طافت مستنقعات أستراليا القاتمة حوالي 50000 عام مضى، ولكنّ العلماء لم يكونوا على دراية بشكل الطائر العملاق حقاً “جينيورنيس نيوتوني”، وأما الآن فقد أصبح الأمر مختلفاً كلياً، حيث كشف الخبراء الغطاء تماماً عن الجمجمة الكاملة لها.
يبلغ ارتفاعها 5.6 أقدام أي ما يعادل مترين، ويصل وزنها إلى 230كغ، وأظهرتها الصور الفنية الجديدة على أنها كانت تبدو كالإوزة العملاقة مع أجنحة صغيرة وأرجل خلفية ضخمة.
ويُعتقد أن الطائر الشبيه بالطائر الدودو، المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالطيور المائية المبكرة، قد قضى عليه البشر الأوائل في أستراليا الذين تناولوا بيضه الذي كان بحجم البطيخة، بينما اقترحت دراسة حديثة أخرى بأنّ تلك الطيور تأثرت بمرض يصيب العظام قبل انقراضها منذ 50000 عام مضى.
هذا وتمكن الباحثون المذهولون من التنقيب عن جمجمتها العملاقة التي تم العثور عليها حديثاً من الأسرة المالحة والجافة في بحيرة كالابونا، وهي منطقة نائية في جنوب أستراليا الداخلية.
ومن جهتها، قالت إحدى المكتشفين، د. فيبي ماكينيرني من جامعة فليندرز في أديلايد:” إن النوع كان مثل “أوزة عملاقة”.
وأضافت ماكينيرني:” كان لدى جينورنيس نيوتوني فك علوي طويل ومتحرك مثل ببغاء لكنها على شكل أوزة، حيث إنّ المفاصل عالية المرونة في جمجمتها سمحت لها بأن تفتح فمها على مصراعيه، مثلما يفعل الببغاء، في حين أن العضلات القوية المرتبطة بمؤخرة الجمجمة سمحت لها أيضاً بسحب رأسها للخلف بقوة.
وكانت الجمجمة الوحيدة المعروفة سابقاً لهذا النوع، والتي تم الإبلاغ عنها في عام 1913، والتي تضررت بشدة ولم يتبق منها سوى القليل من العظام الأصلية، لذلك لا يمكن استنتاج الكثير عن جمجمة هذا النوع، ولكن مع هذه الحفرية الجديدة-التي تنضم إلى حفريات شبه كاملة لبقية الجسم-يمكن للباحثين الكشف عن شكل هذا النوع حقاً.
كان لدى جينورنيس نيوتوني تعديلات لغمر الرأس في الماء، بما في ذلك فتحات الأنف بعيداً عن العين وعزل الأذن عن المناطق المشاركة في حركة الفك، حيث ساعدت هذه الميزات في منع تدفق المياه والحد من تداخل السمع أثناء التغذية، على الرغم من أنه يُعتقد أن نظامها الغذائي كان نباتياً إلى حد كبير.
يقول الباحثون في بيان مشترك:” تم تكييف جينورنيس نيوتوني لتزدهر حول المستنقعات والأراضي الرطبة والبحيرات”.
“اليوم، المسطحات الكبيرة من المياه العذبة التي كانت موجودة في شمال جنوب أستراليا هي في الغالب بحيرات ملحية جافة”.
لقد كان من الممكن أن يصبح الاعتماد الجزئي للأنواع على المياه العذبة ونمو النباتات الجديدة أكثر صعوبة مع تقلص البرك والبحيرات واختفائها.
وخلص الفريق إلى أن تجفيف القارة الأسترالية ساهم على الأرجح في الانقراض النهائي لجنيورنيس، لكن باحثين آخرين ألقوا اللوم مباشرة على البشر.
وعلى الرغم من أن أستراليا عانت من الجفاف القاري منذ حوالي 40.000 إلى 60.000عام مضى، فمن المحتمل أنها لم تكن قوية بما يكفي للقضاء على الحيوانات الضخمة، حسبما زعمت دراسة سابقة أجراها خبراء في الولايات المتحدة، وتشير شظايا قشور البيض المحترقة من مواقع حرائق المعسكرات البشرية التاريخية إلى أن البشر كانوا يجمعون ويطبخون البيض، ما تسبب في انخفاض الأعداد.
سيرياهوم نيوز 2_الثورة