آخر الأخبار
الرئيسية » الأخبار المحلية » حافظ الأسد والتصحيح.. لماذا عاداهُ الآخرون؟!!..

حافظ الأسد والتصحيح.. لماذا عاداهُ الآخرون؟!!..

| بقلم:خالد العبود

 

-بعيداً عن لغة الإعلام، وبعيداً عن مفردات المناسبات والاحتفالات، وصخب ارتفاع حرارة العقل، فإنّه يمكننا القول، بأنّه في مثل هذا اليوم من عام 1970م، تمّ وضع سورية الدولة، على سكّة حقيقيّة من القوّة والمنعة والعمق الذي ضمن لها نهوضها الكبير، كي تتحوّل من كيانٍ رخوٍ تتجاذبُهُ وتتناهبُهُ حساباتٌ ضيقةٌ، متعلّقةٌ أو عالقةٌ بمصالح خارجيّة متعدّدة، إلى دولةٍ حقيقيّةٍ ذات تأثير كبيرٍ على مستوى المنطقةِ والإقليم، بالرغم من كلّ ما تعرّضت له من مؤامرات ومكائد وحروب ومصائد وأفخاخ!!..

 

-وبعيداً عن لغة السياسة، ولغة الاصطفافات الضيّقة التي غالباً ما تسيء للمنجزات الكبرى، فإنّ سوريّة استطاعت بعد هذا اليوم، أن تكون في موقعٍ آخر، مختلفٍ عمّا كانت عليه قبل ذلك، حيث استطاعت أن تساهم في توطين نظامٍ إقليميٍّ أساسيّ، رغم استهدافها وحصارها والتآمر عليها، هذا الموقع الجديد لها، فرضته بفضل الرئيس حافظ الأسد، وقدرتِهِ وبراعتِهِ وصدقِهِ ونبلِهِ، في قيادة الدولة وترسيخ بنيانها..

 

-قد يختلف معنا البعض حول عناوين فرعيّة أخرى، تتعلّق بتفاصيل قيادة الدولة، وقد يرى هؤلاء بأنّه كان من الأفضل لقيادة الدولة لو استدركتها، وقد يسوق آخرون ملاحظاتٍ هامّةً على عناوين تتعلّق بتفاصيل مثل الديمقراطيّة، أو قد يسهبون باستعراض عيوب وتفاصيل السلطة، أو حتّى قد يصل البعض إلى محاكمة آلية وشكل حدوث التصحيح ذاته، ووصول الرئيس حافظ الأسد إلى السلطة!!..

 

-هؤلاء جميعاً يريدون محاكمة الدولة في تفاصيلها، على أنّها دولة خارج المجال الحيويّ للمنطقة، وخارج الإطار الزمني الذي قامت به، وخارج السياقات التي كانت خاضعة لها المنطقة، ومنها السياقات السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة، فالبعض يناقش هذه المسائل باعتبار أنّ سوريّة دولة عمرها مئات السنين، أو أنّها دولة في وسط أوروبا، أو أنّها دولة محاطة بحدائق من الدول الديمقراطيّة، ذات البرلمانات العتيدة والأحزاب العريقة، والأنظمة المحكومة بتداول هادئ وبارد جدّاً للسلطة!!!..

 

-علينا أن نستدرك هذه السياقات، وأن نأخذها بعين الاعتبار جيّداً، وأن نعتبرها ركيزة للحكم على التصحيح ودولته، فالديمقراطيّة في تقديرنا لا تكون قيمة لأي دولة أو نظام سياسيّ، إذا لم تستطع حماية الدولة، أو تمنع النظام السياسيّ فيها، من التبعية والخنوع والضعف، كذلك بالنسبة للأحزاب والبرلمانات وتداول السلطة، وبخاصّةٍ عندما نتحدّث عنها من زاوية نظريّة كاملة، فما قيمتها جميعاً، عندما تكون الدولة مهانةً وملحقةً وذليلةً، وغير قادرةٍ على الدفاع عن كرامة وسيادة شعبها؟!!..

 

-عندما نريد أن نحكم على دولة التصحيح 1970م، علينا أن نضعها في سياقاتها التاريخيّة الحقيقيّة والموضوعيّة، مكاناً وزماناً، وأن نتجرّد من اثنتين:

-مصالحنا الفرديّة الضيقة..

-مواقفنا السياسيّة الضيّقة الخاصّة من التصحيح ذاته..

عندها تماماً نستطيع أن نطلق حكم قيمة على هذه المحطة الهامّة، من تاريخ هذا الوطن الغالي..

 

-نعتقد أنّ سوريّة لو لم تمرّ بهذه المحطة التاريخيّة الهامّة، لكانت هي والمنطقة بأسرها، في مكانٍ وموقعٍ مختلفين تماماً، ولكان التاريخ كلّه في مكانٍ وموقعٍ آخر، لا يشبه ما عليه سوريّة والمنطقة الآن!!..

 

-إنّ الدولة التي أرساها الرئيس حافظ الأسد رحمه الله، عطّلت مشاريع التسويات مع كيان الاحتلال، وعرّتْ وفضحتْ كلّ سيناريوهات التوقيع والتطبيع والتلميع، لهذا الكيان الغاشم، وحافظت على جذوة بقايا أمّة، تقول لا للتبعية والهزيمة والإلحاق والأسرلة، وأبقت على المقاومة ركناً رئيسيّاً، في حياة أمّة أراد لها ملوكها وشيوخها وأمراؤها، أن تتحوّل إلى جيفةٍ في مهبّ زلزال “الفوضى الخلّاقة”!!..

 

-حافظ الأسد..

أحبّهُ واحترمهُ كثيرون من أبناء هذه الأمّة، لأنّه دافع عن وجودهم وعن كراماتهم، وحافظ لهم على نُبل رجولتهم في قدرتهم على الوقوف في وجه من أراد أن يجعلهم ذيولاً في حركة التاريخ، وحمى وصان لهم قناعتهم، في أنّ هذه الأمّة قادرة على الوقوف في وجه من أراد أن يبيعها رخيصةً، في سوق الخيانة والعمالة!!..

 

-وحافظُ الأسد..

عاداه وكرههُ آخرون أيضاً، لأنّه منعهم من أن يُتمّوا صفقاتهم ومناقصاتهم، وأن يساوموا ويقايضوا على كامل جسد هذه الأمّة، وأن يجعلوها مادة للبيع والمتاجرة والمقامرة، أو أن يقدّموها هدايا على طاولات دياثتهم وفجورهم وخسّتهم!!..

(سيرياهوم نيوز3-الصفحة الرسميّة للكاتب17-11-2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إيرواني: الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية وصلت لمستوى غير مسبوق من الإجرام

    أكد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضي سورية وصلت إلى مستوى غير مسبوق من ...