آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » حالُ «صفر اشتباك» متعذّرة: العدو يكرّر سيناريوَي رفح والزيتون

حالُ «صفر اشتباك» متعذّرة: العدو يكرّر سيناريوَي رفح والزيتون

 

يوسف فارس

توغّلت الدبابات الإسرائيلية، أمس، إلى الجهة الشمالية من شارع الجلاء، بمحاذاة أحياء الصفطاوي والشيخ رضوان وجباليا النزلة، حيث فرضت سيطرة نارية على الأحياء المحيطة كافة. وفي الوقت ذاته، تقدّمت العشرات من الآليات والبواجر العملاقة إلى حي الكرامة والمخابرات، حيث شرعت في أعمال هدم وتخريب واسعة. أمّا المحور الجنوبي لمدينة غزة، فقد شهد تفجير نحو عشرين مدرّعة مفخّخة، وسط المربّعات السكنية والمنازل المأهولة، ما تسبّب بموجة نزوح كبيرة من حي تلّ الهوا، الذي كان حتى وقت قريب مزدحماً بعشرات الآلاف من النازحين.

 

وترافق الهجوم البرّي الإسرائيلي مع حملة دعاية أطلقها جيش الاحتلال، أحدثت حالاً من الصدمة والحزن، خصوصاً بعد نشر صور ومقاطع تُظهر تمركز دبابات العدو بالقرب من مفترق الصاروخ. غير أنّ حال الإحباط في الشارع الغزاوي لم تدمْ طويلاً؛ إذ برغم من موجة النزوح الكبيرة وتردّي الأوضاع الإنسانية، أسهمت عملية المقاومة في مدينة رفح، وتمكّنها من تفجير جيب عسكري إسرائيلي من نوع «هامر» كان يقلّ أربعة ضباط، ما أدّى إلى مقتلهم على الفور، في ترميم الروح المعنوية.

 

والواقع أنّ الدلالات التي حملتها تلك العملية تتقاطع فيها خصوصية المكان والزمان؛ فهي نُفِّذت في رفح المدمّرة تماماً، والتي أعلن العدو مراراً انتهاءَه من «تطهيرها» وتأمينها إلى الحدّ الذي بات فيه الضباط والجنود يتنقّلون فيها بسيارات وعربات مكشوفة وغير مدرّعة. كما أنها جاءت بعد نحو خمسة عشر شهراً من احتلال المدينة، واستحداث محورَين فيها يتمركز فيهما جيش الاحتلال المدجّج بكلّ وسائل الرقابة والتكنولوجيا المتطوّرة، وبالتزامن أيضاً مع بدء عملية اجتياح مدينة غزة التي لم تُسجَّل فيها، حتى اللحظة، هجمات ميدانية تعيق التقدّم البرّي الذي بدا سهلاً.

 

لم يُسجّل، أمس، أي حالات نزوح عبر الطريق الجديدة التي أعلن الاحتلال افتتاحها للنزوح نحو جنوب القطاع

 

وتشير كل تلك المعطيات إلى استحالة ما ينشده رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، من الحصول على مرحلة «صفر اشتباك» في أيٍّ من المناطق التي يعمل فيها جيشه، مهما طالت المدّة أو كثُرت كمّية الذخيرة وأدوات التدمير المستخدمة في الهجوم. كما تشير إلى أنّ نموذجَي رفح والزيتون، سيتكرّران في أحياء مدينة غزة وحاراتها، التي ستتحوّل إلى معركة استنزاف مستدامة لا خطّ نهاية فيها. وهذا ما أكّدته قيادة «كتائب القسام»، التي نشرت بياناً صحافياً، أمس، أشارت فيه إلى أنّ المقاومين أعدّوا العشرات من الاستشهاديين الجاهزين لتنفيذ الكمائن والمدرّبين على إسقاط العبوات الناسفة داخل قمرة قيادة الدبابات.

 

كذلك، أكّدت «القسام»، في بيانها، على أنّ اجتياح مدينة غزة، سيوفّر فرصة لتنفيذ عمليات أسر جديدة ستستهدف طواقم الدبابات والجرّافات التي سيلتحم معها المقاومون من مسافة صفر، لافتةً إلى أنها وزّعت الأسرى الإسرائيليين في أحياء المدينة التي تتعرّض للهجوم، مضيفةً أنّ العملية العسكرية لن تفضي إلا إلى تحويل مصير هؤلاء إلى «الفقد الأبدي» على غرار مصير رون آراد.

 

في غضون ذلك، ومع اشتداد الهجوم البرّي على المدينة واستمرار جيش العدو في استخدام العربات المفخّخة لإجبار الأهالي على النزوح، يجدّد مئات الآلاف من السكان تمسّكهم بالمدينة ورفضهم النزوح أيّاً كانت الظروف. ورغم أنّ أكثر من 800 ألف من هؤلاء يتركّزون في 20% من مساحة مدينة غزة، فإنّ العشرات من العائلات تعود يومياً إلى المدينة بعدما عجزت عن العثور على موطئ قدم في جنوب القطاع ووسطه، المزدحمَين بمئات الآلاف من النازحين.

 

وفي محاولة لترغيب الأهالي بالنزوح، أعلن المتحدّث باسم جيش الاحتلال، افتتاح طريق جديد من المدينة إلى جنوب القطاع عبر شارع صلاح الدين شرقي غزة، والذي يمرّ عبر طريق آخر يسيطر عليه العدو. إلا أنه لم تُسجّل في أثناء يوم أمس، أي حالات نزوح عبر الطريق الجديدة، فيما ظهر تراجع في حركة النزوح إلى الجنوب عبر طريق الرشيد التقليدي.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عون يمهّد لإرسال مبعوث مدني… وبري يطالب مصر بـ«هدنة الشهرين» | الضغط الأميركي يتعاظم: اذهبوا إلى التـفاوض تحت النار!

    على وقع إشهار العدو الإسرائيلي نواياه الحربية تجاه لبنان، وشدّ الحبال السياسي غير المباشر على خلفية ملف المفاوضات المباشرة الذي تضغط في اتجاهه ...