حققت سلة رجال نادي الجيش نتائج جيدة وسجلت حضوراً طيباً في كأس السوبر في نسختها الثانية، إضافة إلى أداء الفريق المتوازن في مباريات الدوري هذا الموسم، حيث كان في قمة عطائه فردياً وجماعياً أمام الوحدة وتغلب عليه أداء ونتيجة، ولم تأت هذه النتائج نتاجاً لضربة حظ ولا هي طفرة وإنما جاءت نتيجة تضافر جميع الجهود الإدارية والفنية، إضافة إلى لمسات مدرب الفريق هيثم جميل الذي نجح في إعادة التوازن للفريق رغم عدم وجود لاعبين أجانب، ويعد المدرب جميل من خيرة مدربينا الوطنيين وله باع طويل وتجارب تدريبية كثيرة سواء مع المنتخبات الوطنية أم الأندية المحلية التي تولى قيادتها وكانت نتائجه أكثر من جيدة.
فلماذا نفتقد المدربين المتميزين، وما السبيل لبناء منتخب متطور للمستقبل، وهل سنرى سلة الجيش مجدداً في المشاركات الخارجية؟
ثمة أسئلة مهمة تتعلق باللعبة بشكل عام طرحتها «الوطن» على المدرب هيثم جميل عبر الحوار التالي:
• كيف تسير تحضيرات سلة الجيش وهل من جديد على صعيد اللاعبين؟
رغم الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد وصدمة الزلزال، تمكنا من العمل المستمر بالتدريبات لكي نبقى محافظين على المستوى الفني للاعبين، مع إعطاء فرصة لبعض اللاعبين للسفر لمحافظاتهم والاطمئنان على أهلهم وأقربائهم، والآن بعد صدور قرار عودة واستمرار الدوري، عدنا لتدريباتنا المعتادة اليومية الصباحية والمسائية.
• ما سبب عدم تعاقدكم مع لاعبين أجانب هذا الموسم؟
كان قرار إدارة نادي الجيش واضحاً منذ البداية بعدم التعاقد مع لاعبين أجانب بداية الموسم نظراً للظروف الاقتصادية، على أن يتم التعاقد مع لاعبين أجانب في حال الوصول إلى مرحلة الفاينال فور، أعتقد أن هذا القرار قد أعطى حافزاً أكبر للاعبين لإعطاء أفضل ما عندهم من مستوى فني للوصول للفاينال فور، وتغير الصورة الباهتة غير المرضية التي ظهر بها الفريق في الموسم الماضي.
• ما رأيك بنتائج أنديتنا في دوري وصل؟
للأسف لم تقدم أنديتنا ما يلبي الطموح ببطولة غرب آسيا (وصل)، ذلك للضعف الإداري بالتحضير لهذه البطولة، قد يستغرب البعض أني قلت للضعف الإداري ولم أقل للضعف الفني، لأن المشكلة الحقيقية هي إدارية بحتة، فالتأخر بتعيين الكادر الفني، وتجديد التعاقدات مع اللاعبين والتدخل بقرارات الأجهزة الفنية والتأخر بالتعاقدات مع اللاعبين الأجانب وبميزانيات لا ترقى لمستوى جلب لاعبين مميزين، مع ما رافقه من ضعف فني وبدني وفكري حقيقي للمنافسة بنوعية كهذه من البطولات، كل ما ذكر سابقاً أدى لظهور فرقنا بهذه الصورة الباهتة.
• هل سنشاهد سلة الجيش في البطولات الخارجية؟
بكل صراحة هدفنا بالمرحلة الأولى هو الوصول للفاينال فور هذا الموسم، ومن ثم الوصول للمباراة النهائية، والتي ستسمح لفريق الجيش بالعودة إلى المشاركات الخارجية سواء على مستوى بطولة الأندية العربية أم بطولة (وصل)، لذلك أنا أعمل مع الكادر الفني بالارتقاء بمستوى اللاعبين بما يخدم تحقيق هذا الهدف وهذا الطموح، لأنه كما قلت سابقاً لكي تلعب ضمن المنافسات ذات المستوى العالي عليك أن تحضر مسبقاً وبطريقة احترافية مميزة لكي يكون للفريق حضور حقيقي وليس بهدف المشاركة فقط.
• ما سبب قلة مدربينا الوطنيين المتميزين في السنوات الأخيرة؟
دائماً الشخص المتميز هو شخص قليل الحصول عليه، كذلك المدرب المتميز هو حالة خاصة مميزة (كحالة الطبيب المميز أو المهندس أو المحامي…) وهذا الشيء يحصل في كل دول العالم، التميز يأتي من إمكانيات خاصة يمتلكها المدرب دون الآخرين، ويأتي من الاجتهاد والمتابعة لكل ما هو جديد والتواصل مع الثقافات الفنية التدريبية من كل دول العالم والاقتناع بأنه في كل يوم يوجد ما هو جديد علينا أن نتابعه ونتعلمه، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا استفاد هذا المدرب المتميز أو المدربون المتميزون من هذه الخاصية؟ هل هناك من أعطاهم حقهم من أصحاب القرار وأعطاهم فرصاً حقيقية لإبراز إمكانياتهم وخصوصاً على مستوى المنتخبات، أم إن عقدة المدرب الأجنبي مازالت تسيطر علينا؟ وهل إذا سلمنا المهمة لهذا المدرب المتميز سوف نوفر له كل متطلبات النجاح كما نوفرها للمدرب الأجنبي، بحقيقة الأمر المشكلة إدارية قبل أن تكون فنية، الجميع يتكلم ويقول ليس لدينا مدربون ولا يوجد لاعبون ولا يوجد حكام.. ولكن لا أحد يقول لا يوجد لدينا إداريون أو مخططون حقيقيون، بحقيقة الأمر لو أن من يتكلم بعدم وجود مدربين قد كان مدرباً لاختلف الكلام وتحولت السهام باتجاه آخر.
