آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » حابل التأييد يختلط بنابل الرفض | السيسي للمصريين: جوعوا تنهضوا!

حابل التأييد يختلط بنابل الرفض | السيسي للمصريين: جوعوا تنهضوا!

القاهرة | بوعود تتضمّن مزيداً من الإجراءات القاسية لتحقيق ما يسمّيه «التنمية وبناء الدولة»، أعلن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خوضه سباق الانتخابات للحصول على فترة رئاسية جديدة، واضعاً نصب عينيه، لا فقط الانتخابات التي ستُجرى نهاية العام الجاري، ولكن أيضاً انتخابات 2030، بالنظر إلى أنه لم يتعهّد بأن يكون ترشّحه هذا العام، هو الأخير. وبينما كان السيسي يجلس في القاعة المُكيّفة في العاصمة الإدارية الجديدة وبرفقته أعضاء الحكومة و«مجلس القضاء الأعلى» وقادة الجيش وشيخ الأزهر والبابا، استعداداً لإعلان ترشّحه، كان الآلاف من الموظّفين والمواطنين، الذين حصلوا على ملابس تحمل صورة «الجنرال» وكراتين تحمل موادَّ غذائية، محتشدين في الميادين الرئيسيّة التي أغلقتها الأجهزة الأمنية لتنظيم فعّاليات في عدد من المحافظات، نُقلت على الهواء مباشرة، ليظهر الحشد نفسه خلف السيسي خلال كلمته.

هكذا، اختار الجنرال أن يعلن ترشحه، بعد استعراض لما يراه «إنجازات» حصلت في عهده، بالطريقة نفسها التي اتّبعها عام 2018. ويأتي هذا وسط تساؤلات حول احتمال تكرار ترشّحه في انتخابات 2030، على الرغم من أن الدستور الحالي يمنعه من ذلك عند استنفاد فترتَي الرئاسة، واستفادته من البند الاستثنائي الذي وُضع من أجله في التعديلات الدستورية، علماً أن المرجّح إلى الآن هو التوجه نحو إجراء تعديلات دستورية جديدة تفتح الباب أمام الرئيس ليبقى «مدى الحياة» في السلطة. وبدا لافتاً، في كلمة إعلان الترشح، اهتمام السيسي بكيفية رؤية العالم للانتخابات، ورغبته في إظهار وجود تأييد شعبي لصالحه، حتى وإن تحدّث عدة مرات عن ضرورة انتخاب المواطنين من يرونه الأصلح للرئاسة، بينما ظلّ يوحي بأن اختياره لمنصب الرئاسة «اختيار إلهي»، وهو ما أثار موجة من السخرية ضده. إلا أن ذلك لم يمنع الرئيس من الاعتراف بفشله في إقامة حياة سياسية تعددية، وذلك بدعوته إلى أن تكون الانتخابات بداية حقيقية لحياة سياسية سليمة، سمتها التعددية والاختلاف من دون تجاوز أو تجريح، في ما بدا ردّاً على اتهامات المرشح المحتمل، أحمد طنطاوي، للنظام بتقييد الانتخابات ومحاولة منع أيّ منافسة حقيقية.

تحوّل حشد تأييد السيسي، أول من أمس، إلى تظاهرة تطالبه بالرحيل

وقبل يوم من إعلان ترشحه، ومع احتشاد أنصاره في الشوارع للتعبير عن تأييده، حذّر السيسي من أنه قادر على خلق اضطرابات تدوم لأسابيع بواسطة «100 ألف إنسان ظروفهم صعبة» مقابل حصول هؤلاء الأشخاص على أموال ومواد مخدّرة، بكلفة 30 مليون دولار، في تصريحات وصفها مراقبون بـ«الصادمة». وبلكنته المصرية المعتادة، قال السيسي خلال فعّاليات مؤتمر «حكاية وطن» الذي استمر لمدة 3 أيام في العاصمة الإدارية الجديدة لاستعراض «إنجازات النظام»: «أنا كنت بكلم السادة (أعضاء) مجلس القضاء الأعلى الصبح وقلت لهم تخيلوا أنا ممكن أهد مصر بـ2 مليار جنيه، وهم استغربوا جداً، قلت لهم أدّيه باكتة (مخدّر البانغو) و20 جنيه وشريط ترامادول لـ100 ألف إنسان ظروفه صعبة، أنزله يعمل حالة (أي اضطرابات)». وتابع قائلاً: «أنا مش هديله عشرين جنيه، الدنيا (الأسعار) غليت، أنا سأعطيه ألف جنيه، أنزله 10 أسابيع (للتظاهر)، بما يكلف مليون كل أسبوع لمدّة 10 أسابيع، أي بمليار جنيه… أهد بلد فيها 100 مليون أو 105 مليون بمليار جنيه، يعني 30 مليون دولار، فيه ناس بتصرفهم في حفلة».

وليست هذه التصريحات جديدة على السيسي؛ فقد سبق أن ترجمها في «فلسفته» التي طالما عبّر عنها، وطريقة إدارته للدولة المصرية خلال السنوات الماضية، وحتى رؤيته المستقبلية، بداية من قناعته بالقدرة على الحشد مقابل المال في الشارع، وتوجيه الاضطرابات كما يشاء، مروراً بعدم قناعته بالأدبيات السياسية التقليدية ومخالفتها في العمل السياسي، ووصولاً إلى تنفيذ مشروعات عدة من أجل رفع الروح المعنوية على غرار تفريعة قناة السويس التي استنزفت جزءاً ليس بالقليل من الاحتياطي النقدي. ومن هنا، يبدو أن السيسي يخوض الانتخابات واعداً بمزيد من الفقر والجوع للمصريين لتحقيق «التنمية» التي يراها من وجهة نظره في الكباري والطرق ومشاريع البنية التحتية ورفع الدعم، مدافعاً بأن بناء الدول الكبرى يستغرق سنوات طويلة على غرار التجربتين الصينية والألمانية.
وبالعودة إلى الحشود في الميادين من موظفي الدولة وعمال المصانع والشركات والأسر الأكثر احتياجاً، كان لافتاً تحوّل حشد التأييد للرئيس، أول من أمس، إلى تظاهرة تطالبه بالرحيل، في تحول مفاجئ أربك النظام الذي برّر الأمر بأنه ناتج عن خلاف نشب بين اثنتين من القبائل حول إدارة منصّة التأييد. وفي كل الأحوال، فقد جاءت كل تظاهرات التأييد هذه مخالفة للقوانين السارية التي تلزم القائمين عليها بتقديم إخطار مسبق بها والحصول على موافقة على مكان ومدة إقامتها. وبالإضافة إلى ذلك، أثارت عمليات الحشد المسبقة تلك، حالة غضب عارمة من قبل المواطنين الذين تضرّرت أشغالهم وأعمالهم وقضوا ساعات طويلة في الطرق، فضلاً عن أنها دفعت وزارة «التربية والتعليم» إلى تعطيل الدراسة بشكل غير رسمي في عدد كبير من المدارس، في ثاني يوم لافتتاحها.

 

 

سيرياهوم نيوز3 – الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عملية طوفان الأقصى تدخل يوماً جديداً.. أبرز التطورات

أبرز تطورات عملية (طوفان الأقصى) التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول الماضي رداً على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي   المزيد من الأخبار حول ...