اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم الاثنين أوكرانيا بشن هجوم على الجسر الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم بمشاركة من بريطانيا والولايات المتحدة.
ولم تقدم زاخاروفا أدلة على ما قالته.
وقالت زاخاروفا “هجوم اليوم على جسر القرم نفذه نظام كييف. هذا النظام إرهابي ولديه كل السمات المميزة لمجموعة من مجموعات الجريمة المنظمة الدولية”.
وأضافت “يتخذ المسؤولون الأوكرانيون القرارات بمشاركة مباشرة من أجهزة مخابرات وسياسيين في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا. الولايات المتحدة وبريطانيا مسؤولتان عن كيان دولة إرهابية”.
كما وذكرت اثنتان من وسائل الإعلام الأوكرانية على الأقل نقلا عن مصادر لم تسمها أن وكالة الأمن الداخلي والبحرية الأوكرانية تقفان وراء حادث وقع على جسر القرم.
ولم تدل هيئة البث العامة الأوكرانية وصحيفة يوكرانسكا برافدا الإلكترونية إلا بالقليل من التفاصيل عن عملية قالتا إن وكالة الأمن الداخلي والبحرية الأوكرانيين شاركتا فيها، لكن هيئة البث العامة نقلت عن مصادر قولها إن الجسر تعرض للهجوم بمركبات بحرية مسيرة.
كما نقلت عن متحدث باسم القوات البحرية قوله إن لا معلومات لديه وحث المذيع على انتظار صدور بيانات رسمية.
وقتل شخصان وأصيبت طفلة، الاثنين، إثر حادث “مجهول” وقع على الجسر الرابط بين روسيا وشبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها موسكو عام 2014.
وقال حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية المحاذية لأوكرانيا، فياتشيسلاف جلادكوف، في تصريحات صحفية، إن رجلا وامرأة من المنطقة قتلا بالحادث، بينما أصيبت ابنتهما وهي فتاة قاصر بجروح، حسبما نقلت وكالة “تاس” الروسية (خاصة).
وأضاف جلادكوف أن إصابة الفتاة “متوسطة الخطورة”، وتم نقلها إلى منطقة كراسنودار جنوب روسيا على متن طائرة إسعاف جوي لتلقي العلاج.
وفي السياق، فعّل حاكم شبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف “حالة الطوارئ” عند منطقة الجسر، معلنا توقف حركة المرور والقطارات على خلفية الحادث.
بدورها، أكدت وزارة النقل الروسية وقوع أضرار في الجسر، دون تحديد أي تفاصيل حول طبيعة هذه الأضرار أو ملابسات الحادث، حسب المصدر ذاته.
وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن سماع السكان المحليين دوى انفجارات في الساعات الأولى من صباح اليوم، قبيل الإعلان عن وقوع الحادث.
وافتتح الجسر الذي يبلغ طوله 19 كيلومترًا في عام 2018، وهو الرابط البري الرئيسي بين روسيا وشبه جزيرة القرم.
وتشير التقارير إلى أن روسيا تعمل منذ ضم القرم عام 2014، على تعزيز شبه الجزيرة عسكريا عن طريق إقامة القواعد وبناء الجسور والإمدادات اللوجستية.
وفي سياق أخر أعلنت أوكرانيا الاثنين أنها استعادت الأسبوع الماضي سبعة كيلومترات مربعة حول مدينة باخموت المدمرة في شرق أوكرانيا التي يحتلها الروس منذ أيار/مايو بعد معارك شرسة.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية هانا ماليار عبر تلغرام “خلال الأسبوع الماضي ونتيجة لتحسن التموضع والانتشار التكتيكي على خط الجبهة باتجاه باخموت، حررنا سبعة كيلومترات مربعة”.
بدوره شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الأحد على قوة مقاومة بلاده للغزو العسكري الروسي، بعد 33 عاما من اعتماد أوكرانيا لإعلان السيادة.
وقال في رسالته اليومية عبر الفيديو مساء الأحد “بلادنا لن تتنازل أبدا عن سيادتها. هذا واضح بالفعل للجميع في العالم”.وشكر زيلينسكي مجددا الجنود الذين قاتلوا من أجل البلاد.
وكان البرلمان الأوكراني قد اعتمد في 16 تموز/يوليو 1990 وثيقة استقلال البلاد، والتي كانت في ذلك الوقت مازالت جزءا من الاتحاد السوفيتي.
