تستعد وفود اللجنة المصغرة لمناقشة تعديل الدستور السوري لمغادرة جنيف، اليوم الأحد، بعد انتهاء اجتماعات اللجنة في جولتها الثالثة إلى «لا توافق» حول «المبادئ الوطنية الأساسية» التي طرحها «الوفد الوطني» بسبب تعطيل البعض التواصل إلى توافق عليها، بتقديمه طروحات غير ذات صلة بها، وسط تأكيد «الوفد الوطني» حرصه على مواصلة العمل بانفتاح في الجولات المقبلة للتوصل إلى توافق.
الجولة التي انعقدت بمشاركة ٤٥ عضواً من الوفود الثلاثة، «الوطني» و«المجتمع المدني» و«المعارضات»، وبمعدل ١٥ لكل وفد منهم، بدأت الإثنين الماضي وجرى تعليقها في اليوم الأول بعد الجلسة الأولى لاكتشاف أربع حالات إصابة بفيروس «كورونا» بين أعضاء الوفود.
واستمر التعليق حتى صباح الخميس، حيث استؤنفت الجلسات بعد تأكيد السلطات الصحية السويسرية المختصة إمكانية استئنافها، إثر إجراء فحوصات متقدمة للأعضاء الأربعة أثبتت عدم إمكانية نقلهم للعدوى.
ومساء أمس وبعد جلستين صباحية ومسائية، أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون، عن اختتام أعمال الجولة، دون تحديد موعد للجولة المقبلة، مؤكداً استمرار المحادثات مع الأطراف السورية المعنية.
وقال بيدرسون عقب انتهاء الجلسة المسائية: لا يمكنني إعطاء تفاصيل عن الأمور التي اتفق عليها أعضاء اللجنة الدستورية السورية، أو التي لم يتم الاتفاق عليها، لأن الأمر يعود للأعضاء أنفسهم.
وأوضح، أنه سيتم تحديد موعد الجولة القادمة بعد الاتفاق على جدول الأعمال مع الرئيسين المشتركين للجنة، لافتاً إلى أن المحادثات في جنيف لن تكون رهناً بالوضع الميداني في سورية.
وأضاف: بدأنا نحرز بعض التقدم في اجتماعات اللجنة الدستورية، كما أن هناك دعماً قوياً وموحداً من الدول الأعضاء الخمس عشرة (في مجلس الأمن) لأعمال اللجنة، وتحديداً في هذه الدورة.
بدوره مصدر مواكب لاجتماعات جنيف، قال حسب وكالة «سانا» التي ذكرت أن الجولة كانت ضمن جدول أعمال بعنوان “المبادئ الوطنية الأساسية”: إن الوفد الوطني إلى اجتماعات اللجنة طرح العديد من المبادئ الوطنية وأبرزها الهوية الوطنية والتنوع الثقافي كمبدأين أساسيين يمكن البناء عليهما في مراحل عمل اللجنة اللاحقة، إلا أنه تم تعطيل التوصل إلى توافق عليهما عبر تقديم طروحات غير ذات صلة بمحددات هذين المبدأين ولا تتصل بجدول أعمال الجولة الحالية من اجتماعات اللجنة.
وأوضح المصدر، أن الوفد الوطني أكد خلال مداخلاته حرصه على مواصلة العمل بانفتاح في الجولات المقبلة للتوصل إلى توافق حول هذين المبدأين والمبادئ الوطنية الأخرى التي تعد أرضية مشتركة لقيام اللجنة الدستورية بمهامها.
وأول من أمس، أكد رئيس «الوفد الوطني»، أحمد الكزبري، في مؤتمر صحفي ضرورة التوافق على المبادئ الوطنية قبل الانطلاق إلى المبادئ الدستورية وأهمها احترام سيادة ووحدة واستقلال أراضي الجمهورية العربية السورية وهو مبدأ وطني سام.
ويوم الخميس الماضي أوضح الكزبري، أن «الوفد الوطني» أكد في اليوم الأول من اللقاءات أهمية مبدأ التمسك بالهوية الوطنية الجامعة للشعب السوري، للتوافق عليه كمبدأ جوهري من الأسس والمبادئ الوطنية التي يمكن أن تشكل الأرضية الراسخة لعمل اللجنة في المراحل اللاحقة».
وتم الإعلان عن تشكيل اللجنة الدستورية الموسعة في الثالث والعشرين من أيلول الماضي، من 150 عضواً 50 لـ”الوفد الوطني” و50 لـ “وفد المجتمع المدني” و50 لـ”وفد المعارضات” وعقدت أول اجتماعاتها أواخر تشرين الأول، حيث تم تشكيل اللجنة المصغرة من 45 عضوا،ً 15 عضواً لكل وفد.
«سيرياهوم نيوز-الوطن»