يوسف الحيدر
بهدف نشر الوعي وزيادة المعرفة لدى مريض التصلب اللويحي والمحيطين به وتعزيز معنوياته أقامت جمعية “دعم مرضى التصلب اللويحي” اليوم محاضرة بعنوان “إضاءات حول التصلب اللويحي” وذلك في المركز الثقافي العربي في كفرسوسة بدمشق.
مقدم المحاضرة الدكتور عمر كشكة المختص بالأمراض العصبية ونائب رئيس الجمعية أوضح أن محاضرته تأتي في إطار توعوي لإلقاء الضوء على المرض وأسبابه المحتملة وأعراضه الشائعة والعلاجات الحديثة التي وصل لها الطب في العالم إضافة لبعض النصائح للمرضى ومرافقيهم.
وبين كشكة أن أعراض المرض متشعبة وأهمها الحسي منها كالإحساس بالخدر والتنميل المتنقل والمتفرق في الجسم “وذلك حسب الهجمة التي يسببها المرض والتي تصيب مكاناً مختلفاً من الدماغ” مشيراً إلى أن هذا ما يشعر به 80 بالمئة من المرضى تقريباً حيث يستمر الخدر لمدة تفوق الـ 24 ساعة دون وجود تفسير طبي له ما ينذر بضرورة مراجعة الطبيب المختص وكذلك أعراض “تشويش” اضطراب الرؤية غير العارضة.
وأشار كشكة إلى أهم النصائح التي يجب أن يلتزم بها المريض ومرافقوه مثل الابتعاد عن الإجهاد والالتزام بغذاء صحي غني بالألياف والدسم المشبعة والخضراوات إضافة إلى ممارسة الرياضة دون بذل مجهود عال والمتابعة مع الطبيب المختص والالتزام بالعلاج الموصوف لهم.
الدكتورة أمل محاسن رئيسة الجمعية أكدت أن توعية المحيطين بمرضى التصلب اللويحي السبب الأساسي لهذه المحاضرة وخاصة أن المرض عصبي نفسي ولا تظهر أعراضه دائماً على المصاب به مشددة على ضرورة تسليط الضوء على هذا المرض ولا سيما مع ازدياد أعداد المصابين به وتقديم المساعدة قدر الإمكان للمرضى والجمعية التي تعنى بهم.
الدكتورة الصيدلانية دعاء علبي رئيسة مخبر مشفى الأطفال بدمشق إحدى متطوعات الجمعية أشارت إلى أنه من خلال طبيعة عملها في التيقظ الدوائي تحاول إيجاد قنوات تواصل مع الصيادلة في كل المشافي لتأمين الدواء وتوفير التعب على المرضى وخاصة في المحافظات الأخرى إضافة إلى القيام بمتابعة الآثار الجانبية للدواء وتسجيل استمارة للأثر غير المرغوب إن وجد وتوفير المعلومات للجهات المعنية المختصة.
رجاء دباح من مصابي مرض التصلب اللويحي منذ عام 2014 ومتطوعة في الجمعية لفتت إلى أن معاناة المرضى في الذهاب إلى المشفى والانتظار الطويل ورغبتهم بتخفيف وطأة المرض عنهم أوصلتهم إلى فكرة مفادها “دعم أنفسهم بأنفسهم” مشيرة إلى أنه لا يوجد متطوعون في الجمعية من غير المرضى وأن المساعدة تقتصر على تسجيل أسماء المرضى وتنظيم مواعيد الذين لديهم زيارة للمستشفى وإعلامهم بوجود الدواء من عدمه لاختصار التعب عليهم وتقديم الدعم النفسي لمن يحتاجه إضافة لزيارات منزلية للمرضى المعاقين.
وطالبت دباح المحيطين بمرضى التصلب اللويحي أن يتحلوا بالصبر الكبير وأن يحاولوا رفع معنوياتهم قدر الإمكان وأن يعتنوا بغذائهم لأن مرضى التصلب اللويحي لا يطلبون الغذاء بسبب مرضهم.
منال شقير أمينة سر جمعية دعم مرضى التصلب اللويحي مرافقة لوالدتها التي عانت من المرض لمدة 45 عاماً أشارت إلى قلة المعرفة بكيفية التصرف مع مريض التصلب اللويحي إذ غالباً ما يعاني من الاكتئاب وربما يوصل هذا الشعور لمرافقيه الذين يجب أن يكونوا أقوياء من الناحية النفسية وخاصة إذا تفاقم الوضع الصحي للمريض مشيرة إلى أن أهم نصيحة تقدمها لمرافقي المرضى أن يحبوا مرضاهم.
الشاب أحمد كلش المصاب بالتصلب اللويحي منذ 2006 والمنقطع عن الدراسة منذ الـ 2014 بسبب الاضطراب في الرؤية أشار إلى أنه عاد للدراسة واستطاع الحصول على الشهادة الثانوية الأدبية هذا العام بمجموع قدره 2152 علامة بفضل الدعم الذي تلقاه من الجمعية وأصدقائه المرضى فيها وأن نجاحه رسالة لأصدقائه ومحيطه بأن مريض التصلب اللويحي يستطيع إكمال حياته بشكل طبيعي إن وجد الدعم اللازم.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا