عطا فرحات
أطماع الكيان الصهيوني في الجولان السوري المحتل مخطط لها قبيل احتلاله بسنوات بقصد استغلال خيراته المائية والزراعية وحتى السياحية والتي بدأ بنهبها منذ احتلاله بعد عدوان حزيران عام 1967 ضارباً عرض الحائط بكل القوانين والأعراف الدولية.
سياسة التوسع والعدوان التي انتهجها كيان الاحتلال طالت مكونات الجولان السوري البشرية والحيوية والطبيعية.. وجبل الشيخ الذي يتمتع بغنى طبيعي ومناخي وتاريخي واحد من هذه المناطق التي تعرضت للاحتلال الإسرائيلي الذي استخدم كل أشكال التهديد والترهيب لتهجير أهلها واستغلالها سياحياً صيفاً وشتاء وسط محاولات خبيثة لطمس معالمها التاريخية.
الجبل الذي يقصده مئات الآلاف من السياح تجند له سلطات الاحتلال خلال فصل الصيف أشخاصاً بقصد تشويه جغرافية وتاريخية المكان وفبركة قصص وهمية كاذبة وإيصال رسائل سياسية يحاول الاحتلال ترسيخها في ذاكرة كل من يزور المكان.
ويشكل جبل الشيخ القسم الأكبر والأهم والأعلى من سلسلة جبال لبنان الشرقية التي تمتد بين سورية ولبنان يحده من الشرق والجنوب منطقة وادي العجم وإقليم البلان وقرى الريف الغربي لدمشق والجولان السوري المحتل ومن الشمال والغرب القسم الجنوبي من سهل البقاع ووادي التيم في لبنان.
وفي الجبل أربع قمم الأعلى منها تصل إلى ارتفاع 2814 متراً وتسمى شارة الحرمون أوقصر شبيب والتابعة لمحافظة القنيطرة ويعتبر جبل الشيخ أهم الموارد المائية إضافة إلى كونه خزان مياه جوفية يعد من الأكبر في المنطقة تاريخياً.
كان الجبل أحد أهم مركز العبادات عند الكنعانيين والفينيقيين وأطلقوا عليه اسم أحد آلهتهم “البعل حرمون” ولاقت المعابد في الحرمون اهتماماً بالغاً من الرومان الذين أعادوا تجديدها وتوجوا أعلى الجدران بتيجان مشابهة لمعبد “باخوس” ومعبد “جوبتير” في بعلبك حيث لا تزال الأوابد الأثرية تشهد على ذلك.
ويبقى جبل الشيخ أكبر رمزية للسوريين حيث سطروا على سفوحه حكايا الانتصار في حرب تشرين المجيدة ورفع العلم العربي السوري على قممه في معركة لا يستطيع المحتل الإسرائيلي نسيانها.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا