أحيا الفلسطينيون، أمس الثلاثاء، الذكرى السنوية الـ 104 لوعد بلفور المشؤوم، الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم على أراضي فلسطين المحتلة.
وقالت رئاسة هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني: تمر في الثاني من شهر تشرين الثاني من كل عام ذكرى مؤلمة مليئة بالظلم والقهر لشعبنا العربي الفلسطيني، ولكل معاني الحق والعدل، وهي ذكرى وعد بلفور المشؤوم.
وأضافت الهيئة في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه: إن المشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني في فلسطين الحبيبة هو الثمرة الخبيثة لتآمر الدول الاستعمارية الكبرى خدمة لمصالحها بعيداً عن القيم الإنسانية والقوانين والشرائع الدولية، ووعد بلفور هو جريمة نكراء من جرائم هذه الدول، وقد استخدمت الحركة الصهيونية هذا الوعد ليكون أحد أهم المرتكزات التي قام عليها الكيان الصهيوني الغاصب المجرم، وجزءاً أساسياً من المخططات الاستعمارية الصهيونية.
وتابع البيان: إننا في جيش التحرير الفلسطيني نجدد التأكيد أن بلفور لا يملك حق التصرف بأرضنا الفلسطينية الطاهرة، أو التنازل عنها لليهود، وكما كتب تاريخ وعد بلفور بالعار سنكتب تاريخنا بتحرير فلسطين بالدم والنار.
ودعت الهيئة العالم ومنظماته الدولية إلى تحمل مسؤولياتها والاعتراف الكامل بحقوق شعبنا، وكشف زيف الادعاءات الصهيونية، مضيفة: ندعو أمتنا العربية وشعبنا العربي الفلسطيني إلى وحدة الصف والكلمة، والعمل الجاد المثمر لفرض إرادتنا الحرة الكريمة فوق أرضنا.
وجددت الهيئة تأكيدها التمسك بنهج المقاومة المشرف خلف راية السيد الرئيس المفدى بشار حافظ الأسد، مثمنة غالياً دور سورية الإباء ومواقفها الثابتة والمعلنة في التمسك بحقوقنا المشروعة، ودعم كفاح شعبنا على طريق التحرير والعودة وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة فوق كامل ترابنا الوطني وعاصمتها القدس.
على خط مواز، أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية، أمس الثلاثاء، أنها ستسقط كل المؤامرات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني وقضيته بدءاً من وعد بلفور المشؤوم، مشددةً على أن حق شعبنا بأرضه ووطنه وحق العودة «ثابت ومقدس» لم يسقط بوعد بلفور ولن يسقط بغيره من اتفاقيات العار التطبيعية.
ولفتت الفصائل في بيان صحفي، في الذكرى الـ104 لإعلان بلفور إلى أن هذا الوعد المشؤوم هو الأساس في نكبة عام 1948 باقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه حيث قام الاحتلال البريطاني لتنفيذ وعده المشؤوم باستجلاب العصابات اليهودية من شتات الأرض لتمارس القتل والحرق والدمار بمساندة بريطانيا وليعيش الشعب الفلسطيني العذابات والنكبات والمآسي التي لم تتوقف إلى هذه اللحظة.
ووصفت فصائل المقاومة هذا اليوم باليوم الأسود في تاريخ الشعب الفلسطيني وتاريخ أمتنا عندما غرست هذه الغدة السرطانية المسماة إسرائيل في قلبها فلسطين لتكون رأس حربة المشروع الإمبريالي الغربي لاستمرار الهجمة ضد أبناء أمتنا وتكريس الهيمنة الصهيوأميركية لسرقة مقدرات الأمة وثرواتها.
وأشارت إلى أن المؤامرات على القضية الفلسطينية وثوابت الشعب الفلسطيني تستمر من خلال صفقة القرن ووعد ترامب للكيان بإقامة الدولة اليهودية على أرض فلسطين واتفاقيات الذل والعار المتمثلة في اتفاقية أوسلو التي أعطت الشرعية للعدو الصهيوني على 78 بالمئة من أرض فلسطين ليقيم دولة المستوطنات على الجزء الباقي، واتفاقيات التطبيع المذل التي عقدتها بعض الأنظمة العربية مع العدو الصهيوني ليكون الكيان دولة طبيعية في قلب أمتنا يمارس أبشع الجرائم ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وليس أخيراً اتفاق الإطار بين أميركا و«الأونروا» لإنهاء قضية اللاجئين وشطب حق العودة.
كما طالبت فصائل المقاومة حكومة بريطانيا بالاعتذار عن هذه الخطيئة والتراجع عنها وإزالة الضرر الواقع نتيجة لهذا الوعد المشؤوم بتعويض الشعب الفلسطيني عن كل ما أصابه من نكبات ومعاناة ودعمه في نيل حقوقه وعودته إلى أرضه.
وأكدت أن مؤامرات ومخططات تصفية القضية ستتحطم على صخرة وعي وصمود شعبنا الفلسطيني كما تحطم وعد بلفور.
وطالبت فصائل المقاومة الفلسطينية بضرورة إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس الشراكة الحقيقية، وترتيب البيت الفلسطيني من خلال بلورة برنامج وطني كفاحي يشكل القاعدة الأهم في مسيرة التحرر الوطني ضد الاحتلال.
(سيرياهوم نيوز-وكالات-الوطن)