قد يكون جو بايدن آخر رئيس من الحزب الديمقراطي موال لإسرائيل، وبدأت أصوات ترى في صهيونيته مصدر فقدان لأصوات الناخبين وعدم استمرار الحزب الديمقراطي في البيت الأبيض.
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ورغم أنه لم يتضح بعد من سيكون منافس الرئيس جو بايدن، علما أن المؤشرات تشير الى دونالد ترامب، يعيش الحزب الديمقراطي قلقا بالغا بسبب فقدان الحزب للتأييد وسط الناخبين الكلاسيكيين. ولا يرتبط التخوف من البرنامج المرتقب لدونالد ترامب أو أي مرشح جمهوري آخر بل بسبب القضية الفلسطينية.
ومنذ العمليات التي نفذتها حركة حماس ضد إسرائيل يوم 7 أكتوبر الماضي، وكانت سببا في الحرب الحالية، أعلن الرئيس الديمقراطي بايدن عن تأييده اللامشروط لإسرائيل ورئيس حكومتها بنجامين نتنياهو. فمن جهة، يقدم الأسلحة الى إسرائيل بدون العودة الى الكونغرس، ومن جهة أخرى تحول الى سد لكي لا يتم إدانتها بجرائم ضد الإنسانية.
وتخلف سياسة بايدن المنحازة لإسرائيل رفضا وصل من طرف بعض الناخبين والأعضاء الى التنديد بها. وأقدم مثقفون لهم ارتباط بالحزب الى الانسحاب أو تجميد عضويتهم في الحزب الديمقراطي، وتهدد شريحة من الناخبين بالبقاء في المنزل يوم الانتخابات الرئاسية.
ويتخوف الحزب الديمقراطي من فقدان ولايات ستكون حاسمة في الصراع الرئاسي مثل ولاية ميشغان التي يقطنها أمريكيون من أصل عربي وولاية مينيسوتا. وقل زيارته الأسبوع الماضي ميشغان، قام الرئيس بايدن بالتوقيع على عقوبات ضد المستوطنين في الضفة الغربية الذين يعتدون على فلسطيني الضفة منذ 7 أكتوبر، وذلك لتهدئة المحتجين الأمريكيين ضد سياسته.
وبدأت جماعة من الديمقراطيين في ولاية مينيسوتا حملة “لنتخلى عن بايدن بسبب دعمه لإسرائيل”، وانتقلت الآن الى ميشغان. ويرسل البيت الأبيض مساعدين ومستشارين له للتباحث مع أعضاء الحزب والجمعيات التقدمية لتهدئة التوتر. ويراهن البيت الأبيض على النائة رشيدة طاليب من الحزب الديمقراطي للتحاور مع المحتجين.
وكانت جريدة “نيويورك تايمز” قد نبهت في مقال لها يوم 18 أكتوبر الماضي بأن الرئيس جو بايدن سيواجه مشاكل كبيرة في حرب غزة بسبب طبيعة الحزب الديمقراطي الذي أنصار إسرائيل فيه يتراجعون وأنصار فلسطين يتضاعفون.
وسيكون من الصعب أن يحافظ الحزب الديمقراطي على توجهه الموالي لإسرائيل نظرا لطليعة ناخبيه وأعضاءه الذين يدافعون عن حل الدولتين ويعتبرون إسرائيل تقوم بجرائم ضد الإنسانية. وقال جوناثان براون، الخبير الأمريكي في الشرق الأوسط لجدرية لوموند يوم الست الماضي ” جو بايدن سيكون قد يكون آخر رئيس من الحزب الديمقراطي موال لإسرائيل”. ويرى أن طبيعة الحزب الديمقراطي الحالية وتركيبته ورؤيته لقضايا العالم لم تعد تسمح بدعم إسرائيل بدون شروط وبالخصوص بعدما ارتكبت جرائم حرب في قطاع غزة.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم