشجعة، مع فقدان وزن بنسبة تصل إلى 1% أسبوعيًا، دون التأثير على الكتلة العضلية.
ويأمل الباحثون أن تقدم هذه الحبة، عند إثبات فعاليتها سريريًا، خيارًا سهلاً وآمنًا سواء كبديل للحقن أو كوسيلة للحفاظ على الوزن بعد التوقف عن الأدوية التقليدية.
بداية “عصر ذهبي” في علاجات السمنة
يؤكد خبراء أن هذا الابتكار قد يكون نقطة تحول في التعامل مع السمنة، عبر التركيز على الوقاية والسهولة في الاستخدام، بعيدًا عن التدخلات الدوائية المعقدة أو الجراحية. وقد يمهّد الطريق لبدء “عصر ذهبي” جديد في الطب، يركز على الحلول الفعّالة والآمنة في مواجهة واحدة من أكبر تحديات الصحة العالمية.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم