كمال خلف:
لم يمر كلام الإعلامي اللبناني صاحب البرنامج الشهير “من سيربح المليون” على قناة “إم بي سي” وبرنامج “المسامح كريم” على إحدى القنوات المصرية جورج قرداحي، لم يمر دون أن يحدث صدمة، وحملة انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، لما اعتبره معلقون انقلابا في مواقف الإعلامي قرداحي الداعمة للقضية الفلسطينية ووقوفه مع سورية في الحرب الشرسة التي شنتها اطراف اقليمية خليجية وتركية ودولية، وهو ما أدى إلى تركه العمل مع “إم بي سي” السعودية، حسب ما أعلن هو سابقا.
وخلال المقابلة التي أجرتها معه قناة “صوت بيروت انترنشينال” والتي يشار إليها في لبنان على أنها ممولة حديثا من نجل رفيق الحريري بهاء، والتي بدأت تستقطب بين كوادرها وجوها بارزة في فضاء الإعلام اللبناني. قال القرداحي في رده على سؤال حول تطبيع بعض الدول الخليجية مع اسرائيل “انا بالمطلق ضد التطبيع مع اسرائيل ما لم يمنح الفلسطينيون دولة مستقلة، ولكن هناك واقع الدول العربية لها 74 سنة تدعم القضية الفلسطينية ولم تقصر الدول العربية وخاصة دول الخليج في الدعم. بعد كل هذه السنوات الفلسطينيون بين بعضهم غير متفقين ومفككين وهذه الدول التي طبّعت لها سيادة والإمارت طبّعت مع إسرائيل وهذا شأنها أنا لا أتدخل بشؤون الدول الخاصة وبمعرفتي بالشيخ محمد بن زايد بحكمته ورؤيته ووطنيته لا أستطيع قول شيء”.
أما حول سؤاله عن سلاح حزب الله أجاب القرداحي: “إلى الآن كان في مصلحة لبنان، ولكن على قيادة حزب الله والسيد “حسن نصر الله ” أن يجلسوا ويعيدوا النظر والقراءة، وإذا كان السلاح عائق أمام قيام الدولة أو عائق أمام عودة الرساميل إلى لبنان، وعودة العرب إلى لبنان فتعالوا بدنا نحكي”. وأضاف قرداحي “لدي ثقة بوطنية وحكمة السيد نصر الله ولذلك يجب أن يُعيد القراءة لأن البلد لم يبق منه شيئا”، وكشف القرداحي بأن السعودية أزالت الحظر المفروض عليه سابقا بسبب مواقفه من الحرب السورية وتأييده للدولة والنظام في سورية زمن الملك عبد الله. مشيرا أنه جرى تكريمه في السعودية كرد اعتبار له. وطالب القرداحي برجل مثل محمد بن سلمان في لبنان لمُحاسبة الفاسدين.
كلام القرداحي أثار جدلا واسعا بين رواد مواقع التواصل في لبنان فقد اعتبره كثيرون جديدا ويمثل انقلابا على مسار الإعلامي اللبناني، بينما اعتبر آخرون أن القرداحي أمسك العصا من الوسط، ودافع نشطاء عنه باعتبار كلامه حرية رأي وحق اختلاف.
وكتب “علي حيدر” في تويتر “صحيح جورج قرداحي حمل المقاومة نتائج الازمة الاقتصادية، وصحيح انه قال ما عندو مشكلة بالتطبيع، وصحيح انه طالب بنزع سلاح حزب الله، وصحيح ان قال عن امراء وملوك الخليج اوادم، وبلع لسانه عن ذبح اطفال اليمن… انما الزلمي كان محترم”، بينما علق حساب باسم “نهى” بالقول “من برر لجبران باسيل وقال حقه يختلف بنظرته للعدو لا يحق له مهاجمة جورج قرداحي. وكتب المستشار قاسم حدرج في حسابه “جورج قرداحي لن يكون اخر المنقلبين على مبادئهم الرخوة.. عند الامتحان يكرم المرء او يهان “.
وبين حديث الصالونات في بيروت عن استقطاب تيار التطبيع العربي لوجوه في الفن والإعلام في لبنان وبين الدفاع عن حق الاختلاف في الرأي والنقد والمقاربات للقضايا المستجدة على الساحة، يبقى الانقسام اللبناني هو الظاهرة الثابتة حول مختلف القضايا المحلية والعربية وحتى العالمية.
سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 29/12/2020