هازار حمود
يعتبر جامع السلطان ابراهيم من أبرز المعالم الدينية والأثرية التي تحظى بشهرة واسعة في مدينة جبلة باللاذقية حيث بني على امتداد عدة حقب زمنية خلفت شواهدها الحية في جنباته وأركانه.
وعن بناء الجامع وتاريخه قال مدير أوقاف جبلة حمدي دنورة لمراسلة سانا إنه يضم ضريح الزاهد المتصوف السلطان ابراهيم بن أدهم ويقع في الشمال الشرقي من المدينة القديمة وسط جبلة اليوم والمرجح أنه بني في السنين التي تلت وفاة السلطان إبراهيم أي بين عامي 161-170 للهجرة 777-785 ميلادي في حين يذكر بعض العلماء أنه ارتفع مكان كنيسة قديمة مطلع القرن السابع الميلادي.
وأضاف دنورة إن الجامع بني على 3 مراحل أولها بدأ من الغرفة التي يوجد فيها الضريح وهي المرحلة السلجوقية أما المرحلة الثانية فتم فيها بناء المسجد والمنارة والبركة والبلاط والبوابة وأخذ الجامع أبعاده القريبة من الوضع الراهن وتسمى المرحلة المملوكية بينما تم في المرحلة الثالثة وهي المرحلة العثمانية إنشاء القباب الأربع الرئيسية في حرمه وتنفيذ بعض الترميمات والتجديدات.
ويتميز الجامع بثلاثة مداخل متعامدة مدخلان شمالي وجنوبي يؤديان مباشرة إلى الصحن المكشوف ومنه إلى الحرم أما المدخل الثالث فهو شرقي يؤدي إلى القسم الحديث “دار الإفتاء ومجموعة مستودعات” ومنه إلى الصحن المكشوف عبر رواق مقبب وذلك حسب دنورة.
ويتألف الجامع وفق دنورة من الصحن المكشوف والمصلى القديم “غرفة الضريح” وهو على شكل قلعة مربعة طول ضلعها 8 أمتار تعلوها قبة معقودة من الحجر الرملي المحلي مبنية على قاعدة مثمنة الشكل وعلى جداره الجنوبي توجد فتحتان مستطيلتان متماثلتان ذات درفتين خشبيتين رئيسيتين بينهما محراب قديم نصف دائري يعلوه قوس مدبب إلى جانبه عمودان بارتفاع 200 سم لكل منهما تاج ذو مقرنصات بسيطة وقاعدة مربعة تعلو المحراب.
أما المصلى الذي أنجز في العهدين المملوكي والعثماني ليأخذ شكله الحالي فبين دنورة أن مدخله الرئيسي من الجهة الغربية مفتوح للصحن المكشوف وتبلغ سماكة جدرانه 5ر116 سم حيث تتوزع النوافذ على جدران المصلى متماثلة بالأبعاد والأوصاف بعرض 120 سم وارتفاع 200 سم كل منها مستطيلة ذات درفتين خشبيتين يلي النافذة من الخارج أبجور خشبي قديم بدرفتين ويتوسط جداره الجنوبي المنبر والمحراب.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن المنبر شيد من الرخام الأبيض الرمادي القديم وله 8 درجات وباب خشبي صغير بدرفتين مميز بزخارف رخامية إضافة إلى قاعة الضيافة ويلحق بالجامع حمام كبير يسمى حمام السلطان ابراهيم أرضيته مرصوفة بالرخام.
يذكر أن السلطان ابراهيم بن أدهم ولد في مدينة بلخ بأفغانستان من أم أفغانية بنت الملك وأب عربي ينتمي لقبيلة بني عجل وما أن اعتلى العرش حتى صار يسمع نداءات تحثه على ترك الملك ليعيش حياة التقشف والتصوف والعبادة حيث تجول في عدة بلاد آخرها سورية.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا