آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » حبل الكذب قصير.. واشنطن تتهّم إسرائيل بالكذب: الإعلام العبريّ ينشر تقارير خاطئة حول التطبيع السعوديّ.. دبلوماسيٌّ رفيعٌ: مزاعم التقدّم بالمحادثات مُثيرة للضحك والاتفاق بعيدٌ جدًا

حبل الكذب قصير.. واشنطن تتهّم إسرائيل بالكذب: الإعلام العبريّ ينشر تقارير خاطئة حول التطبيع السعوديّ.. دبلوماسيٌّ رفيعٌ: مزاعم التقدّم بالمحادثات مُثيرة للضحك والاتفاق بعيدٌ جدًا

تعمل إسرائيل دون كللٍ أوْ مللٍ على إيهام العالم بقدراتها على جميع الأصعدة وفي كافة المجالات، مُستغلةً جميع التكتيكات والإستراتيجيات التي وضعها علماء الحرب النفسيّة، بيد أنّ “حبل الكذب قصير”، كما يقول المثل العربيّ، ويكون كشفه ذا أهميةً عندما يكون كاشِف الكذب هو (الأب الروحيّ) للكذّاب المُزمن، وفي حالتنا الولايات المُتحدة وربيبتها حبيبتها إسرائيل.

 وفي هذا السياق، قالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكيّة باربرا ليف إنّ هناك الكثير من المبالغة في وسائل الإعلام العبريّة بعد تقارير يفترض أنّها تكشف عن تفاصيل المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة بين الكيان والرياض، وانتقدت التقارير الخاطئة في الصحافة الإسرائيليّة حول جهود واشنطن للتوسط في اتفاق تطبيعٍ طال انتظاره بين إسرائيل والسعودية.

 وجاءت هذه التصريحات في أعقاب عدة تقارير زعمت أنّها تكشِف عن اختراقات في المفاوضات وتفاصيل جديدة حول الشروط المفترضة التي حددتها الولايات المتحدة والسعودية مقابل التوصل لاتفاقٍ مع إسرائيل.

 وقالت ليف خلال شهادتها أمام اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية مع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا وآسيا الوسطى في مجلس الشيوخ: “هناك الكثير من التقارير الخاطئة والكثير من المبالغة في الصحافة، والكثير من التكهنات في الصحافة، وخاصة في الصحافة الإسرائيلية”.

 وأوضحت أنّ الاتفاق الإسرائيليّ السعوديّ لا يزال بلا شك هدفًا نهائيًا لإدارة بايدن، وأنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان صرح أيضًا أنّه من الواضح أنّ هذا أمرٌ يدور في ذهنه كخطوةٍ يريد التوجه إليها”.

 وأشارت مساعدة وزير الخارجية إلى أنّ واشنطن ما زالت ترى اتفاقات انتقالية يمكن التوصل إليها مع تل أبيب والرياض قبل توقيع اتفاق التطبيع الرسميّ، مُشيرةً إلى قرارات السعوديّة وعُمان بفتح مجاليهما الجوي أمام الرحلات الإسرائيليّة باعتبارها صفقةً انتقاليّةً تمكنت إدارة بايدن بالفعل من تحقيقها.

 يُشار إلى أنّ القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ نشرت عدة تقارير تتعلق بمفاوضات التطبيع، وادعى التقرير الأول أنّ البيت الأبيض يشترط مثل هذه الصفقة على تعليق حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نهائيًا جهودها لإصلاح النظام القضائي، بالإضافة إلى استئناف محادثات السلام مع السلطة الفلسطينيّة.

 بعد ذلك بيوم، ذكرت القناة أنّ نتنياهو ووزير الخارجية إيلي كوهين تحدثا عبر الهاتف مع محمد بن سلمان كجزءٍ من مفاوضات “معقدةٍ للغاية” بشأن إطلاق رحلات جوية مباشرة بين إسرائيل وجدة الشهر المقبل لأداء فريضة الحج السنوية للمسلمين.

