غانم محمد
نبحث بكلّ وجعٍ عن أي (ثقب إبرة) نمرر من خلاله فيل أوجاعنا، ومع هذا تعيينا الحيلة، ونقف عاجزين أمام تدبّر شؤون كلّ يوم بيومه من حياتنا!
فقدنا ميزة أن نكون سنداً لأبنائنا وملاذاً، ولم يعد بإمكاننا حتى أن نعدهم بأي شيء، بل على العكس ألقينا في دروبهم كل ندبات عمرنا، فتعثروا بها، ومن وجدَ أي فرصة عمل بأجر (استغلالي)، وكان من البارين بأهله، فقد عاد بآخر الشهر ببضع علب دواء لأبيه المتعب نشأة وحياةً، أو لأمه التي طبخت سنيّ عمرها من أجله!
المطمورة كسرناها، ولم يعد القول (خبّي قرشك الأبيض ليومك الأسود) صالحاً للتداول، لأن القرش بات بلا أسنان، ولا أحد ينتظر يوماً أكثر سواداً من الذي يعيشه الآن، والداخل إلى المطمورة يفقد قيمته بعد ساعة!
الحاكورة.. حلّ جميل ومفيد، لكن هل هي متوافرة لدى الجميع، وهل لدى الجميع القدرة على زراعة الحاكورة وتأمين المياه لها، وماذا عن الأشياء التي لا تنتجها الحاكورة؟
الشتاء يقترب، وأسعار المحروقات القادمة تلهب انتظارنا لفصلٍ لطالما أحببناه كثيراً، لكن من الآن حاولوا أن تكتنزوا الدفء لأنكم لن تحصلوا عليه شتاء، وسيتبع الحطب بسعره جنون المازوت بشقيه المدعوم والحرّ، هذا إن توفّر!
حتى جواز السفر، لمن ارتضى كيّ الغربة كحلّ أخير، فالحصول عليه بـ (طلوع الروح) وللمدعومين جداً فقط!
(سيرياهوم نيوز ١-خاص)