جودة التعليم والتصنيف العالمي، من أولويات جامعة دمشق، التي فرضت وجودها اليوم ضمن أكثر من 18 تصنيفاً عالمياً، بعد أن كان في نهاية عام 2023، يقتصر على 4 تصنيفات فقط كما أصبحت وفق تصنيف “الويبو متريكس” لعام 2025 ضمن أفضل 2500 جامعة على مستوى العالم .
مدير مكتب التصنيف في جامعة دمشق، الدكتور مروان الراعي، أوضح في تصريح لـ سانا أنه بعد خروج جميع الجامعات السورية في عام 2020 من معظم الاعترافات العالمية، نتيجة تراجع تصنيفها في ذلك الوقت، بسبب إهمال هذا الموضوع من قبل معظم الإدارات، التي عينت ما بين عامي 2015 و 2020، تم عام 2023 إحداث (مكتب التصنيف) بالجامعة للعمل على هذا الملف.
وبحسب الراعي تم تقسيم العمل إلى أجزاء مرتبطة برفع تصنيف الجامعة ، والدخول في تصنيفات عالمية لم تكن موجودة فيها، وشملت الإجراءات المتخذة، تشجيع الطلاب والأساتذة على إجراء الأبحاث العلمية، وتنظيم النشر العلمي الخارجي للأبحاث المنجزة، في مجلات عالمية مرموقة ومعترف بها.
وذكر الراعي، أنه بالتعاون مع مكتب التصنيف، نظمت محاضرات حول النشر العلمي الخارجي للأبحاث العلمية في الاختصاصات الأدبية والإنسانية والتي بلغت نحو 215 بحثاً علمياً خارجياً، بعد أن كان هناك ضعف كبير في هذه الاختصاصات، إضافة إلى تنظيم أكثر من 65 بالمئة من حسابات باحثي الجامعة من طلاب وأساتذة، لربطها مباشرة بالجامعة وتوثيقها دولياً، ما سهل ظهورها لجميع الجامعات والمراكز البحثية وساهم برفع تصنيف الجامعة.
ولفت الراعي إلى أن الجامعة، توجهت نحو الشراكات الدولية العربية والأجنبية، من خلال تنظيم المؤتمرات العالمية، والمشاركة بتحرير المجلات العالمية المرموقة والتقييم العالمي للأبحاث بجامعات خارجية، وتوجهها ليكون فيها تعلم عن بعد، أهلها لتكون بالمرتبة الثانية عربياً، بعد جامعة الملك سعود بتصنيف التايمز للتعليم عن بعد الصادر العام الماضي.
إجراءات تعزز مستوى الأبحاث العلمية وتصنيف الجامعة
أشار الراعي، إلى أن مكتب التصنيف قدم مقترحات لإدارة الجامعة، مثل افتتاح مكتب للتنمية المستدامة في الجامعة، وإجراء امتحانات مفتوحة تعتمد كلياً على التكنولوجيا، والتوجه نحو التحول الرقمي، بنواح عديدة مثل إلغاء الكتاب الورقي، والتحول الكامل بنسبة مئة بالمئة للكتاب الإلكتروني، وتعديل إجراءات الدكتوراه، ما ساهم برفع مستوى عدد الأبحاث العلمية للجامعة، وبالتالي تصنيفها، رغم أن هذا الاقتراح حسب الراعي لاقى اعتراضات من عدد كبير من الراغبين بالتسجيل بالدكتوراه بداية، إلا أنه حتى الآن كان له انعكاسات إيجابية على تصنيف الجامعة، وسيكون له انعكاسات على طالب الدكتوراه لاحقاً.
اعتبر الراعي، أن من نتائج هذه الإجراءات تقدم الجامعة 617 مرتبةً سنويةً ضمن تصنيف “الويبو متريكس”، في نسخة الشهر الأول من عام 2025 الصادرة بتاريخ ال27 من شهر كانون الثاني الماضي، لتكون في المرتبة 2424، ولتصبح الجامعة السورية الأولى، من ضمن أفضل 2500 جامعة على مستوى العالم، ضمن هذا التصنيف الذي أدرج 32000 جامعة عالمية في هذه النسخة، وبين أن هذه المرة الأولى، التي توجد فيها إحدى الجامعات السورية ضمن أفضل 2500 جامعة في هذا التصنيف منذ تأسيسه في عام 2004، كما أنه التصنيف الوحيد الذي يدرج جميع الجامعات والمراكز البحثية السورية ضمنه.
افتتاح وحدة خاصة لدعم النشر الأكاديمي الدولي قريباً
وبالتوازي مع ذلك تستعد جامعة دمشق، وفق الراعي لافتتاح وحدة خاصة لدعم النشر الأكاديمي الدولي قريبا، ما يدعم التقدم بتصنيفها بشكل مستمر، وستكون هذه الوحدة موجهة لجامعة دمشق، إضافة إلى جميع الجامعات والمراكز البحثية السورية، وستتيح لطلاب الدراسات العليا والأساتذة وطلاب الإجازة في بعض الاختصاصات، الوصول المجاني إلى عدد كبير من قواعد البيانات العالمية المأجورة، وتوفير بيئة برمجية مناسبة، إضافة إلى إجراء بعض الورشات التنفيذية ضمن ما يسمى بعيادات وحدة دعم النشر الخارجي ما يتيح للطالب فرصة لينجز بحثه، وفق ما تتطلبه المجلات العالمية المرموقة، وينعكس بشكل رئيسي على تصنيف الجامعة واعتماديتها.
أخبار سوريا الوطن١_سانا