ووفقا للوثيقة، يجب أن يكون للبلاد جيشها الخاص وبنكها الوطني الخاص، ولكن يجب أن تكون غير منحازة ولا تمتلك أسلحة نووية. وفي خطابه المسائي، قال زيلينسكي أيضا إن أوكرانيا ستدافع عن حريتها، بغض النظر عن الإرهاب الروسي.
ومع تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991، أعلنت أوكرانيا استقلالها. وقال زيلينسكي إنه يرى أوكرانيا نموذجا يحتذى به ورائدة من أجل الحرية والديمقراطية في أوروبا.
وأضاف “ستضمن أوكرانيا الحرية والأمن الحقيقيين من الإرهاب الروسي عبر أوروبا..أمن قارتنا يبدأ هنا بسيادة أوكرانيا وقوتها”.
من جهتها اعلنت موسكو الإثنين أن اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية بات في حكم المنتهي، بعد ساعات من هجوم ليلي شنته كييف على جسر القرم الذي يربط روسيا بشبه الجزيرة التي ضمتها عام 2014.
وقال الكرملين الاثنين إن الاتفاق حول تصدير الحبوب الأوكرانية الذي تنتهي صلاحيته منتصف الليل (الساعة 21,00 ت غ) “انتهى عمليا”، لكن روسيا مستعدة للعودة إليه “فورا” عند تلبية شروطها.
وأوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف “اتفاق البحر الأسود انتهى عمليا اليوم” الاثنين، مضيفا “ما أن يلبى الجزء المتعلق بروسيا (في الاتفاق) ستعود روسيا فورا إلى الاتفاق حول الحبوب”.
وتهدف مبادرة حبوب البحر الأسود التي وقّعتها روسيا وأوكرانيا في تموز/يوليو 2022 برعاية تركيا والأمم المتحدة، للتخفيف من خطر المجاعة في العالم من خلال ضمان تصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية رغم الحرب.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة تبلغت قرار الكرملين.
وأوضحت لوكالة “تاس” العامة للأنباء “أبلغت روسيا رسميا الطرفين التركي والأوكراني فضلا عن الأمانة العامة للأمم المتحدة معارضتها تمديد الاتفاق”.
وتهدد موسكو منذ أسابيع بعدم تمديد الاتفاق مشتكية من عوائق امام تصدير منتجاتها الزراعية والأسمدة ومؤكدة أن الهدف المعلن للاتفاق أي إيصال امدادات الحبوب إلى الدول الفقيرة لم يتحقق.
على الرغم من اعلان الكرملين، أبدى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الإثنين ثقته برغبة نظيره الروسي فلاديمير بوتين في استمرار الاتفاق.
من جانبها، دعت برلين روسيا الى تمديد العمل بالاتفاقية مؤكدة أهميتها للأمن الغذائي العالمي.
واعربت لندن عن خيبة املها إزاء الاعلان الروسي مؤكدة “لكننا سنواصل المحادثات”.
ودانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين “بشدة” إعلان موسكو واصفة إياه في تغريدة ب”الوقح”.
أتاح الاتفاق تصدير أكثر من 32 مليار طن من الحبوب. وفي وقت متأخر الأحد، أظهرت بيانات موقع “مارين ترافيك” أن آخر سفينة شحن وافق عليها أطراف الاتفاق كانت في طريقها عبر البحر الأسود من ميناء مدينة أوديسا الأوكرانية الى اسطنبول.
ووفق بيانات مركز تنسيق الاتفاق، فتركيا والصين هما المستفيدتان الأساسيتان من شحنات الحبوب، إضافة الى بعض الدول النامية.
وأتاح الاتفاق لبرنامج الأغذية العالمي مساعدة دول تواجه نقصا غذائيا حادا مثل أفغانستان والسودان واليمن.
وبذل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جهودا لانقاذ الاتفاق وتجديد مهلته الزمنية. وأعرب عن دعمه لإزالة العقبات أمام تصدير روسيا للأسمدة وبعث برسالة الى بوتين الأسبوع الماضي بهذا الشأن.
– هجوم على جسر القرم-
في تطور ميداني، تعرّض جسر القرم الذي يعدّ خط إمداد رئيسيا للقوات الروسية في أوكرانيا، لهجوم ليل الأحد باستخدام “مسيّرات بحرية”، قبل ساعات من انقضاء مهلة اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية التي تمّ التوصل إليها في تموز/يوليو 2022.
وأفاد مصدر في أجهزة الأمن الأوكرانية (اس بي يو) أن الاستخبارات وسلاح البحرية يقفان وراء استهداف الجسر الذي يعبر مضيق كيرتش.
