الرئيسية » كلمة حرة » حالنا وأسبابها والأدب المنتظر..!

حالنا وأسبابها والأدب المنتظر..!

 

بقلم:أحمد يوسف داود

 

حتى الآنْ، وفي حدودِ ماأعلم، لم ننتج في سورية أدباً يوازي القليلَ مِمّا تعرّضنا له منَ الأذى في مختلف جَوانبِ حياتِنا، خِلالَ نَحوٍ من ثلاثةَ عشرَ عاماً مضت حتى الآن، وهو أذىً فادحٌ جدّاً لعامّةِ الشَّعبِ العربيّ السوريِّ أوّلاً وأخيراً.

رُبّما يَعودُ سببُ ذلك إلى الخَلطِ المَفهوميِّ المُعقّدِ لِمَعرفةِ حقيقةِ مايَجري على السّاحةِ السّوريّةِ، مع صرف النّظرِ هنا عنْ أَعماقِ الدَّوافعِ الخَفيّةِ لما جرى وما زال يَجري فِعليّاً، ولطَبيعةِ مُجرَياتِهِ، ومن هم أَصلاً وَراءَ كلِّ ماحَدثَ ومازالَ بعضُهُ يَحدُثُ، ممّن كانوا نَهابينَ نَصّابينَ من أدواتِ السُّلطَةْ، ثم تحوّلوا بقدرة قادرٍ إلى مُعارِضينَ من دونِ سابقِ إنذارْ، ولكنَّ هذا ليس هو ما يَعنينا هنا، بل إنّ ما يَعنينا فِعلاً هو أهمُّ بكثيرٍ من ذلك في تقديري!.

ولِتَبسيطِ الأَمرِ هنا يَجبُ أَنْ نُشيرَ إلى جُملَةِ قَضايا من بَينِها ماشاعَ عن السَّيد عبد الله الدَّردَري – وكانَ نائباً لِرئيس الوزراءِ في وقتٍ مُبكّرٍ منَ القَرنِ الجَديدْ – أَنَّهُ كانَ يُريدُ اللُّجوءَ إِلى البَنكِ الدّوليِّ لِحلِّ جُملةِ المَشاكلِ الاقتصاديّةِ التي كانَ يرى أَنَّ سوريَّةَ تُعاني منها.. كَما كانَتْ هناكَ جُملةٌ منَ القَضايا الهامّةِ الأُخرى التي جَعلتْ سوريّةَ مَعزولةً عنْ إِطارِها العَربيِّ، وخُصوصاً عنِ السَّعوديّةِ التي كانَ المَغفورُ لهُ الرّئيسُ الرّاحلُ حافظُ الأسد يتوجَّهُ إليها متأبِّطاً ذراعَ نائبِهِ: عبدِ الحليم خَدّامْ، لِحلِّ أًيّةِ مُشكلةٍ تُواجِهُهْ، كما يُروى عَنهُ أَنّهُ كانَ كلّما جاءَهُ تَقريرٌ عن الثّرواتِ الضّخمَةِ غيرِ المُستَثمَرةِ في سوريّةَ يَضعُ التّقريرَ في أَحدِ الأَدراجِ الخاصّةِ ويُقفِلُهُ ثمّ يَلتَفتُ إلى من قَدّمَهُ إليهِ قائلاً: (أنا أُؤَجّلُ الحَربَ على سوريَّةَ أربَعينَ سَنةْ)!.

ولكنَّ تلك الحَربَ لم تَتأَجّلْ، معَ بالِغِ الأَسفْ!.

بالطّبعِ، تَغيّرتْ آليّةُ الأداءِ تدريجيّاً خِلالَ السنواتِ العَشرِ الأُولى من القَرنِ الجديدْ، ورُبّما حلَّ نَفرٌ منَ جيلٍ جَديدٍ في مَواقِعَ تَنفيذيّةٍ: أَمنيّةٍ وإداريّةٍ ليسوا أَهلاً للنّجاحِ في حَملِ مَسؤوليّاتِها، فوَجدَ الخُصومُ العالميّونَ الكِبارُ أًنّ الفُرصةَ قد تَهيّأتْ لإسقاطِ الدَّولةِ السّوريّةِ حَسبَما يَحلُمونْ.. فَحرّكوا أَزلامَهم جَميعاً.. وهكذا وَصلتِ الحالُ إلى ماصارتْ عَليهِ الآنْ!.. وَيالَها من حالْ!.

(سيرياهوم نيوز ١-خاص)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

يسألونك عن أمريكا؟!

  سمير حماد يسألونك عن أمريكا ؟ أخطبوط المال والأعمال والسياسة والأذرع الممتدة على امتداد الكرة الأرضية, حيثما ارتُكبت جريمة حرب أو تغيير سياسي أوانقلاب ...