|خالد زنكلو – محمد احمد خبازي
ضبطت القوات الروسية، عبر إجراءات عسكرية، جموح رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان لشن عدوان عسكري في منطقة عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي، وفي ريف الحسكة الشمالي والشمالي الغربي، في وقت حافظ جيش الاحتلال التركي في منبج وريفي حلب والرقة الشماليين على وتيرة التصعيد التي انتهجها بعد إعلان أردوغان في ٢٣ الشهر الماضي نيته غزو مناطق داخل الأراضي السورية لإنشاء ما سماه «منطقة آمنة» مزعومة بعمق ٣٠ كيلو متراً.
وبدا أن إيقاع التصعيد العسكري التركي منصب راهناً في جبهات منبج شمال شرق حلب وفي تل رفعت بريف المحافظة الشمالي، بعدما ركز جيش الاحتلال التركي قصفه المدفعي الصاروخي باتجاه المنطقتين، اللتين أعلن أردوغان الأربعاء الماضي أنهما يشكلان الهدف الأول لعدوانه لاقتطاع أراضٍ سورية.
ففي عين العرب، وإثر تدخل المروحيات التابعة لسلاح الجو الروسي أول من أمس في حماية الأهالي الذين نزحوا من قريتين شرق المنطقة بعد إطلاق النار عليهم من جيش الاحتلال التركي خلال ترميمه جدارا حدودياً فيها ومساهمة الجانب الروسي في الإشراف على ترميم الجزء المهدم منه، فرضت القوات الروسية حضورها الميداني أمس من خلال تسيير حوامات في سماء المنطقة وبالقرب من خطوط التماس الحدودية، وكذلك تسيير الشرطة العسكرية الروسية دورية جديدة مع الجانب التركي في ريف عين العرب الشرقي والغربي عند الحدود التركية.
وأفادت مصادر أهلية في عين العرب لـ«الوطن»، بأن الدورية العسكرية المشتركة الروسية- التركية في المنطقة، الواقعة تحت سيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية والمشمولة بتهديدات أردوغان، هي الثانية من نوعها في غضون أسبوع، ما يدل على رغبة موسكو في احتواء تصريحات أردوغان الإعلامية ومطامحه العدوانية التوسعية بقضم المنطقة ذات الموقع الإستراتيجي لوصلها بمناطق هيمنة الاحتلال التركي ومرتزقته ببعضها بعضاً.
وأشارت إلى أن الدورية المشتركة، المؤلفة من ٨ عربات عسكرية مناصفة بين الجانبين الروسي والتركي، انطلقت من ريف قرية غريب شرق عين العرب ووصلت كسابقتها إلى قرية أشمة غرب المنطقة بعد أن جالت في قرى كورتك وعليشار وكوسك وتيري وقباجب وتل حاجب وجيشان وخرابيسان فوقاني.
كما تمكنت القوات الروسية من فرض الهدوء الحذر، وعلى مدار اليومين الماضيين، في ريف الحسكة الشمالي والشمالي الغربي، إثر تعرض جنديين من الجيش العربي السوري لإصابات بقصف من جيش الاحتلال على بلدة أم الكيف بريف ناحية تل تمر شمال غرب المحافظة قبل ٣ أيام.
وأكدت مصادر محلية في الحسكة لـ«الوطن»، أن تحليق حوامات روسية أمس وعلى علو منخفض فوق خطوط تماس جبهات ريف الحسكة الشمالي والشمالي الغربي وصولاً إلى ريف أبو راسين في المحافظة، فرض على الاحتلال التركي وقف قصفه المدفعي الصاروخي على تلك المناطق أمس وأول من أمس، ما أدى إلى حدوث هدوء مشوب بالحذر من تجدد الاستهدافات على تلك المناطق وتمهيد الأجواء لعودة سكانها الذين نزح معظمهم منها إلى مناطق أكثر أمناً.
بالانتقال إلى ريف حلب الشمالي الأوسط، حيث واصل الاحتلال التركي ومرتزقته استهدافهم المدفعي وبقذائف الهاون لقرى وبلدات الريف المهدد بالغزو، حيث طال القصف كلاً من بلدات دير الجمال والزيارة والوحشية وكشتعار وأبين وتل عجار والشيخ عيسى، مخلفاً أضراراً بالغة في ممتلكات المدنيين على الرغم من أن مروحيات روسية حلقت فوق خطوط تماس المنطقة في الليلة ما قبل الماضية، وفق قول مصادر أهلية في ريف حلب الشمالي الأوسط لـ«الوطن».
أما في منبج، وحسب قول مصادر أهلية لـ«الوطن»، فبقي حال التصعيد من الاحتلال التركي ومرتزقته على حاله أمس، إذ جرى استهداف محيط بلدة العريمة جنوب غرب منبج وخطوط تماس نهر الساجور غرب المنطقة، إلى جانب قرى الكاوكلي وقرط ويران ومزارع الفوارس، الأمر الذي فرض موجة نزوح جديدة لدى قاطني تلك القرى باتجاه مدينة منبج الواقعة تحت هيمنة «قسد».
كما أكدت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها اعتدت بقذائف المدفعية الثقيلة والصاروخية على المناطق السكنية في قرية الهوشان والطريق الدولي «إم فور» ومحيط بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الحربي التركي في أجواء المنطقة، حسب ما ذكرت وكالة «سانا».
وأشارت المصادر، إلى أن الاعتداءات، أسفرت عن وقوع أضرار مادية بالمنازل والممتلكات من دون ورود معلومات عن إصابات في صفوف المدنيين الذين اضطروا للاختباء بالأقبية خوفاً من همجية الاحتلال التركي والقصف العشوائي.
إلى منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، حيث بيَّن مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش دك بمدفعيته الثقيلة، مواقع لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه في عدة محاور وخطوط التماس بسهل الغاب الشمالي الغربي، وكذلك نقاط تمركز للإرهابيين في الفطيرة وكفرعويد وسفوهن وكنصفرة وبينين والرويحة والبارة بمنطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
ولفت المصدر إلى أن الجيش رد بضرباته تلك، على خرق التنظيمات الإرهابية لاتفاق وقف إطلاق النار بمنطقة «خفض التصعيد»، واعتدائها بالصواريخ على نقاط عسكرية بريف إدلب الشرقي.
أما في البادية الشرقية، فقد بيَّن مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، أغار أمس على مواقع لتنظيم داعش الإرهابي في منطقة السخنة وتدمر ببادية حمص الشرقية، مؤكداً أن الغارات استهدفت مخابئ للدواعش ودمرتها بمن كان مختبئاً فيها.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن