آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » جدوى الكتابة..!

جدوى الكتابة..!

| يونس خلف

 

نكتب عن فلان فيقولون لماذا لا تكتب عن علان؟ نكتب عن الإيجابيات يقولون لماذا لا تكتب عن السلبيات، نكتب عن الخير يقولون لماذا لا تكتب عن الشر، نكتب عن الإصلاح يقولون لماذا لا تكتب عن التخريب؟ وعندما لا نكتب يقولون لماذا لا تكتبون؟ أين صوتكم وأين دوركم؟ وعندما نكتب ولا يعجبهم ما نكتبه يحرفون مسار الهدف من الكتابة ويمكن أن نتحول إلى دريئة للتسديد والقصف والتلفيق وصولاً إلى أننا نمس هيبة صفاتهم ومسؤولياتهم الحكومية وأقرب وأسهل طريق للعقاب والانتقام أصبح طريق الجريمة الإلكترونية.

 

مناسبة هذا الكلام اليوم هو أن ثمة من لم يعجبه حديثنا المتكرر حول موضوع «الحسكة بلا مياه» والعطش الذي يهدد الناس بالموت أو الهجرة من منازلهم إلى أي مكان فيه مياه، وقد قام بعض أصحاب الشأن بالتهديد والوعيد وأنهم لن يسمحوا لأحد بالمساس بهيبة وقدسية المؤسسات العامة ومواقع المسؤولية التي يشغلونها. وكل ذلك ردة فعل على كلام واضح وصحيح قلناه مفاده أن كثرة الاجتماعات لا تنفع، ولا تنفع الجولات وصورها ولا طقوس التكريم، ولا هدر الوقت مع صناع المناسبات والكرنفالات والاستقبالات، قلنا ذلك ونكرر اليوم إن أهل الحسكة يتعرضون لجريمة إبادة جماعية عبر حرب العطش، والعمل الأول والأخير الذي يختبر قدرة أصحاب الشأن على تحمل المسؤوليات هو تجاوز هذه المحنة من دون خسائر فادحة، وإيجاد الحل السريع لمشكلة انقطاع المياه عن مدينة الحسكة منذ أكثر من شهرين، وأكثر من ذلك هناك موجة غضب واستياء، ولا نغالي إذا قلنا الشعور باليأس والإحباط لدى الناس نتيجة عدم التوصل حتى الآن إلى حل دائم لمشكلة المياه التي أصبحت وسيلة للمحتل التركي للضغط على المواطنين وابتزازهم، لكن هذا لا يعني أن تعجز الجهات المعنية بالحكومة عن الخروج من هذا المأزق المزمن وإنقاذ المواطن من الموت عطشاً.

نعم هناك جهود كبيرة تبذل وحرص من الأصدقاء الروس على مساعدة الجهات الحكومية في تأمين مياه الشرب لمليون مواطن في مدينة الحسكة وريفها الغربي لكن إلى متى تستمر هذه الجريمة التي ترتكبها قوات المحتل التركي بعد أن تكرر كثيراً استهداف محطة الضخ في علوك؟ وهذا يعني أنه حتى إذا تم الضخ في

يوم ما فإن أي تشغيل لمحطة علوك من دون وجود دائم لعمال مؤسسة المياه الحكومية لا معنى له وأن المشكلة مستمرة لأن الحل الوحيد هو تحييد محطة مياه علوك وإيجاد آلية تضمن تدفق المياه منها على مدار الساعة.

لقد أصبحت المعاناة كبيرة وتتفاقم كل يوم والجميع يدرك أن الحياة بلا ماء مستحيلة ورغم ذلك يشهد العالم كله هذه المأساة من دون أن يفعل أحد من دعاة الدفاع عن الإنسانية أي شيء ولو أضعف الإيمان أن يلقي بياناً أو كلمة تدين هذه الجريمة المستمرة، ولذلك نقول ونكرر لا بد من حلول محلية وبدائل سريعة تضمن الوقاية والحماية من كارثة متوقعة لا محالة. فهل مثل هذا الكلام يقلل من قيمة وهيبة أحد من أصحاب الشأن؟ وهل يمس هيبة المؤسسات فعلاً أم إنه يكشف خفة المسؤول وثقل المسؤولية وأيضاً يبين بوضوح أن المشكلة ليست بالكتابة وإنما بجدوى الكتابة؟

(سيرياهوم نيوز3-الوطن10-10-2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدقة من اموال الموازنة .. ؟!

  سلمان عيسى مثل كل موسم، تركب الحكومة رأسها وتقسم انها لن تحرك سعر شراء القمح مليما واحدا فقد اقرت بحضور معظم أعضائها سعر الشراء ...