استضافت جامعة دمشق اليوم فعاليات ملتقى محللي البيانات الذي نظمته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بمناسبة اليوم العالمي للإحصاء، وذلك بالتعاون مع منظمة KUDRA ومركز التمكين والريادة الطلابي، وبمشاركة باحثين وخبراء مختصين ورؤساء جامعات وهيئات علمية.
وتضمن الملتقى الذي شارك فيه نحو 150 خبيراً إحصائياً من القطاعين العام والخاص والمنظمات الدولية وأكاديميين 4 جلسات حوارية حول تحليل البيانات المالية واستخدام الذكاء الاصطناعي فيها، حيث استعرض كل خبير تجربته مع تحليل البيانات وآلية تطويرها.
وزير التعليم العالي: البيانات طاقة وطنية جديدة

وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي مروان الحلبي في كلمته خلال افتتاح الملتقى: إن البيانات أصبحت اليوم لغة العصر ومادة القرار وأداة التحول في كل مجال من مجالات الحياة والإدارة والاقتصاد، مبيناً أن الدولة السورية أدركت، وهي تعيد بناء مؤسساتها، أن صنع القرار الرشيد لا يقوم على الحدس، بل على البيانات الدقيقة والتحليل العلمي الرصين، فالمعلومة لم تعد ترفاً، بل أصبحت طاقة وطنية جديدة لا تقل أهمية عن النفط أو الكهرباء أو الماء، إذ منها يشتق التخطيط، وبها تدار الموارد، وعليها يبنى المستقبل.
وأكد الوزير الحلبي أن التحول الرقمي الذي ننشده في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي، وفي سائر قطاعات الدولة، يقوم على ثلاث ركائز مترابطة: البيانات الموحدة، والمنصات الذكية، والعقول المحللة، لافتاً إلى أن تحليل البيانات ليس مجرد تخصص تقني، بل هو فكر إستراتيجي يعيد قراءة الواقع ليسهم في صياغة القرار الوطني.
الذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية الوطنية
وأشار الوزير الحلبي إلى أن “التحول الصناعي والاقتصادي الذي نطمح إليه، لن يتحقق إلا بوجود بيئة علمية قادرة على تحويل البيانات إلى معرفة، والمعرفة إلى حلول، والحلول إلى سياسات تحدث الفارق في حياة المواطن”، موضحاً أن “توظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الوطنية يفتح أمامنا آفاقاً جديدة في التخطيط الصناعي والاقتصادي والزراعي والتنموي، ويمنحنا القدرة على تحويل الأرقام إلى رؤى، والرؤى إلى قرارات، والقرارات إلى إنجازات”.
واعتبر وزير التعليم العالي أن الملتقى نقطة انطلاق لشبكة وطنية للبيانات الذكية، تتكامل فيها الجهود الأكاديمية مع الرؤى الحكومية والقطاع الخاص، ولتكن البيانات عنوان المرحلة القادمة في سوريا الجديدة.
رؤساء جامعات: لا تنمية دون إحصاء

من جانبه، أشار رئيس جامعة دمشق، مصطفى صائم الدهر، إلى أن الهدف من الملتقى هو تسليط الضوء على أهمية الإحصاء وتحليل البيانات في كل التطبيقات والمجالات، ودور الذكاء الاصطناعي المتوقع في التطبيقات الإحصائية، حيث تمنح الإحصاءات البصيرة اللازمة لاتخاذ القرارات الصائبة من أجل تنمية مستدامة.
بدوره، لفت رئيس الجامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا، عمار ناصر آغا، إلى أنه لا توجد تنمية دون إحصاء، فهو الركيزة الأساسية في أي بحث علمي، منوهاً بأن محلل البيانات هو من الاختصاصات الأعلى أجراً، رغم عزوف بعض الطلاب عن دخول قسم الإحصاء التطبيقي.
باحثون: البيانات حجر الأساس في البحث العلمي

ومن قسم الإحصاء ونظم المعلومات بكلية الاقتصاد أكد الباحث عدنان عباس حميدان أن الإحصاءات والبيانات أصبحت حجر الأساس في أي مجال بحثي وعلمي، مشيراً إلى أن التطور التقني والطرائق الإحصائية أنشأ علم البيانات الذي لا يمكن دونه وضع خطط أو برامج تنموية.
كما لفت مستشار الاستدامة والابتكار في منظمة قدرة (KUDRA) ياسين الصفدي، إلى أن مرحلة الإعمار الشامل لسوريا تتطلب الارتكاز على بيانات مدعمة بالأرقام الحقيقية، معتبراً أن البيانات هي العصب الرئيسي للحياة والبوصلة للخروج بقرارات سليمة.
ورأى منسق ملتقى محللي البيانات، الخبير الإحصائي عماد الدين المصري، أن الإحصاء علم محوري تستخدمه جميع الجهات والشركات والاختصاصات، مؤكداً أهمية تسليط الضوء عليه نظراً للحاجة الكبيرة إليه.
وخلال الجلسات قدم المشاركون مجموعة من المقترحات التي تركزت على ضرورة إقامة دورات تدريبية في مجال تحليل البيانات، وكذلك دورات توعوية باستخدام أدواتها، وعرض حالات إحصائية حقيقية على أرض الواقع، وتدعيم أدوات الذكاء الاصطناعي لاستخدامها في الإحصاء وتحليل البيانات.
ويصادف اليوم العالمي للإحصاء، في العشرين من شهر تشرين الأول، ويتم الاحتفال به منذ إعلانه من الأمم المتحدة عام 2010 في مبادرة هادفة لتأكيد أهمية البيانات الإحصائية في التنمية وصنع القرار، وتسليط الضوء على الدور الأساسي الذي يؤديه الإحصاء في رصد التطور الذي تحرزه دول العالم نحو تحقيق أهدافها التنموية.









اخبار سورية الوطن 2_سانا