آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » حبس أنفاس بانتظار جولة مسقط: حرب جديدة أم اتفاق نووي في اللحظة الأخيرة؟

حبس أنفاس بانتظار جولة مسقط: حرب جديدة أم اتفاق نووي في اللحظة الأخيرة؟

حتماً سيدافع ترامب عن إسرائيل بعد الضربة المحتملة، لكن هل يشارك هو في تأجيج النيران في منطقة مشتعلة أصلاً؟

تبدّلت المناخات الاستراتيجية في الشرق الأوسط في اليومين الماضيين، وانحسرت موجة التفاؤل بإمكان التوصّل إلى اتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران، على رغم تحديد الأحد موعداً لجولة سادسة من المفاوضات غير المباشرة في مسقط، بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف.

 

في معرض تبريره الأسباب التي حدت بالولايات المتحدة إلى إجلاء عائلات موظفيها من سفارات العراق والكويت والبحرين، فضلاً عن عائلات جنود أميركيين، قال الرئيس دونالد ترامب إن هذا الإجراء اتُّخذ لأن الشرق الأوسط قد يتحوّل إلى “منطقة خطر” في الأيام المقبلة. ومن قبيل الصدفة أن ترامب كان يتحدث للصحافيين، قبل دخوله لحضور مسرحية “البؤساء” المقتبسة عن رواية الفرنسي فيكتور هوغو في واشنطن.

 

 

 

مركبة مدرعة تابعة لقوات مكافحة الإرهاب العراقية خارج مبنى السفارة الأميركية في بغداد . (ا ف ب)

مركبة مدرعة تابعة لقوات مكافحة الإرهاب العراقية خارج مبنى السفارة الأميركية في بغداد . (ا ف ب)

 

 

يشير الاستعجال الأميركي في إعطاء الإذن بإجلاء عائلات الديبلوماسيين والعسكريين، إلى أن ثمة معطيات لدى إدارة ترامب ترجّح إقدام إسرائيل على شن ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية في وقت قريب جداً. وإذا ما عُطف ذلك، على قول ترامب إن “ثقته تراجعت” باحتمال التوصّل إلى اتفاق مع إيران، يزداد المشهد قتامة.

تأتي هذه التطوّرات المتسارعة عقب رفض طهران الاقتراح الأميركي بوقف كامل لتخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، وتقدّمها باقتراح مضادّ يتمسّك بالتخصيب ويعتبره جزءاً من السيادة الوطنية للبلاد.
هنا، تحرّك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجدّداً، واختصر جلسة محاكمته بقضايا الفساد الاثنين، لأن لديه “مكالمة مهمّة”. سرعان ما تبيّن أن المكالمة مع ترامب، وأن إيران هي الموضوع الرئيسي.

 

نتنياهو، كان قد أصر في السابق على أن عدم التوصّل إلى اتفاق مع إيران، أفضل من “اتفاق سيّئ” يشبه اتفاق 2015. والحلّ الوحيد الذي يراه رئيس الوزراء الإسرائيلي هو “النموذج الليبي”، أي التدمير الكامل للبرنامج النووي الإيراني، بما يشمل أجهزة الطرد المركزي وكل ما له صلة بعملية التخصيب.

 

ليست إسرائيل وأميركا فحسب، من يضغطان على إيران، هناك مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ اعتمد مجلس محافظي الوكالة، الخميس، قراراً يدين “عدم امتثال” إيران لالتزاماتها النووية، في تحذير جديد قبل إحالة الملف على الأمم المتحدة.

وأيدت النص الذي أعدته الترويكا الأوروبية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وانضمت إليها الولايات المتحدة، 19 دولة من أصل 35، على ما أفادت مصادر ديبلوماسية عدة وكالة “فرانس برس”.

 

وهكذا، تضع أميركا وأوروبا وإسرائيل، ساعة رملية على طاولة المفاوضات الأحد. والرسالة هي أن الوقت بدأ ينفد أمام القيادة الإيرانية، كي تقبل باتفاق نووي جديد، يحرمها حق التخصيب على أراضيها، وإلا فستُواجَه “بمروحة واسعة من الخيارات”، بحسب قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريللا، في إشارة إلى ضربة محتملة ضد إيران. وبحسب ما نقلت “رويترز” عن مسؤول إيراني، فإن دولة “صديقة” في المنطقة، حذرت طهران من ضربة عسكرية محتملة.

حتى أمس، بدت إيران متمسّكة بخطها الأحمر الذي رسمته منذ الجولة الأولى من المفاوضات في 12 نيسان/أبريل الماضي. ووزير دفاعها عزيز نصير زادة  حذر من أن كافة القواعد الأميركية ستكون “تحت مرمانا… إذا فُرض علينا الصراع”. وبدوره حذر عراقجي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من اتخاذ قرار يندّد بإيران، لأن طهران “ستردّ عليه بقوة”.

في هذه الأيام الحاسمة، التي قد تنتهي باتفاق أو بإشعال نزاع جديد في الشرق الأوسط، يرى الكثير من المسؤولين الإسرائيليين، أن هناك فرصة ذهبية لوضع حدّ لمشكلة عمرها عقود. ويستند هؤلاء إلى أن الضربتين الإسرائيليتين العام الماضي قد دمّرتا الدفاعات الجوية الإيرانية، كما أن حلفاء طهران في المنطقة هم في أضعف حالاتهم.

ومع ذلك، يحذر بعض المحللين من أنّ إيران رمّمت دفاعاتها، ما سيجعل من أيّ هجوم إسرائيلي أكثر مخاطرة. ومن غير الواضح ما إن كان في مقدور إسرائيل إلحاق خسائر حاسمة بالبرنامج النووي الإيراني من دون مشاركة الولايات المتحدة.

 

حتماً سيدافع ترامب عن إسرائيل بعد الضربة المحتملة، لكن هل يشارك هو في تأجيج النيران في منطقة مشتعلة أصلاً، مع ما سيحمله ذلك من تداعيات عسكرية وسياسية واقتصادية بدأت بوادرها مع صعود برميل النفط إلى ما فوق 68 دولاراً للمرة الأولى منذ نيسان/أبريل؟

 

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ترمب يؤكد التزام أميركا بالحل الدبلوماسي للقضية النووية الإيرانية

    قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم، إن بلاده لا تزال ملتزمة بحل القضية النووية الإيرانية دبلوماسيا،ً لكنه أضاف أنه يتعين على طهران أولاً ...