وزعم التقرير أنّ بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، يجري المحادثات من البحرين، بوساطة وزير خارجية ذلك البلد، عبد اللطيف بن راشد الزياني، مُضيفةً أنّ السعودية تطالب بتسليم صلاحيات معينة في الضفة الغربية من الجيش الإسرائيلي إلى السلطة الفلسطينية، ومنح قوات السلطة الفلسطينية سلطات أمنية في الحرم القدسي وكنيسة القيامة في البلدة القديمة بالقدس، في حين رفض مسؤول كبير في إدارة بايدن، متحدثا لـ (تايمز أوف إسرائيل) تقارير القناة 12 ووصفها بأنّها “مثيرة للضحك”.

وقال: “لست متأكدًا من أين يحصل هؤلاء المراسلون على تفاصيلهم، لكن تحديد هذه الأنواع من الشروط ليست طريقة عملنا. لا يتم إنجاز هذه الصفقات بهذه الطريقة”، مضيفًا أنّ التقارير الكاذبة تلحق الضرر أيضًا بالجهود الحساسة للتوسط في اتفاق.

ولفتت المصادر الإسرائيليّة إلى أنّه في أثناء استضافته لقمة جامعة الدول العربية في وقتٍ سابقٍ من الشهر الماضي، شدد بن سلمان على التزامه بإقامة دولةٍ فلسطينيّةٍ.

وأكّدت المصادر عينها أنّ السعوديّة ما زالت مصّرةً منذ فترةٍ طويلةٍ على التزامها بالقضية الفلسطينية ولن تقوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل إلّا بعد التوصل إلى حلّ الدولتين، لكن هذا لم يمنع إدارة بايدن من العمل على إبرام صفقة بين الكيان والرياض، والتي وصفها مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان بأنها “مصلحة أمنٍ قوميٍّ”.

وبينما يسود التفاؤل في الكيان، أرسل جيران إسرائيل العرب إشارات أخرى، وعبّروا عن استيائهم الشديد من حكومة نتنياهو المتشددة بسبب أعضائها اليمينيين المتطرفين وسياساتها المعادية للفلسطينيين، مع ذلك كانت السعوديّة على استعداد لتحديد ثمن التطبيع مع إسرائيل في المحادثات مع مسؤولي إدارة بايدن.

وقال دبلوماسيٌ كبيرٌ في الشرق الأوسط لمجلة (تايمز اوف إسرائيل) إنّ “الرياض طلبت من واشنطن الموافقة على برنامج نووي مدني مقابل التطبيع مع إسرائيل”، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ “البرنامج هو من بين عدة مطالب قدمتها الرياض في محادثات مع إدارة بايدن خلال العام الماضي، بينما أوضح أنّ مثل هذه الصفقة لا تزال بعيدة جدًا”، وفق تعبيره.

وورد أنّ السعودية تشترط أيضًا تحقيق اتفاق تطبيع مع إسرائيل على توسيع كبير للعلاقات الدفاعية مع الولايات المتحدة، بما في ذلك نظام ضمانات لمنع الإدارات المستقبلية من الانسحاب من صفقات الأسلحة التي تم توقيعها بالفعل، ممّا يزيد من تعقيد الجهود، على حد قول الدبلوماسيّ.

والجدير بالذكر أنّ الدبلوماسيّ زعم أنّ المسؤولين السعوديين لم يطرحوا مطلبًا محددًا يتعلق بالقضية الفلسطينية في محادثاتهم مع واشنطن، كما فعلت الإمارات العربية المتحدة عندما اشترطت قرارها بتطبيع العلاقات في عام 2020 بتعليق نتنياهو خطته لضمّ أجزاءٍ كبيرةٍ من الضفة الغربية، وتكهن باحتمال طرح مطالب تتعلّق بالفلسطينيين بالتزامن مع نهاية المفاوضات.

 

 

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ماذا تملك السعودية من أوراق للإعلان عن تحالف دولي لإجبار إسرائيل على حل الدولتين؟ ومن هي الدول التي قبلت الانضمام؟ وماذا عن مُعارضة إسرائيل بالإجماع الشديد قيام دولة فلسطينية؟.. لماذا نوّه الأمير بن سلمان إلى تصدّر القضية الفلسطينية اهتمام البلاد؟

بعد غيابٍ ملموس عن التدخّل المُباشر في ما يجري بقطاع غزة، لصالح الدورين القطري والمصري في إدارة المفاوضات مع “إسرائيل”، تعود العربية السعودية إلى الواجهة ...