تحسين الواقع المعيشي لا يُمكن أن يتم بقرار وإنما يعتمد على الإنتاج وكل ما عدا ذلك فهو جرعات مؤقتة، وعليه فإن تحسن الواقع المعيشي للسوريين يحتاج إلى فترة زمنية مدتها مرهونة بدورة المشاريع التي تم إطلاقها مثل زراعة كل شبر بالقمح، أو المشاريع الصغيرة التي تم تمويلها حكومياً أو من المدخرات الخاصة.
ما يُمكن تقديمه حكومياً لهذه المشاريع يتركز في التمويل ومنح الإعفاءات وتخفيض الرسوم على المواد الأولية وتأمين مستلزمات الإنتاج مثل السماد والبذار والمحروقات لمشروع زراعة كل شبر بالقمح.
السؤال الذي يُمكن طرحه هنا عما تم تقديمه لمشاريع إعادة إقلاع دورة الإنتاج، ولا سيما في القطاع الزراعي الذي يعتبر الأساس في تحريك الاقتصاد من خلال توظيف فوائض هذا القطاع في قطاعات أخرى كما فعلت تايون التي انتقلت بفضل القطاع الزراعي إلى مرتبة متقدمة في الاقتصادات العالمية بتوظيفها فوائض القطاع الزراعي في تنمية القطاع الصناعي.
عندما يوجد مزارع دفع قيمة السماد منذ عامين ولم يحصل على السماد حتى اليوم فلن يكون مساهماً في تنشيط وإقلاع دورة الإنتاج لهذا القطاع، ولن يكون لديه رغبة في الرهان على ظروف لا يبدو أفقها واضحاً، ليس بسبب الحرب وإنما بسبب فشل إدارة الموارد وإدارة النقص وتسلط تجار الأزمات على الدعم المقدم من الدولة.
ما قدمته الدولة لإعادة إقلاع دورة الإنتاج كان كبيراً جداً، ولكن إدارته لم تكن سليمة، فتم تشتيته في عدة قطاعات ولم نصل في أي من القطاعات إلى تلبية احتياجات هذا القطاع بشكل يتيح له الانطلاق بشكل قوي، ويساهم في تقوية القطاعات الأخرى، وتحسين الواقع المعيشي العام.
الكل مُجمع على أن تحسين الوضع المعيشي مرتبط بتعافي القطاع الزراعي، لأنه يوفر الغذاء ويوفر المادة الأولية للصناعات الغذائية والنسيجية التي تميزت بها سورية في فترات سابقة.
يقول جبران خليل جبران “أين تحفر تجد كنزاً على أن تحفر بإيمان الفلاح”
يجب أن نؤمن بفلاحنا ونقف على احتياجاته كي يُخرج ذهب الأرض ويقدمه لنا.
(سيرياهوم نيوز-الثورة)