*احمد يوسف داود
لاتَصنَعُ الأقوالُ الطنّانةُ الفارِغةُ إلّا وَعْياً زائِفاً.. ولا يَصنعُ الوَعيُ الزائِفُ إلّا كوارِثَ على أصحابِهْ!..
وفي بُلدانِ العَربِ كُلِّها لاحُدودَ لأشكالِ هذا الزّيفِ وتَمَظهُراتِهْ. وهكذا صارتِ (المُجتمَعاتُ العربيّةُ!) لاتزيدُ عن كونِها تكويناتٍ شبهِ قَبَليّةٍ تَلغو (بالثّرثراتِ) ليس أكثرْ:
ـ الثرثرةِ (الحداثويةِ) بلا حداثةٍ مُنجزةٍ في واقعِها..
ـ الثرثرةِ (التّديُّنيةِ) بلا التزامٍ ولو بسيطٍ بجوهرِ الدينْ..
ـ الثرثرةِ (الأيديولوجيّةِ) بلا فهمٍ لطبيعة ارتباطِ الأيديولوجيا بالواقع..
ـ الثرثرة (المُعلمَنةِ) دونَ أي وعيٍ علميٍّ مُستَمدٍّ من (عَلمنةٍ) يجري تَحقُّقُها فِعليّاً أو هي قيدَ التحقُّقِ..
وباختِصارٍ: تكادُ لاتكونُ هناك صِلةٌ بين الوجودِ الراهنِ لتجمُّعاتِ العربِ في أقطارهم وبينَ ديناميّاتِ التطوُّرِ الرّاهنةِ في العالم، أو مع تاريخِهمُ الفعليِّ الذي صارَ مجموعةُ مَرويّاتٍ مُفكّكةٍ للزّينةِ أو للكراهيةِ والتّذابحْ!.
إنّه (الوَعيُ الزائفُ) الدّعيُّ الذي لايتيحُ لأصحابِهِ إلّا صِناعةَ الشِّعاراتِ الفارغةِ الرخيصةِ الطنانةْ!.
(سيرياهوم نيوز-صفحة الكاتب24-3-2021)