آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » جريمة طولكرم تتفاعل: السلطة أكثر تجرّؤاً على حاضنة المقاومة

جريمة طولكرم تتفاعل: السلطة أكثر تجرّؤاً على حاضنة المقاومة

| يوسف فارس

 

غزة | لم تكتفِ الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، بملاحقة المقاومين، والزجّ بالعشرات منهم في سجونها، إنّما تطوّر دورها إلى مراحل أكثر تقدُّماً في العمل كتفاً بكتف، مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، لتقويض خلايا المقاومة واجتثاثها. وفي هذا الإطار، اقتحمت قوّة أمنية تابعة للسلطة، ظهر أول من أمس، مخيّم طولكرم، وشرعت في إزالة العوائق الحديدية والمتاريس التي نصبتها «كتيبة طولكرم»، بغرض التصدّي لقوات الاحتلال، خصوصاً أنه لم يمضِ أسبوع واحد خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، من دون أن يحاول جيش العدو الدخول إلى المخيّم الذي أضحى أخيراً، واحداً من معاقل المقاومة، مستلهماً تجربة مخيّم جنين. خطوةٌ وجد فيها أهالي المخيّم، تواطؤاً من جانب أمن السلطة لتمهيد الطريق أمام «جيبات» العدو، لتنفيذ اقتحام مريح. وهو ما دفعهم إلى الاحتجاج ومحاولة منْع إزالة العوائق. وأمام ذلك، لم تجِد هذه الأجهزة حرجاً في استخدام قنابل الغاز المُسيّل للدموع، والرصاص الحيّ ضدّ المواطنين وبعض عناصر المقاومة.

ووفق مصادر ميدانية في المخيّم، تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن قوات الأجهزة الأمنية شرعت في إطلاق الرصاص الحيّ وقنابل الغاز تجاه الأهالي، بمجرد محاولتهم منعها من إزالة معدّات المقاومة، ما تسبّب باستشهاد الشاب عبد القادر زقدح (22 عاماً)، وإصابة والد الشهيد رمزي العارضة باختناق تسبّب في سقوطه أرضاً. وفي المقابل، زعمت الشرطة الفلسطينية، على لسان الناطق باسمها، لؤي ارزيقات، أن «مواطناً قُتل على إثر تبادل لإطلاق النار نشب في مخيّم طولكرم، أثناء قيام الأجهزة الأمنية بإزالة متاريس ومواد خطرة تعترض طريق طلاب المدارس». وحينما تسبّب الحادث بردّة فعل غاضبة من جانب الهيئات المحلّية وفصائل المقاومة، وهيئات وأُطر «فتحاوية»، عاد ارزيقات ليعلن أن الأجهزة الأمنية باشرت بتشكيل لجنة تحقيق، لتحرّي ظروف الواقعة وحيثياتها.

قوات الأجهزة الأمنية شرعت في إطلاق الرصاص الحيّ وقنابل الغاز تجاه الأهالي، بمجرد محاولتهم منعها من إزالة معدّات المقاومة

بدورها، اتّهمت عائلة الشهيد عبد القادر زقدح، أجهزة أمن السلطة، بقتل ابنها على نحو متعمّد، مؤكدةً أن الأجهزة الأمنية قامت بإطلاق النار بشكل مباشر تجاه المواطنين الذين كانوا يتواجدون أثناء الحدث. وفيما دانت حركتا «حماس» و»الجهاد الإسلامي» سلوك الأجهزة الأمنية في المخيّم، نقلت شبكة «قدس» الإخبارية المحلّية، تصريحاً عن «الشبيبة الفتحاوية» (الإطار الطالبي لحركة «فتح» في جامعة بيرزيت)، دانت فيه ما جرى، مطالبةً الأجهزة الأمنية بـ»حماية شعبنا واحتضان الحالة النضالية لا مواجهتها أو إقحامها في أيّ صدام داخلي، ونستنكر الجريمة البشعة في مخيّم طولكرم والتي لا تمتّ إلى ثقافتنا وأعرافنا الوطنية بصلة، ونتقدّم بأحر التعازي إلى عائلة زقدح، وندعو إلى محاسبة المتورّطين بشكل علني، حفاظاً على النسيج الوطني واحتراماً لتضحيات شعبنا ومناضلينا».
بدورها، اتهمت «كتيبة طولكرم» التابعة لـ»سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، السلطة الفلسطينية بإطلاق النار على المدنيين والمقاومين، ما أدّى إلى مقتل الشاب زقدح. وأكدت، في بيان، أن عناصرها لم يطلقوا النار تجاه الأجهزة الأمنية، وأن مسؤولاً في الكتيبة كان قد تواصل مع الأجهزة الأمنية لحلّ الخلاف، لكنّ الأمور توتّرت حينما أَطلقت الأجهزة الرصاص الحيّ وقنابل الغاز على الأهالي. وقال مصدر قيادي في «كتيبة طولكرم»، لـ»الأخبار»، إن ما حدث الأربعاء، هو «السيناريو الذي كان يترقّبه المقاومون، خصوصاً بعدما فشلت الأجهزة الأمنية في تحقيق أيّ اختراق يُذكر على صعيد دفْع المقاومين إلى تسليم سلاحهم»، مضيفاً أن «الاستسهال في إطلاق النار تجاه الأهالي، ومحاولة اتّهام المقاومين بالتسبّب باستشهاد الشاب زقدح، لضرب علاقة المقاومة بحاضنتها الشعبية أولاً، ولدفعنا إلى الاشتباك الداخلي، كل ذلك هو مخطّط خطير، نتعامل معه بكثير من الحكمة والصبر، ليس من باب الضعف، إنّما لقطع الطريق أمام تحويل رصاصنا إلى حيث يتمنّى الاحتلال، والردّ على كل تلك المخطّطات، سيكون عبر زيادة العمليّات والمشاغلة الموجّهة للاحتلال فقط».

 

 

سيرياهوم نيوز3 – الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الذهب يتجه لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في عام

    اتجهت أسعار الذهب اليوم إلى تحقيق أفضل أداء لها في عام مدعومة بالطلب على الملاذ الآمن، بينما يترقب المستثمرون مؤشرات عن تخفيضات الفائدة ...