- ليا القزي
- السبت 20 آذار 2021
ضبطُ «اقتصاد الكاش» تنفيذاً لمطالب الفرنسيين، تقليصُ الكتلة النقدية بالليرة، خفض سعر صرف الدولار إلى ما بين 8500 و9000 ليرة وإجبار المصارف على إيداع مليار دولار فيها، هي «أهداف» حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة من إنشاء «منصّة الصرافة للمصارف»، التي رحّبت بها رئاسة الجمهورية، على اعتبار أنّها الحلّ لضبط انهيار العملة الوطنية
الإعلان عن المنصّة تمّ من قصر بعبدا، بعد اجتماع بين سلامة ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون المالية شربل قرداحي، «فأعلم الحاكم رئيس الجمهورية أنّ المصرف المركزي قرّر إطلاق العمل بالمنصة الإلكترونية العائدة له، بحيث يتمّ تسجيل كلّ العمليات وتُصبح هي المرجع الأساسي للسعر الحقيقي للسوق… قرار مصرف لبنان يتضمّن أيضاً السماح للمصارف، ابتداءً من الأسبوع المقبل، بالتداول بالعملات مثل الصرّافين الشرعيين وتسجيل العمليات بالسعر الحقيقي على المنصة، على أن تُتابع لجنة الرقابة على المصارف حُسن سير العمل. وسيتدخّل مصرف لبنان لامتصاص السيولة كلّما دعت الحاجة حتى يتم ضبط سعر الصرف»، بحسب نصّ البيان. كان مطروحاً على سلامة خيارٌ «أسهل»، يتمثّل بتطبيق قانون «تنظيم أعمال الصرافة»، الذي يحصر ممارسة أعمال الصيرفة بالمؤسسات المُرخّص لها من قِبل «المركزي». وأن يُطبّق عليها ما يُطبّقه على المصارف لجهة مُراقبة عمليات البيع والشراء اليومية، وخاصة أنّ القانون يسمح لمصرف لبنان بأن يحصل على البيانات والمعلومات التي يطلبها من شركات الصرافة، التي تخضع لمراقبة لجنة الرقابة على المصارف. لكنّ «المركزي» اختار إنشاء المنصّة، من دون الإجابة عن العديد من الأسئلة: ما هي آلية التنفيذ؟ ما هو مصدر الدولارات التي ستُضخّ فيها؟ من سيُحدّد سعر الصرف اليوم؟ وكيف ستُضبط السوق السوداء؟ هل ستتوقّف حركة الصرافين؟ تُدخل منصّة مصرف لبنان «لاعباً شرعياً» جديداً إلى سوق الصرافة، من دون أن تؤدّي إلى إقفال «السوق السوداء» نهائياً. ولكن يعتبر مسؤولون ماليون وصرافون أنّ «المنصة ستؤدّي إلى تنظيم السوق الموازية ولن يتمكّن أي صرّاف من البيع بفارق كبير عن السعر المُتداول لأنّه سيخسر زبائنه.
تخشى الدول الغربية «اقتصاد الكاش» لتخفيفه من تأثير العقوبات على حزب الله
وإيجابية المنصّة أنّها تُلغي تحكّم صرّاف أو اثنين بحركة السوق والسعر».
لم تُحسم بعد المسائل التقنية في ما خصّ المنصة، بانتظار اجتماع المجلس المركزي لمصرف لبنان يوم الاثنين. فما يُريده «المركزي» أن تُعيد المصارف مليار دولار من السيولة (3% من مجموع الأموال المودعة لديها بالعملات الأجنبية) التي كوّنتها في حساباتها لدى مصارف المراسلة في الخارج، لتُستخدم في تمويل أعمال الصرافة، على أن يتدخّل هو ويستخدم الدولارات المُتبقية لديه لشراء الليرة اللبنانية، كلّما وَجد ضرورةً لضبط سعر الصرف. السعر سيتحدّد حسب «العرض والطلب»، ومن المفترض أن يبدأ التداول على المنصة بحسب سعر صرف 10 آلاف ليرة. إلا أنّ المصارف لا تزال تُعاند، رافضةً أن تٌساهم بأي دولار لتمويل منصّة الصرافة. مصادر مُتابعة تؤكّد أنّ «الاتفاق أُنجز على أساس أنّ المصارف ستُعيد مليار دولار». يدلّ ذلك على التخبّط في قرارات مصرف لبنان، الذي أصدر بدايةً التعميم 154، مُجبراً المصارف على تكوين سيولة خارجية بما لا يقلّ في أي وقت عن 3% من قيمة الأموال المودعة لديه بالعملات الأجنبية. اشترت المصارف الدولارات من السوق اللبنانية، مُتسبّبة بزيادة حدّة انهيار الليرة، وزيادة العرض بالليرة اللبنانية، قبل أن «تُرحّل» المبالغ التي جمعت إلى الخارج، والآن يُريد «المركزي» إجبارها على إعادة نسبة من هذه السيولة!
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)