سلمان عيسى
لا نختلف، ان اجهزة التتبع التي تم تركيبها على السرافيس والشاحنات ساهمت الى حد ما بضبط استهلاك المازوت، و ضبط حركة السير وبالتالي اصبحت حركة الركاب اكثر يسرا ..
منذ اشهر طويلة ونحن نسمع عن تركيب اجهزة التتبع هذه على سيارات التكسي .. تصريحات كثيرة ( تبشرنا ) بقرب التركيب .. وتحديدا منذ بداية العام الفائت، حتى انه طلب من اصحاب هذه السيارات دفع قيمة الاجهزة منذ بداية شهر نيسان وحتى شهر حزيران .. اي ان حوالي ثمانية اشهر مضت على قيام ٥٠٠٠ من اصحاب هذه الآليات بدفع ٣٧٥ الف ليرة لكل جهاز من اصل ٧٠٠٠ سيارة عاملة .. والمحافظة تتوعد ٢٠٠٠ صاحب سيارة تخلفوا عن الدفع بالويل والثبور وعظائم الامور على تخلفهم هذا – على اعتبار ان هذا العدد هو الذي ادى الى التأخر في التركيب .. حتى ان هناك من يهمس انه سيتم رفع سعر الجهاز الى ٨٠٠ الف ليرة ( نكاية ) ..
صحيح ان مبلغ ٣٧٥ الف ليرة لم يعد رقما مهما .. لكنه بالنسبة لأناس يعتاشون من هذه السيارات، وهو مجمد منذ اكثر من ثمانية اشهر .. اي قبل ان ( يجن الدولار )
كان بإمكانه ان يقضي حاجة لعائلة مستورة .. لكن اذا حسبنا المبالغ التي جمدتها محافظة طرطوس منذ اكثر من ثمانية اشهر سيصل الرقم الى مليار وسبعمئة وخمسين مليون ليرة .. هذا يؤكد ان الاجهزة غير متوافرة – وانه سيتم شراءها عندما يكتمل دفع اصحاب السيارات المتبقية وعددها ٢٠٠٠ سيارة ستصل قيمة اجهزتها الى ١،٦ مليار على اساس ٨٠٠ الف للجهاز الواحد .. ترى قبل ان نسأل عن قانونية تجميد هذه الاموال .. هل يمكن لأصحاب السيارات ان يطالبوا بالفوائد القانونية لهذه المبالغ لمدة تقترب من العام ..؟ وهل هذا العمل اخلاقي من مؤسسات حكومية .. ؟
وهذا يؤكد ايضا ان ( تجميع ) هذه القيم هو لدفعها للمتعهد الذي سيستوردها او يقوم بتصنيعها محليا قبل ان تصل الى مديرية النقل – وهذا مخالف من الناحية الاجرائية على الأقل – اذ يفترض ان يقوم صاحب السيارة بدفع قيمة الجهاز اثناء التركيب، وهذا هو الاجراء الصحيح اذا كانت النوايا حسنة ..
يبدو ان تجربة الاكتتاب على السيارات ( بيك آب وسياحي ) في ثمانينات القرن الماضي مازالت صالحة للتكرار خاصة ان الحكومة لا تحاسب نفسها ولا تحاسب الجهات التابعة على هكذا اخطاء مالية كبيرة – لكنها لا تتوانى عن القاء الحجز الاحتياطي او المصادرة او تشديد الغرامة والعقوبة على مواطن لم تسعفه ظروفه المادية من تسديد قسط شهري لقرض استدانه من الحكومة لإطعام عائلته .. سامح الله الصديق علي محمود جديد يوم عنون زاويته في صحيفة الثورة ( امّنا الحكومة ) .. حينها كم من الشتائم التي قيلت بحق ( نسبنا ) ..؟!
(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز)