“بالعلم والتضحية نبني الوطن ونحميه”، كلمات آمن بها جريح الوطن نور شقير من بلدة القريا في محافظة السويداء وجسدها واقعاً بمتابعة تحصيله العلمي بعد إصابته وصولاً إلى تمكنه من الدراسة في كلية الحقوق بجامعة دمشق والتفوق فيها.
شقير البالغ من العمر 35 عاماً، والذي كان يخدم في صفوف الجيش العربي السوري برتبة ملازم تعرض لثلاث إصابات خلال أداء واجبه الوطني في مواجهة التنظيمات الإرهابية، وسببت له في آخر مرة شللاً رباعياً، ولكن لم تثنه كل آلامه وخضوعه لأكثر من عمل جراحي بالرقبة والصدر عن متابعة مسيرة حياته وتعليمه بفضل ما تلقاه من دعم ورعاية واهتمام من مشروع “جريح الوطن”، وفق حديثه لمراسل سانا.
وتحدث شقير عن قراره بعد مرحلة علاجه بتحقيق حلمه بدخول كلية الحقوق فنجح قبل ثلاث سنوات بشهادة التعليم الثانوي الفرع الأدبي بمجموع قدره 2235 ما أهله إلى التسجيل في الكلية، وأعطاه حافزاً للجد والمثابرة للنجاح فيها.
بتعب وجهد ودراسة لساعات طويلة حقق شقير بالسنة الأولى مرتبة الامتياز على مستوى كلية الحقوق بجامعة دمشق بمعدل قدره 86.57 بالمئة، ثم دون اسمه بالسنة الثانية ضمن العشرة الأوائل بمعدل قدره 79.71 بالمئة.
شقير الطالب في السنة الثالثة حالياً يرى أن الطموح الذي رسمه يسير به تباعاً، وعينه بعد نيل الإجازة الجامعية على دراسة الماجستير وصولاً للدكتوراه بالقانون الجزائي، مبيناً أنه ينظم وقته بالدراسة بشكل جيد ضمن برنامج مقسم ومحدد بدقة لساعات تتجاوز أحياناً تسع ساعات متنقلاً بالوقت نفسه على كرسيه المتحرك بكل ثقة وروح معنوية عالية وتفاؤل دائم.
ووصف جريح الوطن إباء عزام صديقه شقير بأنه مثال للإرادة والتصميم الذي يحتذى، حيث نجح في تجاوز وضعه الصحي الصعب وتحويل شلله النصفي بفضل إصراره إلى شلل ربعي، بحيث أصبح قادراً على تحريك يديه ووجد في العلم ميداناً له يقاتل ويتفوق فيه بكل عزم وثقة.
سيرياهوم نيوز 1-سانا