مالك صقور
كتب دوستويفسكي روايته الشهيرة ” الجريمة و العقاب ” عام 1866 .والجريمة التي ارتكبها الطالب الفقير ( راسكولنيكوف ) هي قتل المرابية العجوز التي تستغل الفقراء ؛ بعد أن قتل المرابية فاجأتْه أختها فقتلها أيضاً .. مضمون رواية الجريمة والعقاب ، والتي تشكل أكبر محطات علم النفس وعلم الاجتماع ، ورصد معاناة المجرم ، والتحقيق والعقاب في الرواية والمجتمع – بطلها قتل مرابية وأختها ، علماً أن المرابية تستحق العقوبة جراء الظلم الذي تمارسه بحق الفقراء والمحتاجين ، ولا سيما ، الطلاب منهم . ومنذ صدور تلك الرواية الرائعة وحتى اليوم يتم الاستشهاد بمضمونها وبالعقوبة التي حلّت بمرتكب الجريمة التي ماهي إلا قتل شخص يستحق القتل لتخليص المجتمع من شروره . مع هذا لم يتقبل أحد الجريمة ولا قتل النفس بغير حق . وهنا ، تتجلى الأخلاق ، تتجلى الإنسانية ، وينتصر القانون والعقل على الغريزة .
أقول ذلك الآن ، والعالم كله يتفرج على المجازر اليومية ، والإبادة الجماعية ، لإهلنا العزل في غزّة وفلسطين . فلو رأى دوسويفسكي مانراه ، ماذا كان سيكتب عن جرائم لم يسبق للتاريخ أن سجلها وذكرها وكتب عنها ؟!
جرائم الكيان الصهيوني لا يمكن حصرها بمجلدات كبيرة ، حتى ولا بموسوعات هائلة بحالها ، وهذه الجرائم التي تقبح وجه التاريخ المعاصر للأمتين العربية والإسلامية إنْ كان لهما وجود . لقد هبت شعوب العالم الأجنبية ، والعرب أذن من طين وأذن من عجين . وكأن شيئاً لم يكن . لكن الله يمهل ولا يهمل . وبشائر النصر قريبة . ولن ينفع التبرير ، ولن ينفع الندم .
(موقع سيرياهوم نيوز-3)