• كيف السبيل لبناء جيل من المدربين الجيدين؟
كلمة بناء تعتمد على وجود أساس، كيف لنا أن نوجد مدربين ولا توجد لدينا مسابقات حقيقية، وخاصة على مستوى الفئات العمرية، كيف لنا أن نوجد مدربين؟ وإدارات أندية تعين مدربين بناء على علاقات شخصية أكثر منها من المستوى الفني للمدرب؟ كيف لنا أن نوجد مدربين والأندية لا توفر أدنى مستلزمات وتجهيزات التدريب؟ هل الموضوع مقتصر على الدورات التدريبية، هذا الموضوع غير صحيح، ما المغريات للمدربين لكي يطوروا ذاتهم (لا شيء)؟
أضعف حلقة بأي فريق هو المدرب يتم تغيره بكل بساطة، لا يعطى حقه المادي كما يجب، نحتاج لعودة المسابقات الحقيقية كما في السابق، وللأسف لمن يقولون ليس لدينا مدربون، أريد أن أسأل: كيف ظهر هؤلاء اللاعبون على سبيل المثال وليس الحصر (هشام عرواني، إلياس عزرية، عمر إدلبي، خليل خوري، أحمد حبش، عبد الرحمن كردي، جوزيف يوسف، عمر مكناس.. الخ وغيرهم كثير).
لقد تمكنا من تحقيق الكثير من الإنجازات على المستوى العربي والإقليمي بشخصية المدرب الوطني، ومنذ عام 2010 ليومنا هذا، ماذا حصدنا مما يقارب 10 مدربين أجانب قاموا بتدريب جميع منتخباتنا الوطنية بمختلف فئاتها، وإن تم تحقيق شيء، فهل يتناسب مع ما تم صرفه من أموال مع ما حققناه من نتائج؟
للأسف نحن لا نؤمن ببعض، وهناك من يستخدم أسلوب (الهروب إلى الأمام)، وتحميل الفشل للغير وإيهام المجتمع بأننا نعمل، ولكن بحقيقة الأمر لا يوجد عمل حقيقي، ماذا استفدنا من اختراعات بدأت منذ أكثر من ست سنوات (إجبار الأندية بمشاركة لاعبين غير ناضجين) وفي الوقت ذاته المدرب لا يحصل على أزمنة كافية لتدريب اللاعبين نظراً لعدم وجود الصالات، باستثناء فرق الرجال إلى حد ما، المشكلة ليست بالمدربين فقط.
• كيف يمكن أن نبني منتخباً وطنياً للمستقبل؟
أقول دائماً البناء يحتاج إلى أساس، وأساس المنتخبات هو مخرجات الأندية.. والمنتخبات ممكن جداً أن ننجح بها إذا كان هناك إيمان بالمدرب الوطني المميز الذي لديه القدرة على صنع الفرق، ولنا بتجربة لبنان وإيران والأردن قدوة حسنة فجميع مدربيهم هم مدربون وطنيون.. وأصحاب القرار آمنوا بهم وأعطوهم كامل المساحة ووفروا لهم كامل الإمكانيات والدعم، وحتى سمحوا لهم بالظهور والحصول على النجومية كمدربين، ولم يحصر أصحاب الرأي والقرار النجومية لأنفسهم فقط برأيي الشخصي، للأسف أضعنا فرصاً كثيرة لنكون في موقع أفضل على مستوى المنتخبات وخاصة الرجال ومنذ سنين طويلة، لأن التدخلات كانت كثيرة ومن أشخاص كل ما يملكونه هو خبرتهم الفنية كلاعبين، التدريب وشخصية التدريب هما ميزات خاصة ليس بالضرورة أن يملكها كل شخص مارس أو لعب مهما كان المستوى الفني الذي وصل له.
• أنت دربت في أكثر من ناد فأين وجدت نفسك؟
كان لي الشرف أن دربت أندية الوحدة والكرامة والجيش والنصر أيضاً، وحققت مع بعضها البطولات سواء على مستوى الرجال أم الفئات العمرية، ومنها من تمكنت بفضل اللـه أن أغير من ترتيبه أو مستواه الفني، والوصول به لمراكز لم يكن لأحد أن يتوقعها، لذلك بالنسبة لي، فكل تجربة كان لها وضعها وطعمها الخاص وأتشرف بها جميعاً.
سيرياهوم نيوز1-الوطن