وأوضح المصدر لوكالة فرانس برس أن “هجوم اليوم على جسر القرم هو عملية خاصة لجهاز اس بي يو والبحرية” تمّ تنفيذها “بواسطة مسيّرات بحرية”.
واوردت لجنة التحقيق الروسية في بيان “قتل مدنيان هما رجل وامرأة في سيارة سياحية على الجسر” جراء الهجوم، مشيرة أيضا الى أن ابنتهما أصيبت بجروح.
وأضافت الهيئة المكلفة القضايا الإجرامية الرئيسية “حدد التحقيق ضلوع عناصر من أجهزة الاستخبارات وتشكيلات مسلحة في الاعداد لهذه الجريمة وتنفيذها” معلنة فتح تحقيق بارتكاب “عمل إرهابي”.
وحمّلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا “نظام كييف” مسؤولية تنفيذ الهجوم.
وأفادت لجنة مكافحة الإرهاب الروسية في بيان إن الهجوم وقع عند الساعة 03,05 (الساعة 00,05 ت غ).
وبثت محطة “القرم-24” العامة مقطعا مصورا يظهر انهيار قسم من الجزء الطرقي من الجسر. ونشرت هيئة التحقيق الروسية أيضا مقطعا مصورا يظهر رجالا يرفعون أدلة عن الطريق.
ويمتد الجسر على مسافة 18 كلم ويتألف من قسمين أحدهما طرقي والآخر للسكك الحديد، ودشّنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العام 2018 لربط روسيا بشبه الجزيرة التي ضمّتها عام 2014.
وأدى الهجوم الى تضرر الجزء الطُرُقي وتعليق الحركة لساعات، بينما لم تطاول اضرار الجزء المخصص للسكك الحديد. واستؤنفت الحركة قبل ظهر الاثنين على ما ذكرت سلطات القرم.
وهي المرة الثانية في أشهر يتعرض الجسر لهجوم. ففي تشرين الأول/أكتوبر، أدى انفجار ضخم ناتج من شاحنة مفخخة، وفق موسكو، الى تدمير جزء من الجسر ومقتل ثلاثة أشخاص.
واتهم بوتين في حينه كييف بارتكاب “عمل إرهابي” عبر تدبير وتنفيذ الانفجار بهدف “تدمير بنية تحتية مدنية روسية ذات أهمية كبيرة”.
في موازاة ذلك، تمضي كييف في هجومها المضاد لاستعادة أراض تسيطر عليها قوات روسيا في شرق البلاد وجنوبها.
أقرت أوكرانيا في الفترة الأخيرة بأنها تواجه صعوبات في القتال داعية الولايات المتحدة ودولا حليفة أخرى إلى تقديم أسلحة بعيدة المدى ومدفعية.
من جانبه وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاثنين هجوما تعرض له جسر يربط بين جنوب روسيا وشبه جزيرة القرم بأنه “عمل إرهابي”.
وقال بوتين خلال اجتماع حكومي نُقلت وقائعه مباشرة على التلفزيون “بالنظر إلى كونه الهجوم الإرهابي الثاني على جسر القرم، أنتظر اقتراحات ملموسة لتحسين أمن وسيلة النقل هذه المهمة والاستراتيجية”.
وبحسب بوتين، أصيبت فتاة وقتل والداها في هذا الهجوم الأوكراني.
وأضاف الرئيس الروسي “سيكون هناك بالتأكيد ردّ من جانب روسيا. وزارة الدفاع تعدّ اقتراحات ملائمة”.
وجسر القرم الذي يعدّ خط إمداد رئيسيا للقوات الروسية في أوكرانيا تعرّض ليل الأحد لهجوم باستخدام “مسيّرات بحرية”.
ووصف بوتين ما حدث بأنّه “عمل ارهابي جديد من نظام كييف”.
ويمتدّ الجسر على مسافة 18 كلم ويتألف من قسمين أحدهما لعبور السيارات والآخر للسكك الحديد، ودشّنه بوتين في 2018 لربط روسيا بشبه الجزيرة التي ضمّتها إليها عام 2014.
وأدّى الهجوم إلى تضرّر الجزء المخصص لعبور السيارات، بينما لم تطاول أضرار الجزء المخصّص للسكك الحديد.
واستؤنفت حركة السكك الحديد على الجسر قبل ظهر الإثنين، وفقاً لسلطات القرم.
وهي المرة الثانية في غضون أشهر يتعرّض فيها الجسر لهجوم.
وفي تشرين الأول/أكتوبر، أدّى انفجار ضخم نتج من شاحنة مفخخة، وفق موسكو، إلى تدمير جزء من الجسر ومقتل ثلاثة أشخاص.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم