ما هي مكامن القوة في الدراما السورية وهل تسعى إلى تقديم تجربة فكرية أم لا تزال في طور المغامرة بصنع موقف بصري وكلامي ولو كان في صورة حسية
محركة.. هذه الأسئلة وغيرها طرحها الناقد والباحث أنور محمد في كتابه الصادر مؤخراً تحت عنوان “جدل الصوت والصورة في الدراما التلفزيونية السورية”.
ويبين محمد أن الغاية الأولى من تطور الدراما السورية تحقيق صدمة بصرية
في فراغ درامي كبير لم تستطع الدراما المصرية أن تملأه رغم انتشارها مؤكداً أن الدراما التلفزيونية السورية وحدها لم يصبها ما أصاب درامات عربية قدمت أعمالاً استخفت بعقل المشاهد ونظرت له بصورة سطحية وابتعدت عن واقع الناس.
وأوضح محمد في الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب أن كثيراً من الأعمال الدرامية التلفزيونية السورية أو التي صنعها مخرجون أو كتاب أو ممثلون أو فنيون سوريون كانت مساراتها الفكرية على غاية من النبل والفروسية مثل خان الحرير وأخوة التراب وباب الحديد وسيرة ال الجلالي وهولاكو وعائد إلى حيفا والتغريبة الفلسطينية وغيرها.
وأشار إلى أن تلك الأعمال عبرت عن حماسة حقيقية للحياة وليس عن حماسة مبتذلة كما في مسلسلات عربية قامت بنيتها وصراعها على حبكة فيها قسوة ووحشية تحركها بواعث عاطفية فردية وتعمل على تجريد ونزع وتهديم جدار الصلابة النفسي الروحي والأدبي للإنسان العربي تجاه قضاياه الوطنية والقومية بحجة السياسة التي تتعارض مع الفن أو أن الجمال لا يلتقي مع السياسة بل هما في تضاد وحالة نزاع وصراع ويجب الفصل بينهما.
وأشار محمد إلى أن الدراما السورية تناولت حب الوطن والأمة وفعل الخير ونشره بقدر عال من التشويق والإحساس والإخلاص لقيم الحق والجمال كما شاهدناها في أعمال نجدة أنزور وحاتم علي وباسل الخطيب وسمير حسين والتي مثلت عجلة القوة في الدراما السورية رغم أن هناك رقابات في أقطار عربية لا يرضيها هذا التوجه.
وفي الدراسة التي جاءت في 221 صفحة قسمها محمد إلى قسمين تناول القسم الأول بعض النماذج من المسلسلات السورية التي أثارت قضايا اجتماعية وتاريخية وسياسية فيما القسم الثاني كان قراءة لقيم القبح والجمال في هذه الدراما.
يذكر أن أنور محمد ناقد وباحث مسرحي سوري صدر له العديد من المؤلفات منها السارد والمسرود في الملفوظ به في الرواية العربية وفي أحوال دولة المسرح العربي.
سيرياهوم نيوز _ سانا